رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محاولات مع ظلى

محمد الشحات
محمد الشحات

يرفض أن يتركه
كان يقاوم رغبته فى أن يمضى
ظل يحرك قدميه كطفل يحبو
وانتبه لظل كان يتابعه
سايره
حتى اندس بزاوية حط بها
وترقب لون الشمس
وما إن مالت حتى انطلق
تعثر
فيما انفلتت أضواء المصباح
تحاصره
كطفل أمسك جلباب أبيه
وسقطت لعبته
كى يتركه
ماطل كى يربكه
ويفر
إلى حيث صغيرات
يلهين بدميتهن
ويمسكن
الخصلات الساقطة من
الشعر،
لتكسوهن
رأيتك ما زلت تحاول أن تصحو
من غفوتك،
وتبحث
فيما كانت عيناك منقبتين
بـأركان الحجرات على ظل،
هل رافقك
فلم ترقبه،
نظرت إلى نافذة،
ظل يلوّح كى تأتى
عدت، نظرت
وظل يلوّح
وكنت تقاوم رغبتك لكيلا تمضى
واندفعت أقدامك
كان الظل على مقربة
لا يتركك
اختلط بقافلة من ظل
كانت تسبق خطواتك
ظن بأن الظل سيتركه
كأسراب حمام
حين تشد الأفراخ الشاردة
جناح التحليق وتصعد،
أطفأ جيش سحاب مر
شعاع الشمس
فضاع الظل
وما إن بدأ يحرك قدميه
لكى يهرب
حتى حاصره الظل
فظل يقاوم رغبته فى أن يمضى

مراقبة
كنت على مقربة
من أن أخرج من وجهى
فأحاول أن أتملص منه
وأدخل فى غرفات لا أعرفها
وأغلق كل الأبواب
أناوره وأخبأنى
ثم أحاول أن أخرج
ظل يلاحقنى
أجلسنى
كى يتفرس بعض ملامحه
عانقنى مثل عناق الأصحاب
وحين هممت لأخرج
أوقفنى
كى يمنحنى
رسمًا منه
لعلى حين أعود
إذا ما عدت
وأراه فقد أعرفه

أمسك طفلته
وتمنى لو أسكنها فى بؤرة عينيه
ظل يراقب خطوتها
وانتبه
لما أحدثه وقع خطاه
على مشيتها
فتراجع خلف الباب
وظل يراقبها
كانت تبحث فى دفترها
عن شىء أخفته
اشتم روائحه
وانتبه لوجه لم يألفه
فأدرك
أن طفولتها
بدأت تخرج من غرفتها

يكتب فى دفتره
ما كان يخاف بألا يذكره
رقرقة زارت عينيه
لوجه كان يحاول أن يرسمه
فى كراس الدرس
لكى يذكره
أستاذ الفصل يقاوم رغبته
ويهم به كى ينهره
أخفى رسمته
وتمنى لو أسكنها بين دفاتره
لتهل مساءً تؤنس وحدته
ما إن عاد لغرفته
حاول أن يخرجها
أغلق دفتره
حين رأى أستاذ الفصل
ما زال يراقبه

أكتب ما لم أكتبه
كنت أحاول
أن أكتب
ما لم أكتبه
فى أيام صباى
وأخلص لغتى
من حركات النصب
وأرفع منها ما يرفعنى
لا أكسر ما قد يحزننى
وأفكُّ حروف قصائد شعرى
فلعلى أبنى دورًا وبيوتًا
يسكنها البسطاء
وأبحث عن بحر
أروى منه حروف الكلمات
لتخرج كطيور
كنت أحاول أن أكتب ما لم أكتبه
جفت كل ينابيعى
وانطفأت كل مصابيحى،
وما عاد بصدرى
ما أخرجه
أو ما أكتمه
كنت أحاول أن أنفض ما نام بذاكرتى
من كلمات العشاق
وأن أنجو مما علق بأستار القلب
وأصنع من لغتى طوقًا يأخذنى
كيما أرحل نحو بلاد
أكتب فيها
ما لم أكتبه
وأحاول فيها
أن أبحث عن لغة لا تنضب أحرفها
لا تعرف ما يبنى للمجهول
ولا أخشى من جمع التكسير
وكل الأفعال بها من يفعلها
لا تخرج أحرفها من لغة المألوف
إلى غير المألوف
أنا ممتلئ بالحزن
ولم تسعفنى الكلمات
فكيف سأفرغنى
كنت ملأت عيونى
بمرارات الأيام
فأى الكلمات
ستحملنى
كنت أحاول أن أكتب
ما لم أكتبه

محاولة للهروب
ضاق
لضيق نوافذه
وتمنى لو أمكنه
أن يُسقط جدران البيت
ويهجر حجرات
ظل يقاوم رغبته
فى أن يخرج
من ضائقة كان يمر بها
نازلها فاتسعت
ومضى فانغلقت
فيما أوقفه مصباح الشارع كى يوقده
انطفأت أعين من رحلوا
وتمنى لو أمكنه أن يهرب
من ضيق حاصره
نظر إلى أفق الآفاق
وأطلق عينيه وعلقها فى دائرة
كى تأخذه