رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بطريرك الكلدانية يعاتب الكهنة المتجاوزين ضد الكنيسة في «فيسبوك»

 مار رافائيل الاول
مار رافائيل الاول ساكو

أصدر مار رافائيل الاول ساكو، بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، رسالته الرعوية الأحدث والتي عاتب من خلالها عددا من الكهنة الذين تجاوزوا في حق الكنيسة عبر موقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك".

وقال بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية: "العديد من كهنتنا يبدعون في استعمال وسائل التواصل الاجتماعي للتنشئة والتثقيف وبناء الروحية، في حين يستعمله نفرٌ قليل للاثارة، وبصراحة إننا لن نتقدم اذا كنا نحارب بعضنا البعض، عندما يعيش أكثر من كاهن معًا، أراها فرصةً – نعمة لهم للتعاون والتعلُّم من بعضهم البعض، بدل التنافس والتذمر. لقد عشتُ معظم سني كهنوتي مع كهنة وتعلمتُ منهم الكثير الكثير، وأني مَدين لهم، ولا انسى فضلهم، لنتحلَّ بالرجاء والصبر والشجاعة، ولنعتمد لغة الحوار الهادىء والمسؤول لحل المشاكل، إن وِجدت".

واكمل:"تُرى كيف يسمح كاهن لنفسه ان يقول على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" التابع لرعيته: “كنيستنا، الله غير راضٍ عنها”؟، أتساءل ما هو مقياس رضى الله؟ هل هذا الكاهن هو نبي؟ هل ان الله راضٍ عنه عندما ترك أبرشيته وسافر من دون إذن رؤسائه؟ كما اُشير الى شكاوى المؤمنين على بعض الكهنة الذين يبحثون عن المال بألف طريقة وطريقة، ناسين أولوية التجرُّد في إتباع المسيح،إترك كل شيء".


وأضاف في رسالته التي وجهها للكهنة:"يؤسفني جدًا أن اُعلمكم أننا على الأرجح لن نتمكن هذا العام، بسبب تبعات جائحة فيروس كورونا المستجد من تنظيم الرياضة السنوية واللقاء التثقيفي، لذا أوَد ان أوجّه إلى حضراتكم هذه الرسالة الأبوية، خصوصًا اننا نحتفل بتذكار الاُسقف سهدونا، أحد كبار روحانيّ كنيستنا المشرقية. اُشجعكم على قراءة كتابه "السيرة الكاملة"، قراءة متأنيّة تساعدكم في اتّباعكم المسيح، وخدمتكم لإخوتكم، في ظروفهم الصحية والمعيشية القاسية".

واضاف:"أحبَّتي، إني وإخوتي الأساقفة نتفهَّم الأوضاع العامة وظروفكم، في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد و"العزل الصحي" والخشية من تفشي الوباء، وتعليق صلوات الجماعة والنشاطات التي أثَّرت على تعاملنا وخدمتنا، يجب أن يتميز نشاط الكاهن بقربه من الناس، بما يتيسر له من وسائل في مثل هذه الظروف الصعبة ورفع معنوياتهم، ومساعدتهم ليكونوا أكثر قربًا من الله، وأكثر تضامنًا مع بعضهم، إن مواهبنا وكل ما نملك هو من أجل خدمةٍ أفضل للناس، كما فعل المسيح وكما سار على خطاه العديد من الكهنة القديسين".

وتابع:"علينا ان نُظهر لمؤمنينا في هذه الظروف معاني الاُبوَّة والرعاية الإنسانية والروحية برقة وحنان، بعيدًا عن كل انواع الخشونة أو الانتقادات أو إستغلال موقعنا لصالحنا أو لصالح من هم قريبون منّا، لنستفد من هذا الوقت للمراجعة بعينٍ مستنيرة (مار أفرام)، والنضوج من خلال المطالعة والتأمل، والصلاة الشخصية التي تنير دربنا، وتصقل طبعنا، وتعلمنا طول الأناة وسلاسة التعامل، ويسعدني أن أذكر بان غالبية كهنتنا اُمناء وملتزمون بكهنوتهم. إننا نفتخر بهم، ونشكرهم على ما يبذلونه من جهد في خدمة الكنيسة والناس، عبر مبادراتهم المتعددة، لكن يؤسفني القول انه يوجد ثمة كهنة قليلون لا تتطابق تصرفاتهم مع كهنوتهم: "ايها الكاهن ما أعظم رتبة خدمتك، فخدام النور والروح يهابونك".