رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى مئويته.. هل تنشر «هيئة الكتاب» أعمال على الراعى؟

علي الراعي
علي الراعي

تحتفي الأوساط الثقافية بمئوية المفكر والمترجم الدكتور على الراعي، وكانت أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب تزامنًا مع مئويته كتاب "مسرح برنارد شو"، في إصدار خاص إهداء بمناسبة الاحتفالية التي نظمها المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزم؛ تحت رعاية وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم.

وخلال الاحتفالية التى نظمها المجلس الأعلى للثقافة في الأيام القليلة الماضية، قالت الكاتبة الصحفية ليلى الراعي ابنة المفكر والمترجم الدكتور علي الراعي إن ما قدمه والدها خلال مسيرته جدير بإعادة طباعته وتوزيعه حتى يتسنى للأجيال الجديدة للتعرف على تراثه الفكري والأدبي، وهو ما يدعونا لسؤال الدكتور هيثم الحاج على رئيس "هيئة الكتاب" هل بالإمكان طباعة الأعمال الكاملة للراحل الدكتور علي الراعي؟.

وقال رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور هيثم الحاج، لـ"الدستور"، إن الأعمال الكاملة للدكتور علي الراعي مملوكة للمجلس الأعلى للثقافة، وإن كتاب "مسرح برنارد شو" الذى قامت "هيئة الكتاب" بطباعته كان بتصريح خاص من "الأعلى للثقافة" لطبعة محدودة بمناسبة مئويته.

الدكتور علي الراعي (1920 - 1999) ناقد أدبي مصري، وُلد في محافظة الإسماعيلية في عام 1920 في بيئة كانت تعيش فيها العديد من الجنسيات المختلفة التي تعايشت مع بعضها البعض، الأمر الذي ساعده في صنع صداقات مع أناس شتى مهما اختلفت أديانهم أو اتجاهاتهم السياسية.

انتقل الراعي إلى القاهرة والتحق بكلية الآداب جامعة القاهرة قسم اللغة الإنجليزية في عام 1939 ثم تخرج منها عام 1944، وحصل على منحة دراسية في جامعة برمنجهام حيث حصل على درجة الدكتوراه في موضوعه برنارد شو. وطالما أن الهدف الأسمي للمثقف الحقيقي كما جسّده دكتور على الراعى هو تثقيف الشعب وتعميق وعيه وإثراء ذائقته، فإن اختيار الأسلوب الذي يوجه به خطابه لا يقل أهمية عن الهدف ذاته، لهذا اختار علي الراعي في كتاباته طريق البساطة الآثرة والعمق الشديد بعيدًا عن التقعر بالمصطلحات والمفاهيم الغامضة واللغة الأنانية المحتفية بنفسها.

في عام 1968 قدم الراعي استقالته في العديد من المناصب الحكومية لكي يتمكن من متابعة مهنة الكتابة، حيث ألف اثني عشر كتابًا عن المسرح وترجم كتبًا كثيرة لمشاهير الكتاب العالميين مثل تشيكوف وإبسن. وفي عام 1973، سافر إلى الكويت لتدريس الدراما المعاصرة وعاد في عام 1982 ليلتحق مجلة روزاليوسف ثم بعد ذلك مجلة المصور ثم بدأ يكتب في جريدة الأهرام.

كتب الراعي للمسرح حوالي 51 كتابًا واتخذ من النقد رسالة وطنية واجتماعية، وانحاز إلى الفن الجميل الذي يحمل الفكرة العميقة دون تجهم، ويحافظ على الهوية الثقافية دون انغلاق على الذات، ويفتح الباب للتجريب، والانفتاح على ثقافات العالم. وفي مجال القصة والرواية ترك حصادًا كبيرًا واستطاع أن يشد قارئ "الأهرام" إلى الأعمال الأدبية والمواهب الجديدة التي يكتب عنها. ففي مقالته الأسبوعية بالأهرام كان القارئ يستطيع أن يري النقد، ويري النص، ويضع أصابعه علي مواطن الفرح والجمال فيه، ويسعد بالأضواء الباهرة التي يسلطها الكاتب على البراعم والزهور الأدبية التي تتفتح.

حصل الراعي على جائزة الدولة التقديرية وجائزة التقدم العلمي الكويتية، وفى 18 يناير 1999 رحل عن عالمنا الدكتور على الراعي الشخصية المصرية العريقة في مجال المسرح، الذي أثرى التراث الثقافي والأدبي المصري بكتاباته التي لا تقدر بمال في مجال السياسة والمسرح والنقد، فكان له فكرة بأن للأدب دورًا اجتماعيًا.