رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كان الذهب يتساقط من يده».. حكايات صعود وهبوط «سلامة حجازي»

الشيخ سلامة حجازي
الشيخ سلامة حجازي

عندما أصيب الشيخ سلامة حجازي بشلل، أخذ يقوم بأدواره في التمثيل جالسا، وعندما كان يتقاضى راتبه بجنيهات الذهب كان يتساقط بعضها من بين فرجات أصابعه فيتبرع بها لعمال البوفيه.

المشهد ذكره المؤرخ الفني عبدالله أحمد عبدالله"ميكي ماوس" في كتاب "عالم النجوم"، وتابع: "الشيخ سلامة حجازي علم من أعلام الغناء المصري في القرين العشرين، وكان من رواد المسرح الغنائي المصري في هذه الفترة بما قدم تمثيلًا وغناءً من عيون المسرحيات العالمية والمحلية، وهو الذي تنبأ للشيخ سيد درويش صغيرًا بما وصل إليه وحققه فيما بعد.

وأضاف عبدالله: "كان الشيخ سلامة حجازي مؤذنًا لأحد المساجد الدينية رشيد بدمياط فسمعه بالصدفة العابرة الفنان إسكندر فرح، أحد رواد المسرح المصري المعاصر فاكتشفه وأقنعه بالغناء الفردي ثم الغناء المسرحي وذلك قبل ظهور منيرة المهدية وسيد درويش اللذين أكملا رسالة المسرح الغنائي بعد سلامة حجازي ومعهما أخوان عكاشة في العشرينات.

وواصل: "قد اقتضت مشيئة الله ولا راد لها أن يبتلى الشيخ سلامة بمرض الشلل في قمة نجاحه وتوهجه الفني وإقبال الجماهير على مسرحه، وكان مع الابتلاء لطف من الله وبه وبجماهيره، وقد أصاب الشلل يده وساقه وثقلت حركته وخطواته لكن صوته ونطقه ظلا بخير، فكان يستطيع النطق سليما في الحوار التمثيلي وفي الغناء أيضا، وكان المشاهدون يعذرونه ولا يضايقونه عندما اضطر إلى التمثيل والغناء جالسا".

وأشار إلى أنه في آخر الليل وبعد انتهاء العمل كان الشيخ سلامة يجلس لاستلام إيراد المسرح، وكان التعامل وقتها بالجنيهات الذهبية كانت يده لعجزها لا تستطيع الإطباق على النقود الذهبية فكان شيء منها يتساقط من بين فرجات أصابعه وبسخاء الفنان وبره بالمحيطين به من عمال المسرح وعمال البوفيه كان يتنازل لهم يوميا عما يتساقط من بين فرجات أصابعه حلالا لهم بنفس راضية وكانت دعواتهم له إلى الله صادقة أن يمن الله عليه بالشفاء الكامل.

وأوضح أن الشيخ سلامة توفي بالقاهرة في مقر عمله ولم يكن له مدفن بالقاهرة فقام أحد المعجبين بصوته وكان دكتور صيدلي من دمنهور اسمه الدكتور محمد فاضل ببناء مدفن لائق على حسابه للشيخ ودفن به.