رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صفعة إخوانية مشينة على وجه أم مصرية


صدمة آذت عيوننا جميعا، وآذت كل إنسان لديه شىء من الأخلاق أو من التربية، أو من الرجولة، فلقد نقلت لنا كاميرات إحدى القنوات مشهد سيدة مصرية سمراء مسنة ترفع صورة الفريق السيسى حبيب الملايين وبطل مصر القومى، وتحتضنها أثناء متابعتها لمحاكمة المعزول، وإذا بشاب من الإخوان المتأسلمين ينهرها، ثم يرفع أصابعه الأربعة كعلامة للماسونية فى وجهها لتزيح صورة السيسى، وإذا به يرفع يده فى وجهها، ولما همت بأن تزيحها، إذا به يصفعها على وجهها بشكل وحشى...

إنها صفعة إخوانية غادرة تعبر عن كراهية لكل نساء مصر، وكل الأمهات المصريات من الشعب الوطنى الذى شارك فى ثورة ٣٠ يونيو، والذى توحد مع جيشه العظيم، فوجئت الأم المصرية من شدة المفاجأة، لكنها لم تتراجع، ولحظتها تقدم عدد من الشباب لأخذ حقها ونهروه وأبعدوه عنها .

و الحقيقة أنه من حسنات الفيس بوك أن تم وضع صورة هذا الإخوانى المتوحش اللا أخلاقى، والذى تجاسر ليصفع أم مصرية فى الشارع جهارا نهارا، وهو كما جاء على صفحة التى تم إرسالها لى، وإلى غيرى آلاف من المصريين، شاب يعمل فى محل سبح بخان الخليلى.

إن الصورة واضحة، رآها الملايين من الشعب المصرى، واستأنا جميعا، وهى إحدى الممارسات الوحشية التى ما زال يقوم بها أعضاء العصابة الإخوانية فى الشارع، والموالون لهم والبلطجية الذين يستأجرون بالمال الوفير الذى بين أيديهم، ولم تتم مصادرته بعد.

إننى أطالب أجهزة الأمن بإلقاء القبض على هذا المجرم الذى يتطاول على نساء مصر ضمن خطة ممنهجة لترويع الشارع المصرى، وبالذات النساء اللاتى أثبتت شجاعة ووطنية فى الشهور الماضية، وخلال عام الإخوان، لأنهن أدركن أن المقاومة للتخلف مطلوبة، ورحيل حكم الإخوان ضرورى، لأنها الضحية الأولى لهم، ولم ننس بعد عمليات التحرش الممنهج التى كانت تتم ضد بنات وسيدات مصر أثناء المظاهرات فى ميدان التحرير ضد الحكم الفاشى الذى إنزاح وأطيح به إلى غير رجعة.

مطلوب القبض على مثل هؤلاء المجرمين والبلطجية والحمقى الذين أعمتهم قلوبهم عن احترام الأم المسنة، بل واحترام الشعب المصرى الذى أصبح يكن لهم الكراهية والمقت والبغض إلى الأبد.

إن الشعب يواجههم بصدور مفتوحة، وبدون سلاح، لذلك فإننى أطالب أجهزة الأمن بالانتشار فى الشارع لنحس بالحماية، وحتى لا يتجرأ كل بلطجى على أمهاتنا وبناتنا وجداتنا.

لا تتركوا نساء مصر دون حماية لأنهن كتيبة الدفاع الأولى فداء للوطن، ولقد سبق أن طالبت بمادة فى الدستور الجديد أثناء جلسة استماع للدستور بإدراج عبارة «التزام الدولة بتجريم العنف فى كل صوره ضد المرأة»، وأتعشم أن يتم هذا، وهى مادة من حقنا أن توضع فى دستور مصر الجديد.

ولنتذكر دائماً أنه لولا المرأة المصرية ما كتب لثورة ٣٠ يونيو النجاح، وسيتوقف التاريخ طويلا أمام هذا الدور التاريخى.

هشام زعزوع