رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير أمريكي: برنامج تركيا النووي يشكل تهديدا للأمن الإقليمي

أردوغان
أردوغان

كشف تقرير أمريكي عن مخاطر برنامج تركيا النووي، وسط رغبات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتحقيقه، حيث أعرب أردوغان في سبتمبر العام الماضي في تجمع قومي في مدينة سيفاس الشرقية حضره أعضاء من حزب العدالة والتنمية، عن استيائه من التفاوت المفترض بين الدول الحائزة للأسلحة النووية والدول التي لا تمتلكها.

وركز الرئيس التركي بشكل خاص على ظلم عدم امتلاك تركيا أسلحة نووية كرادع، بالنظر إلى الموقف الجيوسياسي غير المستقر الذي وجد البلد نفسه فيه منذ محاولة الانقلاب ضده قبل 4 سنوات.

وبحسب مجلة «إنترناشونال أفيرز ريفيو» الصادرة عن كلية إليوت للعلاقات الدولية بجامعة جورج واشنطن، ففي أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016، استرعى انتباه مراقبين دوليين مسألة سلامة القنابل النووية الأمريكية المخزنة في قاعدة إنجرليك الجوية جنوبي تركيا.

ونوّهت المجلة على أن هذه القنابل معرضة طوال الوقت لخطر التقلبات السياسية في تركيا، وتشكل بدورها خطرًا جسيمًا على الأمن العالمي إذا ما أطلق أردوغان العنان لرغبته في الحصول على سلاح نووي بالطريقة السهلة، أي وضع يده على القنابل الأمريكية في إنجرليك.

يذكر أن الحصار على إنجرليك تسبب في إلحاق ضرر كبير بالعلاقات الأمريكية التركية، وذلك لأن القاعدة هي المكان الذي توجد فيه القنابل النووية الأمريكية من طراز «B-61»، لافتة إلى أنه ليس من الحكمة إبقاء هذه القنابل في تركيا.

وأوضحت المجلة أن القنابل النووية في إنجرليك، ليست هي الطريقة الوحيدة لتركيا للحصول على هذه المعلومات، وتثير صناعة الطاقة النووية المزدهرة في تركيا، بمساعدة روسيا المتساهلة في تصدير معدات وتكنولوجيا الطاقة النووية، مخاوف خطيرة تتعلق بانتشار السلاح النووي، خاصة إذا تحول استياء أردوغان من الوضع الراهن و"الظلم" إلى سياسة تركية ثابتة.

فيما أشارت إلى أنه في المستقبل، يمكن أن تكتسب تركيا ما يكفي من المعرفة والخبرة التقنية لمتابعة تطوير قدراتها النووية الخاصة، وقد يكون المجتمع الدولي عاجزًا عن إيقافها، وتركيا من الدول الموقعة على جميع البروتوكولات الرئيسية للوكالة الدولية للطاقة الذرية الخاصة بمنع انتشار الأسلحة النووية، وعقدها مع الوكالة النووية الحكومية الروسية «روساتوم» لإنشاء محطة نووية في أكويو بمحافظة مرسين يتفق مع قواعد منع الانتشار النووي، وفقًا لخبراء.

فيما استعرضت المجلة سيناريو محتملًا تتلقى فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بلاغًا من مفتشيها بأن تركيا تنتهك اتفاقيات منع الانتشار النووي، ولأن الوكالة لا تتمتع بأي سلطة عقابية فستحيل المسألة إلى مجلس الأمن، ولأن تركيا حليف عسكري للولايات المتحدة وزبون رئيسي للصادرات النووية الروسية فستنجو بفيتو أمريكي وروسي من أي عقوبات مقترحة يفرضها عليها مجلس الأمن، ما سيكون فعليًا بمثابة ضوء أخضر لأنقرة لكي تمضي في برنامجها النووي العسكري إلى أن تنضم إلى نادي الدول النووية.

في السياق نفسه، دعت المجلة إلى ممارسة رقابة صارمة على البرنامج النووي التركي، وإذا ما تبين أو ثبت سعي أنقرة بالفعل للحصول على سلاح نووي، فسيكون من الضروري إنزال عقوبات رادعة بها، بينها إنهاء عضويتها في حلف شمال الأطلسي.

واختتم التقرير بالقول إن امتلاك تركيا لبرنامج نووي من شأنه إغراء أردوغان أكثر للمضي في طموحه الخاص بإحياء الإمبراطورية العثمانية، وطالما استمر أردوغان في طريقه الانتقامي لإعادة تركيا إلى مجدها العثماني، فلا يمكن تجاهل التهديد الذي يمثله زر تفجير قنبلة نووية تحت إصبعه.