رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كنت قاسيًا وسيئًا».. سارة حجازى سامحت الكل ولم يسامحها العالم

سارة حجازى
سارة حجازى

30 ربيعاً هو كل عمرها، إذ رحلت عن العالم في هدوء ملء الدنيا ضجيجاً بعد لحظات من انتحارها.

ودّعت سارة حجازي العالم برسالة قالت له فيها «كم أنت قاسٍ وسيئ» وثانية إلى إخوتها «إلى إخوتي.. حاولت النجاة وفشلت، سامحوني»، أما الرسالة الثالثة فكانت لأصدقائها «إلى أصدقائي.. التجربة قاسية وأنا أضعف من أن أقاومها، سامحوني».

◄ناشطة دافعت عن حقوق المثليين
عُرفت الناشطة المصرية سارة حجازي بمدافعتها عن حقوق المثليين، وجرى القبض عليها في أواخر عام 2017 بعد مشاركتها في حفل لفرقة «مشروع ليلى» اللبنانية لرفعها علم «قوس قزح» أو «الرينبو» الذي يعرف به مجتمع المثليين.

ووجهت حينها اتهامات إلى سارة حجازي بـ«الترويج للمثلية الجنسية» ولأفكار المثليين بالقول والكتابة، والتحريض على الفسق والفجور في مكان عام، إذ ظلت قيد الحبس 3 أشهر على ذمة القضية 916 لسنة 2017، التي عرفت إعلامياً بقضية «الرينبو»، وما أن تمَّ الإفراج عنها بكفالة في أوائل عام 2018، وفور خروجها من محبسها قررت السفر إلى كندا.


◄دعم المثلية
شاركت سارة الأخت الكبرى بين 4 بنات أخريات في عائلتها فى العديد من الفعاليات التي تدعم المثليين، وفي 2017 دافعت عنهم، في فعالية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكان شعارها حينها «ادعم الحب» بهدف دعم تقبل المثلية أكثر.

ولم تلق سارة دعمًا من الكثيرين بسبب أفكارها التي اعتبروها غريبة عن مجتمعهم، وإنما ساعدتها التكنولوجيا فى نشر أفكارها، وأصبحت عضوة مؤسسة لحزب «العيش والحرية»، فكانت متخصصة في تكنولوجيا المعلومات، وشاركت في دورة تدريبية تتعلق بالأمان الرقمي من أجل حمايتها وتقديم الدعم اللوجستي لها عبر الإنترنت، كما عملت على معرفة وتحليل خطابات الكراهية على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المنصات الإعلامية.

◄هجوم و«رحمة ونور»
فور تداول خبر انتحارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لم تسلم سارة حجازي من هجوم كثيرين تارة هجوم باسم الدين وتارة هجوم باسم الأخلاق.

ويحذر الدكتور على عبدالراضي، استشارى العلاج والتأهيل النفسي، أنه «لو لم نتقبل الآخر سنجد انتحارات جماعية»، مشيرًا إلى أنه معظم من نجدهم في العيادات من مرضى نفسيين أصبحوا هكذا بسبب خلافات في الأفكار بينهم وبين عائلاتهم أو أزواجهم.

ويدعو الطبيب النفسي إلى تقبل الآخر بعيداً عن توجهاته، واصفًا إياه بـ«القبول الإنساني»، معزيًا انتحار سارة بسبب الضغوط النفسية التى واجهتها من المجتمع.