رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نهال كمال تتذكر «3»: السيدة ماجدة الرومى

ماجدة الرومى
ماجدة الرومى


لم تكن زيارة السيدة الفاضلة ماجدة الرومى إلى الخال فى الإسماعيلية هى الأولى، فقد سبقتها لقاءات أخرى منذ سنوات عديدة فى التسعينيات من القرن الماضى، فقد كان أول تعارف بينهما حين جاءت للمشاركة فى احتفالات أكتوبر، وقد جاءت لزيارتنا فى منزلنا بالمهندسين، وكان عبدالرحمن قد تعرف عليها من خلال الدكتور جمال سلامة ملحن الاحتفالية، ولكنها فضّلت أن تغنى باللهجة اللبنانية فقال لها عبدالرحمن إنه سيكتب باللهجة المصرية وهى تحاول أن تعدل فى الكلمات لتصبح لبنانية، وتم ذلك وكانت أغنية «أنا جاى من بيروت» مفاجأة للجميع وحققت نجاحًا كبيرًا.
بعد فترة، وبالتحديد فى عام ١٩٩٨ فى القاهرة، عرفتْ بالصدفة أن معرض القاهرة الدولى للكتاب يقيم احتفالًا بمناسبة عيد ميلاد الأبنودى فحرصت على الحضور وإلقاء كلمة، تحية حب وتقدير للأبنودى، وقد حضر أيضًا الدكتور جمال سلامة والفنان محمد رشدى والفنان محمد منير وغنّى كوبليهًا من أغنية تتر «جمهورية زفتى» التى كتبها الأبنودى، وألقت آية الشعر لأول مرة أمام الجمهور.. كانت احتفالية لا تُنسى، وظل عبدالرحمن يذكر لماجدة الرومى هذه اللفتة الطيبة منها، خصوصًا أن أمسياته فى معرض الكتاب تكون عادةً خارج السيطرة، والتنظيم فيها شبه مستحيل، فالجماهير تأتى من كل المحافظات للاستماع لأشعاره، ولا يوجد مكان لقدم، فكان عبدالرحمن هو الذى يقوم بنفسه بتهدئة هذه الجموع الغفيرة من محبيه.
أما الزيارة الثالثة والأخيرة، فلولا الصديقة والإعلامية الكبيرة منى الشاذلى ما كانت لهذه الزيارة أن تحدث، فقد أرادت منى الشاذلى- بحسّها الإعلامى اليقظ- أن تجمع بين قمتين ليكون «لقاءً تاريخيًا» كما سمته وتبدأ به أولى حلقات برنامجها الجديد. وحين أستدعى تلك اللحظات النادرة أتوقف عند لحظة وصول ماجدة الرومى وعبدالرحمن ينتظرها واقفًا وقلقًا ويتأكد أنى مستعدة بكاميرتى الخاصة لتسجيل كل ما يحدث فى هذا اللقاء، وكما قال: «مش كل يوم حتيجى ماجدة الرومى حاولى تسجّلى كل حاجة». ودخلت ماجدة معها باقة كبيرة من الزهور يغلب عليها اللون الأصفر وصندوق كبير يحمله أخوها الذى جاء معها، والإعلامى مصطفى السقا، وصاح عبدالرحمن قائلًا: «معقولة ماجدة الرومى فى الضبعية!».
واستقبلها استقبالًا حارًا بقدر محبته وتقديره العميق لشخصها الكريم، ولم يَفُتْه أن يعلق على الورد مازحًا: «يعنى إنتى داخللنا بورد فى القرية مش كنتى تجيبى معاكى حزمة جرجير أو خس!»، وسألت ماجدة عن المانجا المزروعة حول المنزل فقال لها: «السنة دى طارحة جامد يظهر عرفت إنك جاية»، وقالت منى: «على فكرة الخال قال عنك كلام جميل جدًا وبيحبك جدًا»، فقاطعها عبدالرحمن قائلًا: «هوّه فى حد قد ماجدة، مين يستاهل يحبها ويكون قدها»، فردّت ضاحكة: «عمومًا أنا اعتزلت الغرام!».. وبدأت منى تسأل ماجدة الرومى عن غنائها باللهجة المصرية وأغنية «أنا كل ما أقول التوبة»، فقالت إنها واجهتها نفس مشكلة عبدالحليم فى البداية، وإنها لم تستطع أن تغنيها بالجيم، يعنى «أنا كل ما أجول التوبة» ولكن بعدما تعودت عليها أصبحت عادية. وقد أثنى عبدالرحمن على أدائها للأغنية بأنها كانت كالفراشة وهى تدور بها على المسرح، فقالت: «أنا لى قصة مع كلماتك، لمّا بأغنّيها بأحسّ أنه حد أعارنى جناحين باطير بيهم، ولما غنيت (أحلف بسماها وبترابها) فى الإسكندرية أقسم لك أنى ما غنيت بصوتى، غنيت بقلبى، الصوت كان طالع من مدى روحى». وحين جاء ذكر أغنية «أحلف بسماها» تمنت أن يكتب لها كوبليهات جديدة تستكمل بها الأغنية لتغنيها فى مناسبة قادمة فى القاهرة، فقال لها: «الأغنية دى أنا وكمال الطويل وعبدالحليم، لو كتبت فيها كلمات جديدة حاحس إنى باخونهم، لكن أوعدك لو صحيت لاقيت الأغنية فى حجرى هديهالك، أنا مش باكتب أنا باصحى ألاقى الأغنية تحت المخدة، مش هاقدر أقول آه أو لأ»، فقالت له: «يكفينى هذا الوعد». ولكن للأسف لم يستطع أن يحقق لها هذه الأمنية.
أحلف بسماها وبترابها
أحلف بدروبها وأبوابها
أحلف بالقمح وبالمصنع
أحلف بالمدنة وبالمدفع
بولادى بأيامى الجاية
ما تغيب الشمس العربية
طول ما أنا عايش فوق الدنيا