رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«اشكمها».. كلمة الوعيد في مفردات الحارة المصرية

الحارة المصرية
الحارة المصرية

اشْكُمها، هى واحدة من مفردات الحَارة المصرية تقال غالبًا للمرأة المنفلتة، وهى كلمة تهديد مصحوبة بالوعيد، فيقولها الشخص لابْنته أو شقيقته أو زوجته إن صدر منها فعل مَعيب بقصد التخويف إنتِ عاوزه اللى يُشْكمك.

وكلمة يشكمك مشتقة من الشَّكيمة وهي حديدة في لجام الفرس يشدها الخيّال، لكي يوقف فرسه؛ حتى لا يتحرك، وتقال من قبل شاب لغريمه وقت الشدة "لو مسكتش هقوم أشْكمك، وهناك كلمة أخرى تقال فى الحارة المصرية تتقارب مع كلمة أشْكمه في الحروف والمعنى وهي كلمة كشّمْتله أى تعاملت معه بحدة؛ حتى يرجع عن غيّه، وفي الحقيقة مفردات التهديد فى الحارة المصرية كثيرة منها فرْملته وهى مشتقة من الفرامل وهي تفي بنفس الغرض وهو التوقيف، وكلمة ثبّته أى منعته من الحركة، كما تقال هذه المفردة وقت وقت السرقة، فيقال فلان قابلوه جماعة ثبّتوه واخدوا اللى معاه، والمقصود منها أوقفوه عن الحركة بقوة السلاح.

ومن عبارات التهديد، أيضًا، عبارة علّمت عليه، وجاءت هذه العبارة من أفواه البلطجية الذين يتركون جرحًا في وجوه خصومهم ليتركوا بها أثرًا يسمونه علامة، فيقولون علّمت عليه علشان أكسر عينه.

ومن مفردات التهديد فى الحارة المصرية كلمة زنْجفته، وهى تعادل كلمة علّمت عليه أو أصبته، رغم أن هذه المفردة تستخدم بمعنى هندمته أو جعلته منضبطًا، وهذا ليس غريبًا على الحارة المصرية التى تستخدم بعض المفردات بأكثر من معنى، ومن سياق الكلام يفهم المعنى المقصود، عمومًا عبارات التهديد والوعيد متأصلة داخل الأماكن الشعبية، خاصة الحواري، وهذا لن تجده فى الأماكن الراقية أو حتى فى الصعيد أو الدّلتا بنفس الكيفية أو بنفس المفردات، ما يدل على أن الحارة القاهرية تشتق مفرداتها بنفسها بعيدًا عما يحيط بها من الجنوب أو الشمال، وهذا يحسب لها ويحسب عليها فى الوقت ذاته.