رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تطيح أزمة «فلويد» بترامب من البيت الأبيض؟

فلويد
فلويد

هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم، باستخدام القوة غير المحدودة لوقف الاضطرابات في الولايات المتحدة على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت في ولاية مينيسوتا ردا على مقتل رجل أسود يدعى جورج فلويد من قبل رجال الشرطة.

ويخشى ترامب من تأثير هذا الحادث عليه بشدة في الانتخابات التي ستجري نوفمبر المقبل، في ظل انتقادات قوية تعرض لها بسبب فشل إدارته في أزمة فيروس كورونا حيث احتلت الولايات المتحدة المرتبة الأولى عالميا من حيث الإصابات بـ 1.8 مليون إصابة وأكثر من 105 ألف حالة وفاة.

ترامب يهادن التظاهرات حفاظا على موقفه الانتخابي:

وحاول ترامب منذ الأسبوع الماضي وقت وقوع الحادثة، تهدئة الأمور حتى لا تخرج عن نطاق السيطرة في ظل ضعف موقفه الانتخابي، بشدة، ليصرح أنه تحدّث إلى عائلة فلويد، مؤكدا أن لها الحقّ في العدالة.

وإلى جانب ذلك وجهت السلطات القضائية بالولاية إلى ديريك شوفين الشرطي مرتكب الحادث تُهمة القتل غير العمّد، وهي تهمة قد تصل عقوبتها لـ25 عاما خلف القضبان، إلا أن عائلة فلويد اعتبرت التحرك غير كاف وطالبت بتوجيه "تُهمة القتل العمد مع سبق الإصرار".

كما سمحت السلطات الأمريكية في بعض الولايات بالتظاهر بشكل محدود من أجل احتواء المشاعر الغاضبة، إلا أن الأمر لم يكن كافيا حيث زادت حدة التظاهرات وخرجت عن السيطرة.

وكشف موقع «فايف ثيرتي آيت» المتخصص بشؤون الاستطلاعات الانتخابية، أن استطلاعات الرأي الأربعة الأحدث أكدت أن ما بين 45 و58 % من المستقلين لديهم وجهة نظر مؤيدة للرئيس السابق باراك أوباما، في حين قال 29 إلى 39 % من المستقلين إنهم يؤيدون ترامب.

ترامب يلوح بالقوة لاحتواء الأمور:
فشلت إجراءات المهادنة ودعوات التهدئة التي أطلقها ترامب وأفراد إدارته لاحتواء الاحتجاجات الناجمة عن مقتل فلويد في معقل الحادث بولاية مينيسوتا وامتدت إلى العديد من الولايات الأخرى، وشهدت أعمال حرق وشغب واستهداف لأفراد الشرطة والمقار الأمنية.

ومن أجل استعادة دفة الأمور والثقة بإدارة أظهر ترامب إمكانية استخدام القوة دون تردد، حيث أكد في كلمة له اليوم على أن تعدي الخطوط الحمراء للدولة جريمة، مطالبا حكام الولايات بالتعامل مع الأمر بصرامة وإلا ستتدخل الحكومة الفيدرالية.

كذلك حرك ترامب وزارة الدفاع الأمريكية للدخول على خط الأزمة حيث رفعت حالة التأهب في بعض الوحدات العسكرية الأمريكية من أجل مواجهة الاضطرابات في مينيسوتا، بعد فشل الشرطة والحرس الوطني هناك في احتوائها.

وتعرض ترامب لانتقادات شديدة بسبب تلويحه بورقة العنف حيث اكد مستشارون له أن هذا سيؤثر على موقفه الانتخابي، فقد أشاد ترامب الخميس الماضي بتعامل جهاز الخدمة السرية مع المتظاهرين أمام البيت البيض، مؤكدا أنهم لو تسللوا إلى الداخل لواجهوا الكلاب الأكثر شراسة والأسلحة الأكثر رعبًا.

الديمقراطيون يستغلون الحادث للإطاحة بترامب
كثرت الأزمات الشعبية والسياسية التي تعرض لها ترامب خلال السنوات الأخيرة، آخرها أزمة فلويد التي لم تكن الأولى، الأمر الذي استغله الديمقراطيون خاصة مع قرب الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل.
فمن جانبه دعا جو بايدن المرشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية، أمس إلى تطبيق العدالة وإلى "قيادة حقيقية" للولايات المتحدة.

بل ذهب بايدن إلى اتهام دونالد ترامب بالتشجيع على العنف ضد المدنيين ونشر الكراهية، وذلك بعد تهديده باستخدام القوة المميتة لإنهاء أعمال الشغب التي اندلعت ردا على مقتل فلويد.

ويمثل السود كتلة انتخابية قوية داعمة للديمقراطيين أكثر من الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب، الأمر الذي استغله بايدن، حيث أكد أن غضب الأمريكيين السود وإحباطهم وإنهاكهم "لا يُنكر" وأن الولايات المتحدة تحتاج إلى مواجهة جرحها العميق المفتوح المتعلق بالعنصرية المنظمة، وذلك في إشارة إلى تسبب ترامب في نشرها.

من ناحيته دخل الرئيس السابق باراك أوباما على خطة الأزمة، أمس الجمعة، قائلا إنّ وفاة فلويد يجب ألا تُعتبر "أمرًا عاديًّا" في الولايات المتحدة، حيث كان أوباما أول رئيس أسود يحكم الولايات المتحدة وحظي بشعبية كبيرة، ودخوله على خط الأزمة أغضب ترامب ودفعه لاتهامه بالتورط في العديد من الملفات آخرها الانتخابات الرئاسية.