رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبدالسلام البدرى: موقف الرئيس السيسى مشرف.. وأردوغان حاقد فقد عقله

عبدالسلام البدرى
عبدالسلام البدرى


أشاد عبدالسلام البدرى، نائب رئيس الوزراء فى الحكومة الليبية المؤقتة برئاسة عبدالله الثنى، بالمبادرة المصرية لحل الأزمة الليبية، وبـ«الموقف المشرف» للرئيس عبدالفتاح السيسى، معتبرًا أن الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، إن تعرض لضغط دولى سيرضخ ويتوقف عن تدمير ليبيا. وقال «البدرى» لـ«الدستور»، إن الرئيس التركى «حاقد فقد عقله»، ويحاول تعويض فشله وانهيار اقتصاده بسرقة الموارد الليبية، مشددًا على أن مصر وليبيا قادرتان على التصدى للاحتلال التركى.
■ بداية.. كيف ترى مبادرة القاهرة لحل الأزمة فى ليبيا سياسيًا؟
- مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى تصب فى مصلحة ليبيا ومصر وجميع دول المنطقة، لكن الطرف الآخر، وهو حكومة الوفاق غير الشرعية وجماعة الإخوان الإرهابية ومن معهما، همه سرقة وتدمير ليبيا.
موقف مصر، بقيادة الرئيس السيسى، تجاه ليبيا مشرف، ونرى أن مصر دائمًا لها مواقف تاريخية تجاه بلادنا، ولها دور قيادى وقدرها يفرض عليها هذا الأمر، على عكس بعض الدول الأخرى التى لا يأتى منها إلا الشر والخراب والدمار للمنطقة.
والحل الذى قدّمته مصر مهم ومقبول من المجتمع الدولى، الذى يجب عليه أن يمنع كل ما يؤدى إلى الحرب ويتصدى للعدوان التركى على ليبيا، فنحن نواجه محتلًا تركيًا فعليًا، حصل على ضوء أخضر من بعض القوى الكبرى التى لها مصالح معينة.
جماعة الإخوان الإرهابية هى السبب فيما تمر به ليبيا، فبلدنا لم يكن يعانى من أى مشكلات، كما أنه دولة متجانسة وليس مفككًا سواء عرقيًا أو دينيًا أو جغرافيًا بل وحدة واحدة بخلاف صغر عدد السكان، إلا أن «الإخوان» تسببت فى هذه الانقسامات وتدمير البلاد، ومعها رجب طيب أردوغان الرئيس التركى، الذى استغلها، فـ«الإخوان» عميلة له فى ليبيا والمنطقة.
نحن لم نطلب من أى دولة التدخل عسكريًا لصالحنا حفاظًا على بلدنا، ونحن معنا الشرعية والتاريخ، فلم نبع بلدنا من أجل أفكار وهمية كالتى تسير وراءها «الإخوان» ومعها «أردوغان» الذى يستغل الدين، فلو أراد تطبيق الدين لطبقه فى بلده، فلديه أكبر بيوت الدعارة عالميًا وصالات القمار ومصانع الخمور وغيرها من الأمور غير المقبولة، ورغم ذلك يدّعى أنه يريد تطبيق الإسلام، لكن فى الحقيقة هو يوظفه من أجل أطماعه.
وأؤكد أن موقف البرلمان والحكومة والجيش موحد من أجل ليبيا، ويدعم مبادرة القاهرة من أجل إنهاء الأزمة القائمة فى البلاد.
والمبادرة ككل مهمة وواضحة واحتوت على تفاصيل محددة، فكل بند مرفق معه طريقة تنفيذه، وأرى أن البند الأهم هو وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات وإعادة بناء المؤسسات، وكذلك العودة إلى مبدأ الأقاليم الثلاثة التاريخية، وهى برقة وفزان وطرابلس، لأن هذا المبدأ يقضى على المركزية الجامدة، فلا يمكن تركيز كل شىء فى مدينة واحدة، فهذا الأمر أعاق عمليات التنمية وحل مشكلات المواطنين.
ومن أهم البنود أيضًا الدعوة للحوار ومنع الأطراف الأجنبية من التدخل فى الشأن الليبى والقضاء على الإرهاب.
■ ماذا عن موقف حكومة الوفاق من المبادرة؟
- فى البداية يجب أن نعى أن حكومة الوفاق غير الشرعية ليست قادرة على اتخاذ موقف واضح من أى شىء، فهى تتبع أوامر أسيادها الأتراك، ومن المؤكد أن سيدها «أردوغان» لن يعلن موقفه بوضوح إلا إذا تعرض لضغط قوى من بعض القوى الدولية.
أنقرة تعانى حاليًا الكثير من المشكلات، إذ إن اقتصادها يسقط والليرة التركية تنهار، لذلك تريد تعويض ذلك بسرقة موارد ليبيا، وأؤكد أن تركيا لا تريد إلا ذلك، فسبق أن باعت تركيا ليبيا للاحتلال الإيطالى.
التاريخ يقول إن مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة، هو من سلّم ليبيا لإيطاليا، وأرى أن «أردوغان» يسير على نهجه، لكننا لن نفرط فى حقوقنا وبلدنا حتى لو تخلى عنا العالم أجمع.
ليبيا ومصر قادرتان على التصدى للمحتل التركى، فسبق أن دعمتنا مصر ضد الاحتلال الإيطالى، وهى التى أسست الجيش الليبى قبل قيام الدولة الليبية وهى التى تولت تعليم الليبيين وإرسال المعلمين والأساتذة للمدارس والجامعات الليبية، فمصر دائمًا لها دور فى ماضى وحاضر ومستقبل ليبيا.
■ كيف ترى اتفاقية «الوفاق» و«أردوغان» التى تتيح لتركيا التنقيب عن النفط والغاز؟
- هذه الاتفاقية لن تدخل حيز التنفيذ، فالمنطقة التى ينوى «أردوغان» سرقة مواردها تضم اليونان ومصر وقبرص بجانب ليبيا، وحتى الآن الشرق الليبى يخضع للجيش الوطنى وهى منطقة متداخلة مع دول الجوار الليبى، أما منطقة غرب ليبيا، الخاضعة لـ«الوفاق»، فلا توجد بها ثروات نفطية.
المنطقة التى تضم النفط تبدأ من جنوب بنغازى وصولًا للحدود المصرية، وحقوق التنقيب فيها مُنحت لشركات روسية وأمريكية فى السابق، وفقًا للقانون الليبى ووفقًا لأسس اقتصادية.
وحينما ظهر الغاز قبالة مصر فى منطقة شرق المتوسط جن جنون «أردوغان»، لأن هذا الأمر أكسب مصر قوة كبيرة، فقد أصبحت قادرة على تزويد أوروبا بالغاز، لذا أراد استغلال ليبيا من أجل الإضرار بمصر، ويعتقد- واهمًا- أن بدخوله ليبيا سيسيطر على مصر وينشر الفوضى بها.
■ ما خطط الحكومة الليبية برئاسة عبدالله الثنى لمنع عمليات التنقيب غير الشرعية؟
- أؤكد أن الأتراك لن يصلوا مطلقًا للمنطقة التى تضم النفط، وحتى إن وقعوا اتفاقيات مع حكومة الوفاق غير الشرعية فسنلجأ للقضاء الدولى، وسنلاحق «أردوغان»، فهو رجل طماع وحاقد بالأساس وفقد عقله سعيًا وراء أطماعه.
■ كيف ترى مستقبل الأزمة الليبية؟
- أتوقع وقف إطلاق النار، بعد أن يأمر من يحركون «أردوغان» بذلك، وحينها ستتوقف الميليشيات التى تضم المرتزقة عن تخريب البلاد، فلم يعد أمامها مفر، فالمجتمع الدولى- خاصة جامعة الدول العربية- أيد الطرح المصرى وهو القضاء على الإرهاب وتوزيع الثروة بالعدل ودعم الدولة الفيدرالية اللا مركزية ووقف إطلاق النار وإعادة المهجّرين والنازحين.
ولا بد من حل الميليشيات، فهى عبارة عن لصوص نهبوا موارد الدولة، ويجب تحقيق العدالة ومحاسبة أمثال هؤلاء.