رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية تحتفل بذكرى القديس بونافنتورا

القديس بونافنتورا
القديس بونافنتورا

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بمصر، برئاسة الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك، بذكرى القديس بونافنتورا، الأسقف ومعلم الكنيسة.

وقال الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، إن جوفاني دي فيدانسا ولد في إقليم أومبريا وسط إيطاليا عام 1221، ويخبرنا بنفسه أنّ حادثةً حصلت معه عندما كان شابًّا تركت أثرًا كبيرًا في حياته، فقد أُصيب بمرض عضال لدرجة أنّ والده الذي كان طبيبًا، لم يكن يأمل في شفائه فالتجأت أمّه إلى شفاعة القديس فرنسيس الأسّيزيّ، الذي كانت قداسته قد أُعلنت قبل وقت قصير، وشفي جوفاني وأخبر القديس فرنسيس أمه بأن ابنها سيكون عظيمًا وسيختار النصيب الصالح.

وأضاف الفرنسيسكاني في تصريحات له، أنه عندما التحق جوفاني بالرهبنة في الثانية والعشرين من عمره اختاره كاسم رهباني، في شبابه تم إرساله إلى جامعة باريس لاستكمال دراسته عن يد الراهب الإنجليزي الفرنسيسكاني واللاهوتي الكبير "ألكسندر من هولز"، ومن بعده عن يد اللاهوتي الفرنسي والراهب الفرنسيسكاني أيضًا "چون من لاروشيل"، وأثناء الدراسة بباريس صار الصديق الأقرب للقديس توما الأكويني وقد سُيما كاهنين وكذلك حصلا في نفس التوقيت على درجة الدكتوراه، وكان من قبلها بثلاثة أعوام حاصل على درجة مُحاضر لشرح الكتب الأربعة للاهوتي "پيتر لومبارد"، ثم دخل رهبنة الإخوة الأصاغر (الفرنسيسكان) وعين فيها معلمًا للاهوت، فكان استاذًا نابغة، استطاع أن يشكل بفكره تيارًا لاهوتيًا هامًا.

وتابع: "انتخب رئيسًا عامًا للرهبنة فأدارها بحكمة وفطنة، وكان له الفضل الكبير في رسم ملامحها، لدرجة أنه لقب بالمؤسس الثاني للرهبنة، وله مؤلفات كثيرة في اللاهوت والتصوف، من أشهرها "مسار العقل إلى الله" و"سيرة القديس فرنسيس الأسيزي"..

و اختير أسقفًا وكردينالًا لمدينة ألبانو في إيطاليا، وشارك عام 1274 في مجمع ليون الثاني في فرنسا، وساهم خلاله بالتقريب بين الكنيستين اللاتينية والبيزنطية،و عاش القديس بونافنتورا في فترة ألهم فيها الإيمان المسيحيّ، المتغلغل في الثقافة والمجتمع الأوروبيّين، العديد من الأعمال الخالدة في حقول الأدب والفنون البصريّة والفلسفة واللاهوت.

ومن بين الشخصيّات المسيحيّة العظيمة التي ساهمت في نشوء هذا التناغم بين الإيمان والثقافة، يمتاز بنوع خاصّ بونافنتورا إنّه كان رجلَ عمل وتأمّل وتقوى عميقة وإدارة رشيدة، ويلح على حدود الفلسفة، فهو يوضح عدم كفايتها، بالتالي مهمتها هي معاونة اللاهوت، ومهمة اللاهوت التوجه إلى التصوف والانتهاء إلى الانجذاب، فالفيلسوف المسيحي يجب أن يعلم أنه لا يمكن تعقل العالم تعقلًا كاملًا بدون إرجاعه إلى الله، فالفلسفة لا بد أن تتخذ من دراسة الله نقطتها الأساسية والمركزية، وهذا ما يوضحه بونافنتورا في حديثه عن المعرفة والعالم. توفّي بونافنتورا في ليون أثناء انعقاد مجمع ليون الثاني يوم 14 يوليو سنة 1274 ".