رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يا صاحبة الجلالة .. الكل يشتغلونك!!


*وقف** الإنجليزي أدموند بييرك (المتوفى عام 1797 فى مجلس العموم البريطانى

ليدافع عن حرية الصحافة وفجأة نظر الى مقاعد الصحفيين الذين يتابعون المناقشات

قائلا : توجد سلطات، لكن عندما ينظر الإنسان إلى مقاعد* *الصحفيين، يجد

السلطة الرابعة *

*كما تذكر بعض المصادر التاريخية ان تسمية* *الصحافة بالسلطة الرابعة ترجع إلى

المؤرخ البريطاني توماس ماكولاي،* *المتوفى عام 1859، إذ قال: إن المقصورة

التي يجلس فيها الصحفيون أصبحت* *السلطة الرابعة في المملكة** .*

*ويدور الجدل التاريخى* *حول أول من أطلق تعبير السلطة الرابعة ، إلا أن

اتفاقاً واسعاً أن المؤرخ* *الأسكتلندي توماس كارليل هو من أعلن المصطلح من

خلال كتابه الأبطال وعبادة* *البطل (1841) حين اقتبس عبارات للمفكر

الإيرلندي إدموند بيرك أشار فيها* *الأخير إلى الأحزاب الثلاثة (أو الطبقات)

التي تحكم البلاد ذلك الوقت، رجال* *الدين والنبلاء والعوام، قائلاً إن

المراسلين الصحفيين هم الحزب الرابع** - **السلطة الرابعة - الأكثر تأثيراً من

كافة الأحزاب الأخرى**. *

*هكذا تذكر بعض الموسوعات*

*وهكذا اطلق على صاحبة الجلالة منذ ذلك التاريخ السلطة الرابعة بعد السلطات

الثلاث المعروفة وهى التنفيذية والتشريعية والقضائية *

*طبعا يعترض بعض اساتذة العلوم السياسية على هذه التسمية انطلاقا ان السلطات

المعروفة الثلاثة ليس من بينها الصحافة لان السلطة لابد ان تصدر قرارات ثم

يكون لها ادوات تنفذ بها قراراتها **.*

*وتناسى المعترضون فى البداية ان الشعب هو مصدر السلطات ، وبالتالى فهو الوحيد

الذى من حقه ان يمنح ويمنع ، هو الذى يختار بالانتخاب الحاكم والحكومة( سلطة

تنفيذية ) والبرلمان ( سلطة تشريعية ) ، اما السلطة الثالثة القضائية

فتحكم باسم الشعب ، لذلك يتصدر اى حكم قضائى جملة مقدسة **هى **: باسم الشعب

،... والنائب العام الذى يوجه الاتهام ويحيل للمحاكمة ، يكون نائبا عن الشعب

فى الدفاع عن حقوقه *

*يعنى البرلمان يشرع ويراقب السلطة التنفيذية ، *

*والسلطة القضائية تحقق العدل وتحاكم السلطة التنفيذية بالقوانين التى تصدرها

السلطة التشريعيه *

*فاذا كان الامر كذلك فماذا تعنى الصحافة للشعب ؟*

*هى صوت الشعب ومنبره وعينه الساهرة لرقابة السلطات الثلاث *

*لذلك ارى انه لابد ان تكون الصحافة هى السلطة الاعلى وليس السلطة الرابعة

!!*

*لذلك انتبه الى ذلك الرئيس الراحل انور السادات واطلق مصطلح السلطة الرابعة

على الصحافة ..*

*نعم قد يكون هدفه كما يروج البعض دغدغة مشاعر الصحفيين ومحاولة منه لكسب

ودهم بعد لتمرير تعديلات دستورية مثل المد لاكثر من مدة لرئيس الجمهورية او

مساعدته فى التهليل لقراراته وسياساته .*

*ومع ذلك قد يكون مصطلح السلطة الرابعة قد فهمه البعض خطئا فى الثقافة

العربية بالربط بين السلطات الثلاث، التشريعية والتنفيذية والقضائية، و

الصحافة واعتبارها رابع سلطة دستورية نظير تأثيرها القوى فى الرأى العام إلا

أن السلطة المعنية فى المصطلح الاصلى قد تكون هي القوة التي تؤثر في الشعب

وتعادل، أو تفوق، قوة الحكومة من جهة ، او السلطة التى يمكنها ان تكون اقوى من

الجميع لانها تستطيع ان تراقب الكل !!*

*لكن الحقيقة التى لاتقبل الجدل ان الصحافة سلطة وتسبق فى الترتيب السلطات

الثلاث ، او تسكن فى برج عاجى بعيدا عنهم ، برج صنعه لها الشعب ،حتى ولو لم

يعترف بها الحاكم او اهل الفقه الدستورى او اساتذة العلوم السياسية ... كيف

ولماذا ؟ *

*الحكاية تبدأ **أن الصحافة قد خسرت هذا المصطلح فى دستور الإخوان* *الصادر

2012 وأيضا فى مشروع دستور لجنة الخمسين فى 2013 الذى يناقش اللآن . *

*فإذا* *جئنا إلى دستور 1971 نجده ينص في المادة (206) على أن «الصحافة سلطة

شعبية* *مستقلة، تمارس رسالتها على الوجه المبين في الدستور والقانون**» *

*بل ووصل* *الأمر إلى استحداث باب جديد فيه وهو الباب السابع، ويخصص أحد فصول

هذا* *الباب لسلطة الصحافة. مستخدما عبارة (سلطة الصحافة) كعنوان للفصل الثاني

من* *الباب السابع، يعنى يعتبرها إحدى سلطات الدولة، مثل السلطات

التشريعية* *والقضائية

والتنفيذية**. *

*و عند الحديث عن حقوق الصحفيين، استخدم الدستور* *بعض الألفاظ والعبارات التي

استخدمها للدلالة على استقلال القضاة. مثل* *المادة (210) من الدستور وتنص على

أن «للصحفيين حق الحصول على الأنباء* *والمعلومات طبقاً للأوضاع التي يحددها

القانون. ولا سلطان عليهم في عملهم* *لغير القانون». وهذه العبارة الأخيرة

تذكرنا بنص المادة (166) من الدستور،* *والتي تقرر أن «القضاة مستقلون، ولا

سلطان عليهم في قضائهم لغير القانون**.». *

*بعنى فى دستور الاخوان خسرنا حق الحصول على المعلومات وتاج السلطة الرابعة*

*!!*

*لكن* *مازال فى الذهن عالقا رفض المستشار حسام الغريانى رئيس لجنة ال100

لوضع* *دستور

2012 وصف الصحافة بالسلطة الرابعة انطلاقا من أن السلطات الحقيقية من* *وجهة

نظره هى ثلاثة ليس من بينها الصحافة التى حاول السادات خداع الصحفيين* *وايهامهم

على حد قول الغريانى بأنها سلطة رابعة *

*نعم قد يكون الغريانى محقا وأساتذة العلوم السياسية محقين من وجهة

نظراكاديمية .. لكن لماذا تجاهلوا أن الصحافة هى* *:-*

*الرقيب الشعبى على تصرفات الحكومة** .**؟*

*بل هى الرقيب الشعبى على السلطة التشريعية التى انتخبها الشعب** . *

*بل وعلى السلطة القضائية ذاتها والتى تحكم باسم الشعب** . *

*كل هذا حتى يكون على رؤوس الصحفيين ريشة ، كما كان يروج مبارك ونظامه المخلوع

؟** ! *

*الإجابة : لا*

*لكن حتى يكون على رأس الشعب ريشة*

*لأنه هو السلطة الأعلى التي تؤثر في الشعب وتعادل أو تفوق قوة الحكومة**. *

* • **الصحافة هى التى تفضح فساد الحاكم والحكومات ، وكانت مع بعض

القنوات* *الفضائية

أكبر محرض على ثورتى 25 يناير و30 يونيو بل وثورة 1952 حين فضحت* *صفقة

الأسلحة الفاسدة وفساد الحكم الملكى** !! **،... ومن ناحية ثانية كانت الجسر

الذى تصل من خلاله الحكومة للشعب والجسر الذى يصل من خلاله الشعب الى الحكومة *

* • **الصحافة هى التى كشفت* *الفساد المالى والخلل السلوكى لبعض أعضاء مجلس

الشعب ، وكانت سببا فى رفع الحصانة* *عنهم وتعريتهم أمام الشعب وتقديمهم

للمحاكمة وإدخالهم السجن، ومن جهة ثانية كثيرا ماتحولت تحقيقاتها الى

استجوابات برلمانية هددت عرش الحكومات ** !! **وكانت عونا للبرلمان فى محاكمة

الحكومة *

* • **الصحافة هى التى كشفت بعض الفساد ونشرت تقارير عدم الصلاحية لبعض القضاة

الذين أٌحيلوا للمعاش لفسادهم** !! *

* ومن جهة ثانية * *الصحافة هى التى وقفت مع القضاء فى معاركه من أجل

الاستقلال قبل ثورة 25* *يناير وفضحت ممارسات بعض رجال الشرطة ضد بعض القضاة

والتى وصلت إلى درجة* *السحل** !! *

* • ** الصحافة هى التى فضحت ممارسات الشرطة أداة السلطة التنفيذية الباطشة *

*قبل الثورة ضد بعض المواطنين مثل خالد سعيد وعماد الكبير وقائمة لاتنتهى* *حتى

كانت الصحافة هى السبب الأساسى للشحن الجماهيرى لاندلاع ثورتى 25 يناير فى فضح

نظام مبارك * *و30 يونيو فى فضح نظام مرسى والاخوان ** . *

*فهل يكون الجزاء حرمانها من لقب السلطة الرابعة** !! *

*يعنى* *تشعل الثورة ويكون جزاءها الحرمان من تاجها الذى منحها إياه الشعب

ويرفضه* *أساتذة العلوم السياسية وأعضاء لجنة الخمسين ولايعترفون بالشعب

وتاريخ* *الحريات** . *

*يعنى دستور 1971 والرئيس الراحل أنور السادات صاحب المرجعية العسكرية أنصف

الصحافة فى المصطلح، و نكل ببعض رموزها فى اكثر من مناسبة كان اخرها اعتقالات

سبتمبر الشهيرة قبل رحيله*

*وفى عهد الرئيس الاسبق حسنى مبارك اتسع هامش الحرية ، لكن عصمة صاحبة الجلالة

ظلت مكبلة، و سحل من سحل ، وسجن من سجن، وانتهك عرض من انتهك، وغيب للأبد

من غيب * *واغلقت جرائد وشرد عشرات من الصحفيين ومازالوا حتى الان !!*

*وقامت ثورة 25 يناير وجلس على كرسى الحكم الرئيس* *السابق محمد مرسى

ونظامه صاحب المرجعية المدنية كما يقولون و نزع تاج الصحافة فى دستورهم 2012

بل ووصل الامر الى وصف الصحفيين بالمصطلح الشهير بسحرة فرعون، ووصل الامر الى

مداه عندما طالب احدهم بجلد الصحفيين فى ميدان عام !!*

*وقامت ثورة 30 يونيو وكانت للصحافة والاعلام دورا كبيرا فى فضح مخططات

الاخوان وبدأ العمل فى دستور جديد مع الرئيس الحالى* *المستشار عدلى منصور

صاحب المرجعية القانونية وفوجئنا باستمرار سلب تاجها الذى منحها* *إياه

الشعب والتاريخ* *فى مشروع الدستور الجديد 2013 .*

*يعنى باختصار الكل يشتغلونها !!*