رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معجزة «التحرير».. مصمم الشكل الجديد للميدان: حوَّلناه إلى «متحف مفتوح»

ميدان التحرير
ميدان التحرير

كشف المهندس شهاب أحمد مظهر، مبتكر التصميم الجديد لميدان التحرير، عن كواليس اختياره لتلك المهمة، وما الذى فعله تحديدًا لابتكار ذلك التصميم الذى جذب أنظار غالبية المصريين، بعد نشر صور للميدان فى ثوبه الجديد، قبل أيام.

وقال «شهاب»، وهو ابن النجم الراحل أحمد مظهر: «تلقيت اتصالًا من رئاسة مجلس الوزراء لتحديد موعد مع الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، لإعداد تصميم لتطوير ميدان التحرير، وذلك فى رمضان ٢٠١٩، على أن ألتقيه لتقديم التصميم عقب انتهاء إجازة العيد». وأضاف: «على إثره قررت النزول إلى ميدان التحرير والتعايش مع كل تفاصيله، على مدار ١٠ أيام متواصلة، قضيتها فى الميدان وتجولت خلالها فى كل شبر به، إلى جانب دراسة تاريخ المكان بدقة».

وواصل: «بعدها التقيت رئيس الوزراء وعرضت عليه التصور المبدئى فأعجب به كثيرًا، ثم عقدنا عدة اجتماعات متوالية بحضور وزيرى الآثار والإسكان ومحافظ القاهرة والأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، انتهت إلى الاستقرار على التصور النهائى الذى ظهر عليه الميدان مؤخرًا». وكشف عن مواجهتهم صعوبات كثيرة فى التنفيذ، وذلك لأن «المنطقة ملغمة بالأنفاق التى يصعب إجراء أى أعمال بها، بجانب الكابلات والمرافق، وجراجى عمر مكرم والتحرير، وازدواج مترو التحرير الذى يحوى خطين متقاطعين فى نفس المكان».

وأضاف: «احتجنا إلى الحصول على موافقات جهات عديدة لبدء تنفيذ المشروع، لدرجة أننى فقدت الأمل فى استكماله أكثر من مرة، كما واجهتنا أعمال التطوير التى شهدها الميدان على مدار ٢٠ عامًا مضت، على يد المحافظين الذين تولوا المنصب خلال هذه الفترات، فمنهم من وضع لمساته بالسيراميك، ومنهم من وضع القيشانى وغيرهما، إلى جانب الإعلانات الموضوعة أعلى العمارات وفى الميدان».

وواصل: «كل هذه المعوقات أخذت وقتًا وجهدًا كبيرين حتى تتم إزالتها وتطهير المكان، وما زال ٧٠٪ منها لم تتم إزالته حتى الآن، ومحافظة القاهرة تحديدًا تبذل جهدًا عظيمًا فى ذلك، بمعاونة الجهات المعنية». وأشار إلى البدء فى أعمال التطوير بـ«صينية الميدان»، ثم اقترح تطوير كل مناطقه، فرحب مجلس الوزراء بالفكرة، وهو ما تم بالفعل فى النهاية، كاشفًا عن الانتهاء من تنفيذ ٧٠٪ من التصور النهائى لتطوير ميدان التحرير حتى الآن.

وبسؤاله عما قامت عليه أعمال تطوير ميدان التحرير، أجاب: «فكرتى العامة فى شكل الميدان الحالى قامت على أننا مررنا بحضارات مختلفة، لكن حضارتنا الفرعونية هى الأساس، لذلك كانت المسلة الفرعونية هى أحد أهم أركان عملية التطوير». وأوضح: «لدينا مسلات فرعونية كثيرة وقيّمة جدًا، منها ما سُرق وبيع خلال العصور الماضية، ومنها ما أُهدى إلى دول أخرى، فى حين أننا لم نضع أيًا منها فى أهم ميدان ببلادنا، رغم أن الكثير منها مُخزن ولا نستخدمه، لذلك استخدمنا المسلة إلى جانب كِباش الكرنك».

ورد على الرافضين استخدام المسلة والكِباش، قائلًا: «أود أن أقول لمن يعترضون على استخدام هذه القطع: لدينا الآلاف منها موضوع فى المخازن ولا نستخدمه، فى شتى ربوع الجمهورية، لذلك عملنا على استغلالها بعيدًا عن الآثار القائمة والمستغلة بالفعل». واستكمل حديثه عن تصميم الميدان، مؤكدًا: «الفكرة بشكل عام هى إقامة متحف مفتوح، لذلك إلى جانب استخدام المسلة والكِباش، بدأنا فى وضع الأشجار ذات الأصل الفرعونى المصرى الخالص، مثل الزيتون والنبق والبردى واللوتس والجميز وغيرها».

وأوضح أنه «سيكون مكتوبًا على كل شجرة تاريخها، بحيث يكون الأمر تعليميًا للأجيال الحالية والقادمة، وبالتالى يصبح لدينا مزار جديد فى غاية الأهمية، وذلك على مساحة تقدر بنحو ١٥٠٠ متر بالمنطقة الواقعة عند جراج عمر مكرم».
وشدد على حرص مسئولى التطوير على وضع مقتنيات أصلية، والابتعاد تمامًا عن أى شىء مقلد، وفى المقدمة المسلة التى ترمز إلى النصر والسماء والنجاح، وفقًا لخبراء الآثار، مبينًا أن المسلة فى مصر القديمة كانت بديلة لبناء الهرم، وذلك فى العصور التالية لبناء الأهرامات.

وكشف عن اقتراحه على مجلس الوزراء تشكيل مجلس أمناء للمنطقة، يضم ممثلين من مجالس إدارات البنوك والشركات الموجودة هناك، للإنفاق على أعمال الصيانة، إلى جانب التفكير فى استخدام البازلت أو الجرانيت المصرى كبديل للأسفلت، على ألا تتحمله الدولة وحدها، وبالفعل لاقت الفكرة استحسان وقبول بعض من شركات السياحة والعقارات والبنوك الموجودة فى المنطقة.

وتابع: «فيما يخص عمليات الزراعة التي تمت في الميدان، قامت بها شركتي الخاصة بأعمال اللاند سكيب مجانا، وتواصل صيانتها بشكل دوري لمدة عام كامل مجانا أيضا، وهناك الكثيرون يرغبون في المساهمة ولسنا الوحيدون».