رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصة تكريس كنيسة الشهيد مار مينا العجايبي بمريوط

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الإثنين، بذكرى تكريس كنيسة الشهيد العظيم ما رمينا العجايبي بمريوط، والتي عرفت في كتب التاريخ بمنطقة "بو مينا".

بعد اكتشاف القبر وظهور العديد من قصص المعجزات منه، ألح أهالي مدينة الإسكندرية علي البابا أثناسيوس الرسولي سرعة بناء كنيسة على اسم الشهيد، وبالفعل تم بناء الكنيسة (363- 364)، وكانت كنيسة في غاية الجمال والفخامة.

وقام الملك أنسطاسيوس بإنشاء منازل لإضافة الزوار واستراحات لاستقبال الجموع، ومستشفيات وأسواق، حتى ذاع خبر هذه المنطقة المقدسة في جميع أنحاء العالم، فقام الدير بعمل قوارير فخارية لتوزيع المياه المقدسة من البئر المحيطة بالقبر والتي كان لها قوة عظيمة على الشفاء من الأمراض، ولقد عثر على الكثير من هذه القوارير في متاحف ألمانيا وفرنسا وأورشليم والسودان.

ولكن بدأ الخراب يتسرب إلى هذه المنطقة تدريجيا، ففي عهد الخليفة المعتصم جاء مهندس من بغداد ونقل رخام الكنيسة الكبرى إلى بغداد عام 850 أما الخراب الشامل فقد حل بالمنطقة في القرن 13 بسبب غارات البربر والبدو ولم يبق سوي أكوام من الرمال.

ولكن مع بداية القرن العشرين قام العالم الألماني الشهير كارل ماريا كاوفمان ( 1905- 1907 ) بعمل حفائر في المنطقة وقام باكتشاف قبر القديس والكنيسة التي فوقه والكنيسة الكبرى وبعض المعالم الهامة الأخرى، وتوالت زيارات العلماء الأجانب والمصريين للمنطقة بعدها.

ولكن النقلة الكبرى كانت على يد القديس البابا كيرلس السادس، فلقد ارتبط قداسته بالشهيد العظيم ما رمينا منذ طفولته المبكرة، ولقد حاول سكني المنطقة خلال عام 1943 غير أن مصلحة الآثار رفضت الطلب، بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية وقتها، ولكنه قام بإعادة المحاولة ووافقت مصلحة الآثار.

فقام البابا كيرلس بوضع حجر الأساس في يوم الجمعة 27 نوفمبر 1959، ثم قام بوضع حجر أساس كاتدرائية دير القديس مارمينا في 24 نوفمبر 1961، وتمت رهبنة أول دفعة من سبعة رهبان بالدير خلال عام 1964 ليتم إحياء منطقة (بو مينا) مرة ثانية.

ولقد قام المتنيح البابا شنودة الثالث بتدشين كاتدرائية الشهيد مارمينا في يوم الأحد الموافق 9 يناير 2005، ومنظمة اليونسكو قامت بإدراج منطقة "بو مينا" ضمن قائمة التراث العالمي، وبذلك أصبح الدير واحدا من أهم المواقع الأثرية في مصر.