رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سناء البيسى تقدم رحلة مع الموسيقى والغناء فى «دندنة»

سناء البيسي
سناء البيسي

صدر عن دار نهضة مصر كتابًا جديدًا للكاتبة الصحفية سناء البيسي، أول رئيس تحرير لمجلة "نصف الدنيا"، بعنوان "دندنة"، يوثق ويرصد عالم الدندنة الموسيقية المصرية التي أثرت في الوجدان على مدار سنوات طويلة ليحفظ للذاكرة حالة إبداع شجية تعددت ملامحها بين لحن وكلمة وأداء.

وتطير سناء البيسي بالقارئ إلى سماء النغم ونجومه الزاهرة، تصحبه مع الأنغام إلى أربابها بدءًا من بداية التاريخ المسجل للموسيقى العربية والغناء العربي وأساطينه من منتصف القرن التاسع عشر حتى الألفينات من القرن الحالي بأسلوبها الحالم، ومرادفاتها الغزيرة وإحساسها العالي بالفنون.

وتقول سناء البيسي، في مقدمة الكتاب الذي يتألف من 446 صفحة من القطع فوق الوسط: "مكثت طويلا أدور في فلك صناع النغم وصياغ الكلام وسلاطين الطرب وأساطين الألحان وسافرت على أجنحة التواشيح والطقاطيق والموال والدور ورجع الآهات ومنازل المقامات وانسجام الأبيات ودوزنة الآلات وأصداء الريتم، وحلو القصائد وغزل الأزجال وصوفية الرباعيات، وروحانية الابتهالات، ومسارات الربع تون، وسيادة السيكا وسطوة النهاوند، وأنين الهجر وتغريد الوصال.. وتوقفت على أبواب الرصد، رصد الحوار الشعبي المصري الأصيل مع الكون والطبيعة والأشياء".

وتضيف: "لا أؤرخ ولا أنتقد، وإنما هذا الكتاب هو مجرد دندنة ارتفعت فيها أصوات الآلات الموسيقية، والجمل اللحنية، وشدو خاطب الروح والعقل والوجدان، ولحن لموسيقار كان تيارًا جارفًا لو طال عمره لقام بتلحين الحصى والتراب والأشجار".

وتعود سناء البيسي إلى بدايات شغفها بالموسيقى، حيث كان في بيت أسرتها بيانو تتعلم شقيقتها الكبرى العزف عليه بمساعدة مدربة "خواجاية"، فعشقت تشايكوفسكي، وهنا تقول: "ومن يعشق تشايكوفسكي تسكنه الموسيقى فلا يرتوي إلا برحيق الألحان غربية كانت أم شرقية، سيمفونية كانت أم طقطوقة، كونشرتو أو مونولوجا، سوناتا أو موالا".

وتضيف: "في رحلتي الدوارة مع الدندنة الشرقية وجدت غناءنا الذي نسميه الآن جديدا ما هو إلا امتداد للقديم بعدما تعايشا معا ليتخذ الحفيد مكانه إلى جوار الأب والجد، وتتجاوب الصدحات الباقية من الغناء القديم مع الأنغام الجديدة التي تملأ الدنيا، ويبقى لحن الموسيقار الخالد سيد درويش الذي وضعه منذ أكثر من قرن من الزمان (زوروني كل سنة مرة) معزوفة عالمية، فالعبقرية لا تموت، وأبدًا لم تمت على ألسنتنا وفي أسماعنا ونحن في الثلث الأول من القرن الواحد والعشرين".

ومن محطات تلك الرحلة التزام الكاتبة السماع لموسيقى البرنامج الثاني في الراديو، وبعدها باتت أسيرة لغواص في بحر النغم لعمار الشريعي، وتلميذة منصتة بانبهار لأستذة رتيبة الحفني وسمحة الخولي، وفي هذا السياق تقول: "لم يعد يدخل نافوخي مرجع وناقد ومحلل في عالم الموسيقى والطرب سوى آخر الملحنين المحترمين حلمي بكر الذي قدم 1500 لحن لكبار المطربين مثل ليلى مراد ونجاة ومحمد الحلو وعلي الحجار وأصالة ومدحت صالح، إلى جانب 48 مسرحية، وغنت له شادية من كلمات مصطفى الضمراني (ما تقولشي ايه ادتنا مصر) ليحصل بعد أوبريت (الحلم العربي) على جائزة القوات المسلحة".

وتؤكد سناء البيسي أنها في كتابها هذا تتوقف عند المحطات الجوهرية في المسيرة الموسيقية المصرية عبر العقود القريبة الماضية، وتقول إن مجال الدندنة لا يتسع لذكر مناقب كل من أثروا الوجدان المصري والعربي بألحانهم، والذين تتدافع أسماؤهم وأعمالهم على القلم، وكل منهم سيد متسيد صاحب سيادة ونغم، لكن القائمة طويلة واليد قصيرة".

نتقسم سناء البيسي كتابها إلى ثلاثة أقسام، الأول "الملحنون" وتقدم فيه كلا من كامل الخلعي، زكريا أحمد، سيد درويش، رياض السنباطي، محمود الشريف، محمد فوزي، كمال الطويل، محمد الموجي، سيد مكاوي وبليغ حمدي.

القسم الثاني "المطربون"، وفيه عبده الحامولي، منيرة المهدية، أم كلثوم، محمد عبد الوهاب، فريد الأطرش، أسمهان، محمد عبد المطلب، ليلى مراد، عبد الحليم حافظ، فيروز، نجاة، صباح، محمود شكوكو وشعبان عبد الرحيم.

وفي القسم الأخير يتناول الكتاب الشعراء أحمد شوقي، بديع خيري، أحمد رامي، نزار قباني، كامل الشناوي، حسين السيد، مرسي جميل عزيز، صلاح جاهين، عبد الوهاب محمد وأحمد فؤاد نجم.