فى ذكراه.. محمد على أسس مصر الحديثة واهتم بالتعليم رغم أميته

كان أميًا، لكنه أول من بعث الإرساليات التعليمية للخارج، لم يكن مصريًا، لكنه كان من أوائل من حاولوا الاستقلال بالدولة المصرية بعيدًا عن السلطنة العثمانية، حتى أنه هدد السلطان العثماني في عقر داره،  من خلال الحملة العسكرية التي قادها ابنه إبراهيم باشا وانتصر فيها على القوات العثمانية ليفتح أمامه الطريق إلى الأناضول، بعد معركة بيلان، واستولى على ولاية أدنة ثم طرسوس، ثم أرسل جزءًا من قواته فاحتلت أورفه وعنتاب ومرعش وقيصرية. إنه محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة والذي تحل اليوم الذكرى الـ171 على وفاته، فقد توفى في مثل هذا اليوم من العام 1849.

ــ إن في أولاد مصر نجابة وقابلية للمعارف
راهن محمد علي الذي حرم من التعليم، على وعي المصريين وقابليتهم للتعليم، وأن التعليم هو الركيزة الأساسية التي عليها تبني قواعد مصر الحديثة. وفي كتابه "تاجر التبغ على عرش مصر" يشير مؤلفه نشأت الديهي إلى أن محمد علي اهتم اهتماما عظيما بالتعليم والبحث العلمي، ويذكر واقعة عن مصري يدعى "حسين شلبي عجوة" أحد أبناء مصر البسطاء الذي استطاع أن يخترع آلة لضرب الأرز وتبييضه، وقدم نموذجها لمحمد علي الذي قابله بحفاوة بالغة وهنأه وقدم له الهدايا والمكافآت، وأمر على الفور بتعميم هذا الاختراع في جميع أنحاء المحروسة. وقال إن في أولاد مصر نجابة وقابلية للمعارف.

من هذا المنطلق والإيمان بقدرة المصريين وحبهم للعلم بدأ محمد علي في إنشاء المدارس العليا ومنها: هندسة القلعة، هندسة بولاق، طب أبي زعبل، طب قصر العيني، صيدلة القلعة، ألسن الأزبكية، المدرسة الحربية العليا بأسوان، المدرسة الحربية العليا بفرشوط، المدرسة الحربية العليا بالنخيلة، المدرسة الحربية العليا بجرجا، المدرسة الحربية العليا بقصر العيني، المدرسة الحربية العليا بالخانكة، مدرسة المشاة العليا بدمياط، مدرسة الفرسان العليا بالجيزة، مدرسة المدفعية العليا بطرة، مدرسة أركان الحرب العليا بالخانكة، مدرسة الموسيقي العليا العسكرية٬ المدرسة البحرية العليا بالإسكندرية، مدرسة البحرية المتنقلة العليا (علي ظهر البحر)، مدرسة التجارة العليا بالسيدة زينب، مدرسة المعادن العليا بمصر القديمة، مدرسة العمليات والفنون العليا بالقاهرة، مدرسة الزراعة العليا بنبروة، مدرسة الزراعة العليا بشبرا، مدرسة الطب البيطري العليا برشيد، مدرسة الطب البيطري العليا بأبي زعبل، مدرسة الطب البيطري العليا بشبرا.

ــ إرسال البعثات التعليمية التسع إلى أوروبا
في عام 1813 بدأ محمد علي ينفذ خطته لإرسال بعثات علمية من مصر إلي أوروبا، وقد بدأت البعثات تتجه إلي إيطاليا، حيث مدن روما وميلانو وفلورنسا وليفورن لدراسة العلوم الهندسية وبناء السفن وبعض العلوم العسكرية. وفي عام 1816 أرسل "نقولا مسابكي" إلي إيطاليا ليتعلم فنون الطباعة وسبك الحروف وصناعة قوالبها وبالفعل وبعد أربع سنوات عاد المبعوث "مسابكي" إلى مصر ليتولى إدارة مطبعة بولاق، حيث بدأت مصر عهدًا جديدًا في فنون الطباعة والصحافة والنشر والترجمة، وأخذ محمد علي يرسل بعثاته إلى إنجلترا وفرنسا للاستفادة من موجات التحديث والتطوير الحاصلة هناك.

يؤكد "الديهي" أن أعداد المبعوثين خلال الموجة الأولى للبعثات بلغت 28 مبعوثا كان أشهرهم نقولا مسابكي الذي صار رائدًا لحركة الطباعة في مصر، وعثمان نورالدين الذي أصبح قائدًا للأسطول المصري فيما بعد.