رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراسة جديدة تحلل خطابات زعماء الدول لشعوبهم بشأن «كورونا»

الدكتورة نورهان موسى
الدكتورة نورهان موسى

قالت الدكتورة نورهان موسى أستاذ القانون الدولي وخبيرة العلاقات الدولية، إنه في التاريخ الحديث تعد هذه أول مرة تواجه كل دول العالم نفس الخطر أو التحدي وعليه تباينت ردود الأفعال، ولكن يمكن أن تكون هي المرة الأولى التي تكون كافة الدول على طبيعتها في التعامل، وكذلك أول مرة لاختبار حقيقي عما تصدره من مبادئ بدافع التدخلات في الشئون الداخلية أو إعطاء مميزات لأنفسهم لا يستحقونها.

وأوضحت خبيرة العلاقات الدولية، في تصريحات صحفية لها، أن فيروس كورونا ما هو إلا امتحان حقيقي لكل الأنظمة سواء في الدول المتقدمة أو النامية لنجد أن معظم الدول التي نادت وتفاخرت بتطبيقها لحقوق الإنسان والتنظير على غيرها، نجدها في أول اختبار تحت ضغط بعيدة كل البعد عن هذا، مؤكدة أنه بتحليل بعض الخطابات والقرارات يتبين من يحقق مبادئ حقوق الإنسان، ومن يتاجر بها لتحقيق مكاسب سياسية.

وفي دراسة جديدة لها، حللت موسى، خطاب رئيس الوزراء البريطاني وتابعت: "نجد ألفاظ الخطاب العام الموجة للشعب لا يصنف أبدا بتماشية مع أي من مبادئ حقوق الإنسان ولقي الخطاب موجة من الذعر والخوف، وكذلك غضب من الألفاظ المستخدمة في خطاب جونسون وعليه لم يشعر المواطن أنه الأولوية الأولى لدولته، ولكن اتسم الخطاب بلغة سافرة وجامدة مفتقد لأي من مبادئ الإنسانية" على حد قولها.

وفيما يتعلق بالخطاب الأمريكي، كشفت خبيرة العلاقات الدولية، أن الخطاب الأمريكي لم يصب في مصلحة المواطن الأمريكي وفقد هدفه ولكن حقق هدف ترامب وهو إلقاء اللوم والضغط أكثر علي الصين، وجاء جليا في نعت الكورونا بالفيروس الصيني. كافة المؤتمرات او التصريحات والتويتات الصادرة عن ترامب وإدارته ما هي الا اكتراث للوضع الاقتصادي التي لا طالما يراهن عليه لخوض الانتخابات المقبلة دون الاهتمام بالمواطن الأمريكي كأولوية أولى، وبالتالي بعيدا عن مواثيق حقوق الانسان التي طالما تفاخرت أمريكا بها، وتناست دورها تجاه العديد من الدول مثل ايطاليا.

أما بالنسبة للخطاب الفرنسي، كان هدفه فقط هو رفع شعبية ماكرون بين الشعب الفرنسي، ولكن كإحدى الدول الرائدة في الاتحاد الأوروبي والتي دوما ما أعطت دروسا عن حقوق الإنسان، نجد ليس هناك أي تطبيق لتلك الدروس والمبادئ بل القمع والذي ظهر بشكل واضح منذ ما يعرف بثورة السترات الصفراء.

ومع الوضع الراهن التي تمر بها إيطاليا وإسبانيا والنمسا، نجد أن ألمانيا اهتمت بنفسها فقط مما أدى إلى موجة غضب في إيطاليا من ألمانيا وفرنسا وأمريكا، معتبرة أن ذلك يبعد تلك الدول عن كونهم دول قائدة، مضيفة أنها لا تستبعد بريكست آخر بعد مرور الأزمة العالمية داخل الاتحاد الأوروبي بسبب موجة الغضب بين دول الاتحاد.

وبالنظر إلى المشهد المصري، أشادت "موسى" بأداء الدولة المصرية بتطبيق مبدأ دولة المؤسسات واتخاذ حزمة من الاجراءات الصحية والاجتماعية، وكذلك الاقتصادية مع اعطاء بيانات يومية عن الوضع الراهن، وكيفية مجابهته.

لنجد الخطاب المصري الذي قام به الرئيس عبدالفتاح السيسي بدوره القائد والإنسان يتحدث إلى شعبه في ظل أزمة عالمية بحيث احتوى خطابه على كلمات تحفيزية للشعب المصري مع أسلوب هادئ مدرك للوضع وبث روح الطمأنينة، ولم يكتف الرئيس بإرسال رسالة اهتمام على المستوى الداخلي، ولكن على المستوى الدولي من خلال مؤازرته للصين وإيطاليا ثم مساعدات إلى غزة وذلك باسم الإنسانية.