رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«اعترافات امرأة».. عندما توهّمت نادية لطفي تعرضها للاغتصاب

نادية لطفي
نادية لطفي

يفتتح فيلم "اعترافات امرأة" والذي أخرجه سعد عرفة ٬1971 عن قصة للكاتبة سعاد زهير وسيناريو وحوار لــ سعيد مرزوق٬ بمشهد لفتاة في مقتبل العمر٬ تهيم على وجهها في الشوارع٬ ويتقاطع معه مشهد وهي تستقل مترو مصر الجديدة القديم٬ وفي مشهد ثالث استعدادات أهلها لحفل زفافها٬ وزوجها يستعد هو الآخر بتنسيق وهندمة مظهره.

تبدأ "تيترات" الفيلم ومن ثم ننتقل لمشهد العرس٬ وحينما يخلو العريس بعروسه٬ نراها خائفة متوترة ومتحفزة أيضا. وفي دقائق تفزع وتقوم وهي تصرخ عندما يطفئ الزوج الضوء. هنا كمتابعين للفيلم سنظن أن العروس "نادية" والتي قدمت دورها نادية لطفي٬ تخاف من الظلام.

يصبر الزوج "حسين" وأدى الدور كمال الشناوي٬ على زوجته طويلا٬ وكلما حاول أن يجامعها كانت تنفر وتصرخ إلى أن تنهار٬ تتقاطع هذه المشاهد مع لقطات "فلاش باك" ونادية في أحد المراسم التي يمتلكها صديقها الرسام. يضخم المخرج ملامح وجه الرسام "عصام"٬ فتبدو مخيفة وشائهة رغم وسامته٬ ومع صوت البرق والمطر نستنتج كمشاهدين أن نادية وقعت فريسة اغتصاب من قبل عصام.

تتوالى الأحداث٬ وكلما أقبل حسين على نادية تهرب منه وتصده٬ مما يجعله شديد العصبية طول الوقت٬ ومع استنفادها لكل حججها بأنها لم تعتد عليه بعد٬ أو مازالت خجولة منه٬ إلا أنه في النهاية يصل لطريق مسدود فتكون النهاية بالطلاق.

على الجانب الآخر٬ تستأنف نادية حياتها المهنية وعملها بالمحاماة٬ حيث يبرز نجمها حتى أن رئيسها في العمل يرشحها للدفاع عن أحد المتهمين في قضية قتل٬ فتسافر إلى أسوان برفقة زميلها في المكتب "أحمد" وقام بالدور صلاح ذو الفقار٬ والذي يخبرها بأن الأمر سيكون معقدا فأهل الصعيد لا يقبلون بظهور المرأة في المجال العام فكيف ستكون محامية عن واحد من أهلهم٬ إلا أن نادية تتمكن من كسب القضية والحصول على البراءة لصالح المتهم الذي تدافع عنه٬ فيتحول موقف أهل المتهم للنقيض وهو ما يظهر في تبجيلهم لها.

تنمو مشاعر الحب بين أحمد ونادية٬ لكن الخوف من الرجال وفكرتها عن أنها ضحية لأحدهم٬ تجعلها تكبح جماح مشاعرها٬ إلى أن تلتقي بعصام الذي كان يقضي وقتا في نفس الفندق٬ وعلى النيل تراه واقفا يرسم٬ فتستعيد ذاكرتها كل شيئ حتى أنها تجري هاربة بخوف وهلع منه٬ يجري عصام وراءها وهو يخبرها بأن هذه الليلة التي فزعت منها بعدما انقطع التيار الكهربائي٬ وصوت المطر والبرق أفزعاها بشدة٬ وأنه لم يلمسها أو يحاول إيذاءها بأي شكل من الأشكال.

وعند هذا المشهد٬ يقطع المخرج بمشهد آخر ونادية طفلة عندما انفصل والديها٬ وفي أحد الأيام يحضر والدها فتاة ليل فتفتح عليهما الباب فيصدم المشهد براءتها وطفولتها. وهنا فقط نكتشف أن المخرج قد خدعنا منذ البداية٬ وأن ما توهمته نادية من كونها ضحية اغتصاب ليس له أساس من الصحة٬ وكل الأمر أنه الارتباط الشرطي بين ما رأته في طفولتها٬ فأسقطته على نفسها٬ فما أن ينقطع التيار الكهربائي وتسقط الأمطار٬ ويدوي البرق٬ إلا وتستدعي نادية في عقلها الباطن مشهد والدها مع فتاة الليل.