رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«إروتوكريتو»: طموحات أردوغان السياسية تسمم العالم

أردوغان
أردوغان

كشفت كريستيانا إروتوكريتو، نائب رئيس الحزب الديمقراطي ورئيس اللجنة المالية في البرلمان القبرصي وعضو الوفد القبرصي في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، في مقال لها بموقع «New Europe»- عن طموحات أردوغان السياسية للسيطرة النهائية على العالم.

وقالت إروتوكريتو إن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يعرف جيدًا قوة الإلهام الرمزية الكامنة وراء مصطلح «كيزل إلما» أو «التفاحة الحمراء» في المخيلة الشعبية التركية.

ولفتت إلى أنه شاع مؤخرًا استخدام مصطلح التفاحة الحمراء بشكل متكرر في وسائل الإعلام التركية الموالية لنظام أردوغان، وهي إشارة إلى أسطورة عسكرية ترمز إلى طموح الأتراك العثمانيين القدامى للسيطرة النهائية على العالم أو أكبر رقعة ممكنة منه.

وأوضحت إروتوكريتو أنه من غير المعروف حتى الآن ماهية هذا الرمز، لكنه يعود إلى الزمن الذي كان فيه الأتراك لا يزالون قبائل مرتحلة من أواسط آسيا باتجاه الأناضول، ويشير بالتحديد إلى خطط غزو العثمانيين الأوائل للقسطنطينية «المعروفة اليوم باسم إسطنبول» وفيينا وروما، في زمن كانت المدن الـ3 هي أهم المراكز الحضرية في أوروبا القرنين الخامس عشر والسادس عشر.

وتعد رؤية العظمة العثمانية هي الجوهر الأساسي لحملة نظام أردوغان الإعلامية الهادفة إلى إحياء أمجاد الإمبراطورية العثمانية في المخيلة الشعبية التركية، والسعي لتطبيق هذه الرؤية على أرض الواقع.

وتجلى ذلك مؤخرًا في خطاب ألقاه أردوغان في أواخر أغسطس بمناسبة ذكرى معركة مانيزكرت «ملاذكرد» في القرن الحادي عشر، والتي شهدت انتصار السلاجقة الأتراك على الإمبراطورية البيزنطية الناطقة باليونانية، وفتحت الباب أمام تتريك الأناضول في نهاية المطاف.

وقال أردوغان بوضوح في هذا الخطاب: "تركيا ستأخذ كل ما يحق لها في البحر المتوسط وبحر إيجه والبحر الأسود، لن نقدم أي تنازلات"، مضيفًا: "اليونان لا تستحق تراثها البيزنطي".

ولفتت إروتوكريتو، في مقالها، إلى أن طموح أردوغان يواجه العديد من العوائق، أهمها أن قادة أوروبا يعلمون أهداف أردوغان النهائية، حتى وإن كان قصر النظر لدى بعض العواصم الأوروبية الأخرى يمنعها من التفكير فيما هو أبعد من مصالحها القريبة المباشرة في الحفاظ على علاقاتها مع أنقرة جريًا وراء استثمارات اقتصادية بحتة.

وأعربت إروتوكريتو عن استغرابها من تردد الاتحاد الأوروبي في اتخاذ موقف ضد تركيا، محذرة من أن ذلك يقوض مصداقية الاتحاد الأوروبي، فقد يكون هذا الموقف منطقيًا من الناحية الاقتصادية على المدى القصير بالنسبة للبعض، ولكن من المرجح أن يمهد الطريق لتقويض الاستقرار على المدى المتوسط والطويل في المستقبل.

وتابعت: تخيلات تركيا لا تنتهي بقبرص واليونان، فالرئيس التركي يواصل إثارة المشاكل في المنطقة وشن حرب عرقية ضد الأكراد، وخلق مشاكل مع مصر بسبب دعمه جماعة الإخوان المصنفة كجماعة إرهابية، بالإضافة إلى دعمه حماس، وتجنيد المرتزقة السوريين للقتال في ليبيا وسوريا.

وشددت إروتوكريتو في نهاية مقالتها على أن الوقت قد حان لكي يتخذ الاتحاد الأوروبي موقفًا حازمًا ويفرض عقوبات رادعة على تركيا، ليس فقط لمحاسبتها على اعتداءاتها على حقوق اليونان وقبرص، وإنما في سبيل حفظ الاستقرار والسلام في أوروبا والشرق الأوسط ككل.