رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«امسك متحرش».. «الميديا» سلاح الفتيات لملاحقة خادشى حيائهن

التحرش
التحرش

"الأسبوع الماضي، اضطرتني الظروف أن اتواجد في منطقة وسط البلد، وفى طريق عودتي إلى المنزل، تعرضت للتحرش اللفظي، ومحاولة الاحتكاك بجسدي وسط الزحمة".

تلك كلمات جاءت على لسان سالي سامح، صاحبة الأربعين ربيعًا، التي تروي قصتها مع التحرش، مشيرة إلى أن أغلب الآراء تُرجع أن ملابس المرأة هى السبب، لكن ملابسها محتشمة وفضفاضة، فهى تحافظ على نفسها قدر المستطاع.

لم تصبح قصة "سالي" غريبة على مسامعنا، فأساليب التحرش تتطور كلما تقدمت التكنولوجيا، لكن أيضًا شوكة الخوف من الإعلان عن تعرض الفتاة للتحرش وكشف المعتدي بدأت في الانكسار، وأصبحت السوشيال ميديا سلاحا لهن، فمنذ أيام تفجرت قضية متحرش الجامعة الأمريكية الذي اعتدى على ١٠٠ فتاة، وتم فضح أمره من خلال مجموعة أنشأتها متضررات على موقع التواصل الاجتماعي"انستجرام"، كشفن فيها رسائل التحرش بهن، أيضًا روايات عن محاولاته لاغتصاب عدد منهن.

وأصبحت الفتيات تتجه إلى أي منشور أو مجموعة على مواقع التواصل الاجتماعي تتطرق إلى تلك القصص لتأخذ جرعة من الثقة لتروي ما حدث معها هي أيضًا، ميرال حسني، صاحبة السادسة والعشرين، طالبة بطب القاهرة تروي أنها بحكم طبيعة تدريبها كطبيبة في إحدى المستشفيات تضطر للعودة متأخرة أحيانًا.

تقول: في إحدى المرات تعرضت للتحرش اللفظي من قبل مجموعة من الفتيان لم تتعد أعمارهم الثامنة عشر، ولم تكن دقات الساعة قد تخطت الثامنة مساء، وحاولت إيقافهم بإظهار رفضها لتلك الكلمات البذيئة، إلا أنها لم تفلح ولم يلتفت إليها أحد المارة في الشارع.

"حملة مبروك.. انت متحرش مشهور إلكترونيًا"، إحدى مجموعات "فيسبوك" التي وضعت قواعد صارمة في نشر المشكلة، فالإثبات ضروري سواء صورة أو "سكرين شوت" تدل على الجريمة.

ويقول أحمد رمضان، مؤسس المجموعة التي تخطت الآلاف، إن مجموعته أثبتت فاعليتها في دعم كثير من الفتيات التي تواجه التحرش -الإلكتروني على وجه خاص- فقد كانت سببًا في تشجيع كثيرات على تحرير محاضر في مباحث الإنترنت، أيضًا توفير محامين للضحايا، وإرشادهن إلى مؤسسات الدعم النفسي.

"امسك متحرش"، مجموعة أخرى أيضًا على "فيسبوك"، تشجع الفتيات على سرد حكايتهن التي أجبرتهن طبيعة المجتمع على التستر عليها، باعتبارها وصمة عار تلحق بالفتاة إذا ما كشفت عنها.

وتحدثنا أيضًا مع محمد عز، أدمن الجروب، فقال إن الغرض من إنشاء تلك المجموعة هو أخذ الحذر من المتحرشين، وإتاحة الفرصة والجرأة لأي شخص واجه جريمة التحرش أن يحكي عنها دون خوف.

وأشار "عز"، خلال حديثه مع "الدستور"، إلى أن تلك المجموعة رغم وصولها إلى ما يقرب من ٢٠٠ شخص عليها إلا أنها لم تؤدِ الغرض منها، فالكثير ربما يكونوا خائفين من الحكي خشية وصمة العار التي قد تلحق بهم.

من الناحية القانونية، أكد المستشار أحمد سالم، أن عقوبة مرتكب جريمة التحرش - سواء كان لفظيا، أو بالفعل، أو سلوكيا، أو عن طريق الهاتف أو الإنترنت - هي الحبس لمدة بين 6 أشهر إلى 5 سنوات وغرامة قد تصل إلى 50 ألف جنيها، طبقًا إلى المادتين 306 (أ)، و306 (ب) من قانون العقوبات.

وأوضح "سالم"، أن التحرش هو كل إشارة أو قول أو فعل له دلالة جنسية تخل بحياء الآخر.

ويقول خالد محمد استشاري الطب النفسي، إن التحرش مرض نفسي وأحد أهم أسباب ازدياد الجريمة هو التطور الكبير الذي طرأ على التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي دون ضوابط، ولا نغفل أيضًا غياب دور الأسرة فى التربية.

ولفت إلى أن هذا المرض له شقين، عضوي ونفسي، فأما العضوي فربما لديه ورم فى المخ، ينتج عنه مضاعفات تدفعه لارتكاب جرائم التحرش والاغتصاب، والنفسي فهو ناتج عن مشكلة تعرض لها الشخص في صغره.

ولم يغفل المجلس القومي للمرأة عن تلك الجرائم، ففور علمه لا يتوانَ في مساعدة الفتيات، وفيما يخص واقعة متحرش الجامعة الأمريكية -كما أطلق عليه إعلاميًا- تقدم المجلس ببلاغ للنائب العام، للتحقيق في الواقعة واستعادة حق كل فتاة اضطرت للمرور بهذا الظرف الأليم.

وخصص المجلس مكتبًا لشكاوى المرأة يمكن التواصل معه من خلال الخط الساخن 15115، أو عن طريق الواتساب أو البريد الإلكتروني الذي يوضحه المجلس عبر الصفحة الرسمية له، أيضًا هناك أرقام خاصة بمكافحة العنف ضد النساء تابعة لوزارة الداخلية أيضًا تم وضعها ضمن لائحة الأرقام التي يمكن للفتيات اللجوء لها حال تعرضها لأي نوع من العنف حيث يتم التواصل معهن وتوكيل محامي لهن لحقظ حقوقهن القانونية.