رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وقف الحال.. كيف تأثرت الخيم الرمضانية بكورونا؟

وقف الحال
وقف الحال


ألقى اختلاف هذا العام منذ بدايته على شهر رمضان، والذي جاء مختلفًا أيضًا عن الأعوام السابقة، فما يعيشه العالم حاليًا ليس هينًا، بعدما اجتاح فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 أكثر من 91 دولة من بينهم مصر، وتأثرت قطاعات عدة بتلك الجائحة التي لم تكن في الحسبان.

ويعتبر اختلاف رمضان هذا العام في أشياء كثيرة، بداية من منع وزارة الأوقاف لصلاة التراويح في المساجد والاكتفاء بإذعة الأذان فقط، مرورًا بالتحذير من التجمعات العائلية والإفطار الجماعي بين المصريين، نهاية بمنع ذات التجمعات ولكن في خيم رمضان.

الخيم الرمضانية هي أماكن تشبه المطاعم والكافيهات وربما تقام في الفنادق، يوفرها أصحابها للمصريين من أجل الإفطار فيها مع الأصدقاء والأهل وإقامة فقرات وعروض تخص رمضان حتى موعد السحور، ويحرص أصحابها على إقامة العادات الرمضانية بها أيضًا لاستماع المواطنين بأجوائها الساحرة.

إلا أن ذلك العام يمر مختلفًا على تلك الخيم والتي كانت مصدر رزق كبير لأصحابها والعاملين بها، حيث أغلقت حاليًا تطبيقًا لقرار منع التجمعات وتقويضًا للجائحة، والتي لا تقام إلا بتصاريح من الأحياء، وأعلنت وزارة التنمية المحلية أنها أوقف كل التراخيص التي تخص الخيم الرمضانية.

فكيف يعيش أصحابها والعاملين بها بعد وقف الحال هذا العام؟، وما مدى التأثر الذي حلّ على أحد أهم مظاهر الاحتفال برمضان في مصر بعد أزمة فيروس كورونا؟.. وللأجابة على تلك الأسئلة تحدثت "الدستور" إلى عدد من أصحاب الخيم الرمضانية السنوية والعاملين بها.
خيمة فوانيس: "خسائرنا كثيرة ولكن مضطرون لغلق الخيم الرمضانية"
أحمد إبراهيم، أحد منظمي خيمة فوانيس بفندق إنتركونتيننتال سميراميس الذي يبعد قليلًا عن المتحف المصري، قال إن رمضان هذا العام مختلف كثيرًا عن كل الأعوام السابقة، بسبب جائحة فيروس كورونا والتي أغلقت الكثير من منافذ الرزق.

وأضاف،" المصريين ينتظرون عادة حلول شهر رمضان المبارك طوال العام من أجل التلاقي وأداء العبادات معًا، وإحياء العديد من السهرات الأهلية داخل الخيام الرمضانية، فضلًا عن أنه شهر الصيام، لذلك يمثل قيم التعاضد والتكاتف الاجتماعي من خلال الجلوس على نفس المائدة، والإفطار وأداء العبادات بشكل جماعي".

وتابع" ولكن الآن بسبب فيروس «كورونا»، أصبحنا نقف أمام عواقب مختلفة جعلتنا لا نتمكن من إحياء تلك المناسبات وتنظيم الخيام الرمضانية، إلى جانب خسائر كبيرة تعرض لها منظمو هذه الحفلات والموائد العائلية، والتي كانت تعتبر مصدر رزق للجميع".

وأوضح أنَّ جميع المطاعم والخيم تم غلقها داخل جميع الفنادق في مصر، وذلك بتعليمات من أصحابها، لمنع التجمعات خوفًا من تفشي فيروس كورونا، مشيرًا إلى أنَّ الوضع أصبح ظلام كليّ، خصوصًا في هذه الفترة والتي افتقرت إلى البعد الإنساني، الذي كنَّا نشاهده دومًا على موائد الخيام الرمضانية.
خيمة وسط البلد: "تم تسريح الكثير من العمال بسبب وقف الحال"
"رمضان بالنسبة لينا شهر حصاد".. بهذه الكلمات بدأ السيد محروس، أحد العاملين في خيمة وسط البلد بفندق ريتز كارلتون في قلب مدينة القاهرة بين نهر النيل وميدان التحرير وبالقرب من المتحف المصري، حول مدى تأثر الجميع والخسائر الجائحة بفيروس كورونا.

وقال محروس، إنَّ شهر رمضان المبارك يشكل فرصة لعودة الرزق لجميع العاملين الذين يُحيّونَ الحفلات والسهرات داخل الخيم، وبعد عدم تمكن المصريين من التجمّع على الموائد، وإقامة السهرات معًا بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، الذي تسبب بإغلاق جميع الأماكن العامة، أثر ذلك على الجميع، فضلًا عن تسريح عدد كبير من العمالة وتقليل فُرص العمل لديهم.

وأوضح أنَّ الفندق عمل خلال هذه الفترة على الالتزام بالتدابير التي اتخذتها الجهات الرسمية لمنع انتشار كورونا، والاهتمام بصحتهم العامة، وأقاربهم وأصدقائهم، وعدم إقامة حفلات أو تنظيم خيام رمضانية مثلما كان في السنوات الماضية.

وأعرب عن أمله في أن يتمكن المصريين مرة ثانية من إقامة موائد الإفطار معًا في نهاية شهر رمضان وإحياء بعض الحفلات على الموائد الرمضانية داخل الخيم من جديد، عند تخفيف الإجراءات وتقليل نسبة انتشار فيروس كورونا.
خيمة هليوبوليس: "خيم الأعوام الماضية كانت تعج بالمصريين"
إسلام محمد أحد العاملين بفندق لو ميريديان هليوبوليس بمصر الجديدة، والذي يُنظم فيه خيمة شهرزاد الموسمية، قال إن خيم الإفطار في الفندق كانت تعج بالصائمين في السنوات الماضي، وتشهد العديد من الحفلات والسهرات المختلفة التي من خلالها تُقدم طقوس رمضاني متنوّع بين العائلات والأصدقاء، إلاّ أنَّ ومع حلول تلك الأزمة تغيّر الوضع تمامًا وأصبحنا لا نعمل نهائيًا، طبقًا للإجراءات الوقائية التي تتخذها الدولة في مواجهة فيروس كورونا المستجدّ.

وأضاف: "للأسف هذا العام لم نستطع تنظيم خيام رمضانية وموائد إفطار بسبب التدابير المتخذة لاحتواء جائحة كورونا المستجد، مشيرًا إلى أنَّ العديد كان يعتمد على شهر رمضان المبارك من كُل عام، لأنه يشكل فرصة كبيرة من الربح وزيادة في الرزق؛ إلاّ أنَّه لم يعد ربحًا مثلما كان في السنوات الماضية، إلى جانب تقليل عدد العمالة بمعظم الأماكن العامة".
عامل في خيمة ع الطاولة: "مصدر رزقنا الوحيد اتقفل"
أما علاء السيد، يعمل في خيمة "ع الطاولة" بمدينة 6 أكتوب، قال: "كل سنة كانت الخيمة مفيهاش مكان تحط رجلك فيه من كتر أعداد الناس والمصريين، عشان فيه مطاعم وكافيها قريبة من الخيمة، وكنت بشتغل شيفتين أنا وزمايلي عشان نقدر نسد على الأعداد اللي بتيجي كل يوم".

وأضاف: "لكن السنة دي مختلف، لأن كل المطاعم والكافيها قفلت الصالات ومش فاتح غير الديلفيري، والخيمة اتقفت عشان منع التجمعات بسبب أزمة كورونا، والحال وقف وتسبب لينا في خساير كتير، بعد ما كان بيجلنا كل يوم في رمضان مئات المصريين من الفطار لحد السحور".

تابع: "رمضان السنة دي مختلف عن أي سنة تانية، أنا بشتغل في خيم رمضان في شهر واحد بطلع اللي بيكفيني طول السنة، وبستنى الشهر من السنة للسنة الجاية، لكن لما اتقفلت السنة دي حالي وقف أنا وزمايلي، وصاحب الخيمة خسر كتير".

استطرد: "كانوا 30 يوم لكن بالسنة كلها كان كله خير وبركة وزرق لكن السنة دي الخيم كلها قفلت، وفيه خيم سرحت العاملين بيها، لأن شكلها كدة مش هتفتح تاني، خصوصًا لو أزمة الكورونا طولت، ومظاهر الاحتفال كلها اتأثرت السنة دي".

اختتم: "نتمنى أن السنة الجاية الحال يكون أفضل ونرجع تاني يسمح لينا بالتجمعات عشان نفتح خيم رمضان، ولأنها تعتبر مصدر الرزق الأساسي وربما الوحيد لكتير مننا خصوصًا أن أغلبنا مغتبر بينزل في شهر رمضان القاهرة عشان أكل العيش".
خيمة ريفرسايد: "الخيمة هي مصدر رزقنا الوحيد واتقفلت بسبب كورونا"
أحمد عاشور، عامل بخيمة "ريفرسايد" بالقاهرة، قال: "أزمة كورونا خلتنا كلنا خسرانين، لأن غلق الخيم الرمضانية مش بس أثر على أصحابه أو العاملين به لكن على المصريين لأنه حرمهم من أجواء رمضان اللي كلنا بنستناها من السنة للسنة".

وأوضح: "كل سنة كنا بنعمل في الخيمة فقرات وبرامج يومية وفيه فنانين متعاقدين معاهم للغناء في الخيمة الرمضانية، وبنحضر وجبات للفطار والسحور للحاضرين في الخيمة عشان يستمتعوا لكن السنة دي كل ده اتقفل بسبب الكورونا".

وأشار إلى أن الخيمة تعتبر مصدر رزقه الوحيد، والتي تكون كافية في الأيام العادية وطالها الإغلاق أيضًا بسبب قرار غلق الكافيهات والقهاوي ويتم تحويلها في العادي إلى خيم رمضان إلا أن هذا العام لم يحدث ذلك: "أنا وزميلي دي مصدر الرزق الوحيد لينا طول السنة، لكنها اتقفلت بسبب أزمة كورونا".
محمد: "كنت أحضر خيم رمضانية والآن أشاهد فقط المسلسلات الرمضانية"
أما محمد نجيب، 27 عامًا، وهو مواطن من القاهرة، وكان دائم الحضور على معظم الخيم الرمضانية في شهر رمضان، قال: "كل سنة كان لازم أروح مرة في الأسبوع أنا وأصحابي نجرب خيمة جديدة عشان البرامج بتاعتهم بتختلف من خيمة للتانية".


وأوضح: "لكن السنة دي الوضع مختلف طبعًا، لأن الخيم نفسها قفلت ومفيش تجمعات بسبب كورونا، وكلنا قاعدين في البيوت مش بنخروج، وبعد ما كنت دايمًا بروح خيم رمضان، أصبحت الآن متابع جيد لكل المسلسلات التلفزيونية بديلة الخيم الرمضانية".