رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مستشفى الكبد المصرى



مستشفى خمس أو سبع نجوم، تابع لـ«جمعية رعاية مرضى الكبد»، تم افتتاحه منتصف ٢٠١١، فى مدينة شربين، على طريق المنصورة دمياط، ويعالج سنويًا أكثر من ١٠٠ ألف مريض، دون واسطة أو محسوبية، وبلا أى تفرقة بين وزير وغفير، فقير ومليونير.
تأسست تلك الجمعية الأهلية، غير الحكومية، بمحافظة الدقهلية، منذ حوالى ربع قرن، واتسع نطاق عملها ليشمل كل أنحاء الجمهورية، بعد أن صارت جمعية مركزية، وحققت إنجازات كبيرة، سواء فى علاج المرضى غير القادرين، أو عبر قوافل المسح الطبى، أو من خلال رفع الوعى للوقاية من أمراض الكبد، بالندوات والمحاضرات وورش العمل. ومع انطلاق مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى للقضاء على «فيروس سى»، كانت تلك الجمعية أول وأهم المشاركين فيها، لكن، يظل «مستشفى الكبد المصرى» هو إنجازها الأبرز.
يذهب الزبد جفاء، وما ينفع الناس يمكث فى الأرض، ولا نعتقد أن هناك ما هو أكثر نفعًا من مستشفى تم بناؤه على مساحة ٤ أفدنة وتجهيزه بأحدث المعدات، واكتسب مكانه ومكانته بفضل عدد من خيرة الأطباء، ليس فى مصر فقط، بل فى العالم كله، أربعة طوابق و١٤ عيادة بأحدث التجهيزات، تقدم خدمة طبية لا توصف بأقل من أنها متميزة و... و... ومعهد لبحوث الكبد وآخر للتمريض: المعهد الفنى للتمريض بشربين، بالإضافة إلى وحدة بيانات لرصد تطور انتشار أمراض الكبد فى مصر والمنطقة، ووضع استراتيجيات الوقاية منها.
خلف هذا الصرح الطبى يقف «المُعلم العظيم» جمال شيحة، الأستاذ بكلية الطب جامعة المنصورة، مؤسس ورئيس مجلس إدارة «جمعية رعاية مرضى الكبد»، عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، والعضو المُعيّن بمجلس النواب، والذى لم نصفه نحن، المصريين أو أى جهة مصرية، بـ«المُعلم العظيم»، بل وصفه بذلك «الاتحاد الآسيوى لدراسة أمراض الكبد»، APASL، الذى يمنح، سنويًا، جائزة بهذا الاسم، لأستاذ فى أمراض الكبد، كان له تأثير فى تحسين التعليم الطبى ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمرضى.
هذه الجائزة، جائزة «المُعلم العظيم»، كانت من نصيب جمال شيحة، العام الماضى، لأن له «مدرسة علمية وتتلمذ على يديه كثير من الأطباء»، طبقًا لما جاء فى حيثيات منح الجائزة، وقبلها، كان هذا العالم «المُعلم» قد اختير عضوًا باللجنة التنفيذية للجمعية الآسيوية لأمراض الكبد مرتين: منذ ٢٠١٢ إلى ٢٠١٤، ومنذ ٢٠١٤ إلى ٢٠١٦، وترأس ثلاثة مؤتمرات خاصة بتليف الكبد انعقدت فى القاهرة برعاية «الاتحاد الآسيوى للكبد»، فى ٢٠٠٨ و٢٠١٢ و٢٠١٦ وتم خلالها وضع خطوط إرشادية، صارت مرجعًا رئيسيًا فى تشخيص وعلاج تليف الكبد.
لم يقتصر عطاء جمال شيحة، إذن، على أبناء محافظته فقط، بل امتد إلى كل محافظات مصر، وكان له إسهام كبير، على المستويين المحلى أو الدولى، فى العديد من الحملات الفردية والقومية، وبإجماع الأصوات، اختير فى يناير ٢٠٢٠ عضوًا بمجلس إدارة التحالف العالمى للالتهاب الكبدى، WHA، ممثلًا لمنطقة الشرق الأوسط. وإفريقيًا، أسهم فى تأسيس الجمعية الإفريقية للكبد، التى تضم ٤٣ جمعية من ٢١ دولة إفريقية، وخلال رئاسته تلك الجمعية، شهدت غالبية دول القارة السمراء نقلة نوعية فى مكافحة أمراض الكبد، والفيروسات الكبدية.
المهم، هو أننا زرنا «مستشفى الكبد المصرى»، منذ أيام، ورأينا طبيبات وأطباء، ممرضات وممرضين، وفنيين وإداريين، يشرحون الصدر، بمستواهم الراقى فى الأداء والنظافة والنظام والجاهزية، ويرسمون، مع كل القائمين على هذا العمل التطوعى، صورة مشرفة لمؤسسات العمل الأهلى، ولم يمنعهم فيروس «كورونا المستجد» من استقبال المرضى، بل زادت معدلات تقديم الاستشارات والكشف والعلاج وإجراء الجراحات، وسط إجراءات احترازية صارمة لحماية الأطقم الطبية والعاملين والمرضى والزائرين.
.. ولا يبقى غير الإشارة إلى أننا لم نكتب هذا الكلام للإشادة بالدكتور جمال شيحة، الذى لا تربطنا به علاقة شخصية ولا نعتقد أنه يحتاج إلى مزيد من الإشادات أو الشهادات، بل نكتبه لنقول لكم ولكل الجهات المعنية: ادعموا «مستشفى الكبد المصرى»، هذا الصرح الطبى، الذى ما زال يحتاج إلى مزيد من الدعم، المادى والمعنوى، حتى تتوسع أنشطته ويتمكن من مساعدة عدد أكبر من المرضى.