رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء: تطوير المعايير العالمية لصناعة الضيافة تستعيد ثقة المسافرين بعد كورونا

جريدة الدستور

أكد مجموعة من الخبراء في صناعة الضيافة - خلال مشاركتهم في إحدى الجلسات الحوارية في اليوم الأول من الحدث الافتراضي لسوق السفر العربي - أن تطوير مجموعة من المعايير العالمية في صناعة الضيافة المبنية على الشفافية والمتعلقة بالسلامة والنظافة، ستكون عوامل رئيسية في استعادة ثقة المسافرين مجددًا في مرحلة ما بعد جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".

وقال تيم كوردون النائب الأول للرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا "في هذا العالم الجديد الذي نعيشه اليوم في ظل هذه الجائحة، التي لم يعرف عصرنا الحالي مثيلًا لها، سيكون بناء الثقة شيئًا جوهريًا وأساسيًا، في الوقت الذي نتطلع فيه إلى تعافي قطاع الضيافة في مرحلة ما بعد كوفيد-19، وهنا من الضرورة أن يشعر كلًا من العاملين في قطاع الضيافة وكذلك المستهلكين أن صحتهم وعافيتهم أمر في غاية الأهمية، وأن منشآتنا آمنة وتتبع أفضل المعايير المتعلقة بالنظافة والتعقيم.
 
جاء ذلك خلال الجلسة التي أقيمت تحت عنوان "المشهد العام لقطاع الفنادق في مرحلة ما بعد كوفيد- ١٩".

وأضاف: "تعتمد منشآتنا بشكلٍ رئيسي على سفر الشركات والأعمال، لذا فإنه من الضروري وجود معيار عالمي لتحديد قواعد وشروط الأمان في مختلف المنشآت السياحية في "الوضع الطبيعي الجديد" الذي نعيشه اليوم، وذلك قبل أن تبدأ الشركات والمؤسسات الكبرى في السماح لموظفيها بالسفر مجددًا بين مختلف دول العالم، وأود أن أشير إلى أنه من المهم أن يدرك الجميع أن المعايير والإجراءات العالمية المتبعة اليوم في كافة الفئات والقطاعات ضمن صناعة الضيافة والسياحة هي محل تقدير وثقة وملائمة لمتطلبات الظروف الراهنة".
 
وأوضح أنه في الوقت الذي ضرب هذا الوباء العالمي قطاع الضيافة بشدة في جميع أنحاء العالم، شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحدها، انخفاضًا كبيرًا في نسب الإشغال بلغ 42%، وذلك وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن كوليرز إنترناشيونال، حيث اضطر الكثير من الأشخاص إلى إلغاء أو تأجيل خطط سفرهم في النصف الأول من العام الحالي، نتيجة تفشي فيروس كورونا المستجد.

وقال راكي فيليبس الرئيس التنفيذي لهيئة التنمية السياحة: "تتسم صناعة الضيافة بالمرونة وهو ما سيساعدها على التعافي مجددًا، لذا من المهم ألا تلجأ الفنادق إلى خفض أسعار الغرف الفندقية، كما أنه لدينا ثقة بأن السياح سيعودون قريبًا وهو ما بدأنا نشهده بالفعل في رأس الخيمة، ويمكنني القول بأننا محظوظون بوجود منتجعات سياحية تمتد على مساحات واسعة يضم بعضها فلل خاصة، الأمر الذي يساعدنا على تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي بسهولة أكبر، وفي هذا الصدد، تحتاج الفنادق إلى التكيف مع الوضع الطبيعي الجديد مع زيادة أعمال التعقيم في الأماكن الرئيسية فيها لاسيما ردهات الاستقبال، وأن تلجأ كذلك إلى تبني أدوات التكنولوجيا المتطورة، مع تقديم عروض مبتكرة تساعدها على التميز واستقطاب العملاء مجددًا".
 
وأشار إلى أنه لا تزال الرغبة في السفر وقضاء العطلة تتملك المسافرين، ولكن في ظل الظروف الحالية، أصبحت السلامة هي الأولوية القصوى عوضًا عن الأسعار والموقع والمرافق والخدمات، موضحا أنه في إطار استعداداتها للانطلاق مجددًا، من المهم أن توفر شركات الضيافة للضيوف راحة البال، وذلك من خلال عمليات التنظيف والتعقيم المستمرة والمكثفة في جميع الأماكن.
 
وقال كريستوفر لوند المدير المسؤول عن قسم الفنادق في كوليرز إنترناشونال الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "إن إحدى الطرق الرئيسية التي من شأنها أن تمنح المنشآت السياحية ثقة المستهلكين، وأعتقد بأن صناعة الضيافة في دولة الإمارات العربية المتحدة تسير على الطريق الصحيح في هذا الإطار، تتمثل في الشراكة مع الوكالات المعتمدة على غرار (Bureau Veritas)، للتأكد من أن جميع منشآتها تخضع لبروتوكولات التعقيم والنظافة المكثفة التي تتماشى مع الشروط والمعايير التي وضعتها الحكومة. إن الامتثال لهذه الإجراءات وتطبيقها بشكلٍ دقيق، يمنح الفندق أو المنشأة السياحية علامة التميز وثقة الضيوف في الوقت عينه.
 
وتابع: "بالإضافة إلى ذلك، سنرى دورًا أكبر للتقنيات الحديثة، التي ستوفر للضيوف المحتملين جولات افتراضية ثلاثية الأبعاد للفنادق والمنشآت، بالإضافة إلى تطبيقات الهواتف الذكية، التي تتيح للأشخاص دخول الغرفة الفندقية وإمكانية تغيير درجة الحرارة وطلب المصعد الكهربائي، بالإضافة إلى حجز الرحلات وخدمة طلب الغرف. إن الاعتماد بشكلٍ أوسع على التكنولوجيا، سيساعد الفنادق على التعافي بشكلٍ أسرع، كما سيمنحها التميز للمنافسة في السوق".
 
وعلّق سيمون كاسون رئيس العمليات التشغيلية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا ستبدو رحلة الضيف الجديدة، من لحظة وصوله إلى الفندق إلى حين مغادرته له، قائلا إنه في الوقت الذي نبذل فيه كل ما بوسعنا لضمان سلامة ضيوفنا، من المهم أن نواصل العمل مع شركائنا المحليين، مثل شركات الطيران ومزودي خدمات النقل من المطار، ومشغلي الأنشطة والجولات السياحية، للتأكد من التزامهم الكامل بكافة إجراءات التعقيم والنظافة تمامًا كما نفعل نحن. إن الاتساق في العمل بين مختلف الأطراف هو أمر جوهري لضمان سلامة الضيوف وانتعاش القطاع مجددًا".