رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا قال بهاء طاهر عن تشابه الخيميائي مع «أنا الملك جئت»؟

 بهاء طاهر
بهاء طاهر

في مقدمته التي كتبها لترجمة رواية "الخيميائي.. ساحر الصحراء" أوضح الروائي الكبير بهاء طاهر أن ثمة تشابه بين الرواية وبين قصته "أنا الملك جئت"، التي كتبها قبل 3 سنوات من شروعه في الترجمة.

وذكر بهاء طاهر أنه لم يجد تفسيرًا فعليًا لهذا حيث إن قصته صدرت قبل الرواية بثلاث سنوات ولم تكن قد ترجمت بعد إلى أي لغة حين ترجم طاهر الرواية لباولو كويلهو، وبات ذلك أمرًا محيّرًا بالفعل.

بمقارنة الرواية والقصة ستجد أنه بالفعل ثمة تشابهات التي أوردها الكاتب ماهر البطوطي هذه التشابهات في مقال نشره على صفحات مجلة الهلال:" أما أوجه التشابه فالرواية والقصة ينطلقان من مبدأ النوع القصصي المسمى "رحلات السعي"، وأشهر مثالين لها هما روايتا "رحلة الحاج" لجون بنيان، ورواية " موبي ديك" لهرمان ميلفل، وهي التي تقوم فيها الشخصية الرئيسية برحلة بحث تشم لكل ما يتصل بالرحلات العادية من تفاصيل لاستعداد والمعدات والمراحل وغيرها.

لكن هذه الرحلة تكون رمزًا لرحلة روحية نفسية في أعماق ذات من يقوم بها، توسلًا لاكتشاف حقيقة وجوده والوصول إلى الخلاص الذاتي والتطهر النفسي.

وتحكي رواية كويلهو عن الرحلة التي يقوم بها بطلا سنتياجو من بلدته الأندلسية في جنوب إسبانيا ويعبر فيها "العدوة" التي تفصله عن المغرب،حيث يذهب إلى طنجة في طريقه إلى مصر، وهو يقوم بهذه الرحلة تحقيقًا لحلم رآه أكثر من مرة، ما يجعل الرؤيا صادقة لكن عليه الذهاب إلى الأهرامات حيث يعثر في رمال الصحراء على كنز مخبوء ويقودنا ذلك السر إلى سمة من سمات ذلك النوع وهو ذو أثر عربي واضح، أي السعي وراء الكنز المرصود، وهي المخصصة لشخص بعينه مكتوب له وحده فك أسرار الكنز والعثور عليه.

لكن أهداف الرحلة ليست هي وحدها العثور على الكنز المادي، فرحلة السعي التي يقوم بها فريج عبدالله في قصة أنا الملك جئت هدفها الظاهري البحث عن واحدة مجهولة في الجنوب الغربي من سيوة، وهي واحة لا يعرفها أحد، ولم يرصدها أي مستكشف، وبذلك فهي تمثل الواحة التي سيجد فيها البطل خلاصه النفسي، ورغم ذلك فإن رحلة فريد عبدالله تتكشف عن العثور على معبد فرعوني ضخم وهو أيضًا رمز لما كان ينشده البطل من خلاص.

وما إن تبدأ في قراءة فريد عبدالله في «أنا الملك جئت» وما تعرض له في رحلته من أخطار ومؤامرات المرافقين له سينتقل تفكيرك إلى سانتياجو بطل الخيميائي، فقد مرّ بعدد من التجارب قبل أن يدخل هو الآخر غلى عمق الصحراء، كان يدرس ليكون كاهنًا فهجر دراسته ليعمل راعي غنم يجول مع قطيعه في مدن الأندلس حبًا في الترحال، وقد تبدّل حاله مع حلم رآه اكثر من مرة بعثوره على كنز بجوار أهرامات مصر، ويتقابل مع أحد ملوك التاريخ القدامى والذي يزوده بنصائح بالمضي في تحقيق قدره والبحث عن اسطورته الذاتية، وبالطبع اقتفاء إثر كنز الأهرامات.

ويعمل سانتياجو مع العرب من المغرب ويتعلم العربية ويربح أموالًا تؤهّله لتحقيق حلمه في العبور للصحراء في طريقه للأهرامات، ويلتحق بقافلة مصرية.

أما عن وصف إعدادات السفر للصحراء وما ذكره رئيس القافلة فيتماس مع ما جاء في قصة بهاء طاهر، وفريد بطلها يستعد لرحلته في صحراء سيوة،

وكما يحدث مع الدكتور فريد من مخاطر يصادف سنتياجو مغامرات وأحداث تنحو للغرائبية والتي برع فيها كوليهو إذ يضيف من خياله أشياء تاريخية وجغرافية لا علاقة لها بالواقع وهو الأسلوب الذي تعلمه من ألف ليلة وليلة.