رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رد الدين .. لماذا أعلن زعيم المعارضة الفنزويلى عن إعادة العلاقات مع إسرائيل؟

خوان غوايدو
خوان غوايدو

يعتزم زعيم المعارضة الفنزويلي، الذي تعترف به الولايات المتحدة رئيسًا، خوان غوايدو، الإعلان عن إعادة العلاقات مع إسرائيل، المقطوعة منذ 11 عامًا، منذ حرب غزة عام 2009، وفي ضوء التجهيزات لإعادة العلاقات فتحت "إدارة غوايدو" سفارة افتراضية عبر الإنترنت لها في إسرائيل.

وفي رسالة نشرها "غوايدو" على حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي، أعرب عن شكره لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لاعترافه به كرئيس انتقالي للبلاد، وأبدى غوايدو، الذي نصب نفسه رئيسا، بالوكالة على البلاد في وقت سابق، رغبته في عودة العلاقات السياسية والدبلوماسية مع إسرائيل، في أقرب وقت ممكن، وأضاف غوايدو، أنه يأمل بـ"إقامة علاقات ثنائية مع إسرائيل، مبنية على السلام، والتعاون المشترك، وأخوية بين شعبي البلدين".

القرار المنتظر من قبل "غوايدو" يبدو أنه رد الدين، بعد دعم نتنياهو للانقلاب الذي قام به "غوايدو" في يناير الماضي، والذي يسبقه عدد من المشاهد اللافتة.

الأول كان في يونيو 2010، وقتها أثناء تجمع حاشد، قال الرئيس الفنزويلي " هوجو تشافيز" إن "إسرائيل تمول المعارضة الفنزويلية، وهناك مجموعات من الموساد، يطاردونني ويحاولون قتلي". ردا على ذلك، قال المدير التنفيذي للجنة اليهودية الأمريكية، ديفيد هاريس، إن: "هذه الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة، وتستخدم من قبله لتعزيز موقفه السياسي الخاص"، في الوقت الذي كان "تشافيز" تربطة علاقة قوية بقادة حزب الله وهو ما منحهم مكانة داخل بلاده.

في يناير 2020، قام رئيس البرلماني الفنزويلي خوان غوايدو، بانقلاب حيث أعلن نفسه رئيسا بالوكالة، وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو: "تنضم إسرائيل إلى الولايات المتحدة وكندا ومعظم دول أمريكا اللاتينية ودول أوروبية في الاعتراف بالقيادة الجديدة في فنزويلا".

وكانت الولايات المتّحدة وكندا ودول عدّة في أمريكا اللاتينيّة اعترفت بغوايدو رئيسا لفنزويلا، من بين تلك الدول: كولومبيا، بيرو، الإكوادور، باراغواي، البرازيل، تشيلي، بنما، الأرجنتين، كوستاريكا، غواتيمالا، فيما حددت ست دول أوروبية: إسبانيا، فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، البرتغال، وهولندا مهلة ثمانية أيام للدعوة إلى انتخابات، تحت طائلة اعترافها بالمعارض اليميني غوايدو رئيسا لفنزويلا، وهي المهلة التي رفضها الرئيس نيكولاس مادورو داعيا إلى تمرد شعبي ضد ما وصفه بـ"الانقلاب".

وفي المقابل أيدت روسيا والصين وتركيا والمكسيك وبوليفيا شرعية مادورو، الذي أدى قبل أيام اليمين الدستورية رئيسا لفترة جديدة تمتد لستة أعوام.

يذكر أن "مادورو" مثل خليفته شافيز أيضا كانت تربطه علاقة جيدة بحماس والسلطة الفلسطينية وكانت له العديد من المواقف المؤيدة للفلسطينيين والداعمة لهم، وهو ما دفع إسرائيل إلى تأييد الانقلاب عليه.
وبالعودة، إلى الموقف الإسرائيلي، الذي لقي إشادة من خوان غوايدو، فيبدو أن إسرائيل وجدت في الأحداث التي تشهدها فنزويلا، مدخلا واسعا لتعزيز علاقاتها مع دول أمريكا اللاتينية والتي بدأت أن تنحاز لليمين، محاولة التقرب من إدارة دونالد ترامب، خاصة مع مواجهة زعمائها أزمات سياسية داخلية، أو أزمات اقتصادية مستحكمة، كما هو الحال في الهندوراس وبارغواي وغواتيمالا وغيرها من دول القارة اللاتينية.

نتنياهو يعرف أن العلاقة مع فنزويلا، بما تمثله من ثقل جيوسياسي واقتصادي، هي أمرٌ غاية في الأهمية، لمكانة فنزويلا من جانب داخل القارة اللاتينية، ولتواجد حزب الله على أراضيها، فتقارب إسرائيلي مع إدارة جديدة في فنزويلا قد يدفع لإعادة التضييق على حزب الله في القارة اللاتينية.