رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأديبة الكبيرة سلوى بكر تخص «الدستور» بفصول من مذكراتها

 الأديبة سلوى بكر
الأديبة سلوى بكر

هذا الحديث ليس كمثله حديث لها من قبل، فهى دائمًا ما ترفض الإفصاح عن جوانب إنسانية بمسيرة حياتها، وترى أن أى سيرة ذاتية فى الوطن العربى تكون بعيدة عن الحقيقة يشوبها «الإفك».
إنها الأديبة سلوى بكر، التى تخص «الدستور» بمقاطع من سيرتها الذاتية، التى دائمًا ما ترفض الحديث عنها لكنها فى تلك المرة اختارت أن تمزج بين الأحلام والآمال، وفى الوقت ذاته تحاكم الماضى وهى تقف على باب الحاضر بنظرة إلى المستقبل، كاشفة عن رأيها فى قضايا عديدة، أهمها رؤيتها لواقع الثقافة وحال المثقفين وغيرها من الأمور.

دخلت «علمى» نزولًا على رغبة أهلى.. والتحقت بكلية التجارة رغم كرهى الشديد «لغة الأرقام»
بمجرد أن جلسنا معًا وأخذنا وضع الاعتدال، تمهيدًا لبدء الحوار، وجدتها تبادر بسؤالى: عايز تسأل فى إيه؟.. ما آخر عمل قرأته لى؟.
الإجابة كانت: بالنسبة للجزء الأول من التساؤل فأنا دائمًا مشغول بالسؤال عن الإنسان؛ فمن تاريخ الفرد يسهل التأريخ للأوطان، فسيرة الكاتب ليست إلا لبنة من التفاصيل المختلفة تتكامل مع بعضها لتُشكل لاحقًا جدارًا مهمًّا فى بناء الحياة الواسع والشائك فى آن.
أما بخصوص الجزء الثانى من الاستفسار السابق، رواية «البشمورى» هى آخر ما قرأت، وأزيد: تقريبًا لم أقرأ لكِ غيرها لسببين؛ الأول هو ضيق الوقت منذ أن تم تكليفى بإجراء هذا الحديث، والثانى هو أننى لست محررًا ثقافيًا بالمعنى التقليدى، أنا فقط أمارس فعل الكتابة فى عالم الصحافة من ساحة الثقافة.
عادت هى للكلام قائلة: فى كل أحاديثى الصحفية أرفض مطلقًا الحديث عن سيرتى الذاتية أو الاستغراق فى التفاصيل الإنسانية؛ لأن معظم من يكتب عن سيرته الذاتية أو يتكلم عنها هنا فى عالمنا يكون الحديث إفكًا من أول نقطة وصولًا لآخر شربة، فالجميع يتعامل باعتباره ملكًا أو رسولًا عاش حياته معصومًا من ارتكاب الخطأ، وقضى عمره وهو بعيد عن اقتراف الخطايا.
قلت لها: الحديث عن الماضى والمسيرة هنا سيكون من باب الفكر وليس بالكلام عن رحلة الجسد؛ وليكن سؤالى الأول: ما العوامل التى شكلت تكوينك الثقافى والأدبى؟
أجابت: القراءة هى التى إليها يعود الفضل فى تكوينى الفكرى والثقافى، منذ مرحلة الطفولة وأنا شغوفة بالمعرفة فى عالمى الخاص المتمثل فى منزل الأسرة، وفى الوقت ذاته أيضًا كان المناخ العام محفزًا ومشجعًا ومتوافقًا أيضا مع تلك الأجواء الخاصة، فالمدرسة فى المرحلة الابتدائية كان كل فصل فيها يحتوى على مكتبة خاصة متاح بها جميع مؤلفات رائد أدب الأطفال كامل كيلانى وكثيرين من أدباء عصره وزمانه، ونفس الحال كان حاضرًا خلال المرحلة الإعدادية.
وقت انتهائى من مرحلة التعليم الثانوى وجدت نفسى أمتلك حصيلة معرفية ولغوية كبيرة وثرية، سببها انخراطى فى مطالعة جميع أعمال الكتّاب العرب ومن بعدهم عدد من الروائيين الغربيين أمثال «تشيخوف» و«دوستويفسكى» وغيرهما من الأدباء الروس تحديدًا، خاصة أن تلك المرحلة كانت مصبوغة بطابع اشتراكى.
بعد تلك الفترة كان من المفترض أن أذهب إلى كلية الآداب، باعتبارها الأنسب لأفكارى، لكن ثمة شعارًا كان مرفوعًا حينها يقول: «الأغبياء هم من يذهبون إلى القسم الأدبى»، بجانب أن العائلة كانت تعتبر ذلك عارًا لا يمحوه الزمن؛ وبالتالى قررت دخول القسم العلمى نزولًا على رغبتهم، ومن بعد التحقت بكلية التجارة رغم كرهى الشديد لغة الأرقام، ثم التخرج لاحقًا والعمل مفتشة تموين، لكن بعد أن اطمأنت قلوب الأهل لتلك الخطوة قررت أن أستعيد شغفى القديم مجددًا، فاتخذت قرارى بالالتحاق بمعهد فنون مسرحية.
لم أرتبط بأى شاب خلال مرحلة المراهقة لأننى أحتقر من لا يحبون القراءة.. وعشقت «بن بلة»

أثناء دراستى بكلية التجارة حدث تحول كبير فى أفكارى، فالسنة الأولى داخل أسوار الجامعة حدثت نكسة يونيو، وكانت صدمة ما بعدها صدمة لجيل بأكمله، وسبب تلك الصدمة التى اجتاحت مشاعرنا وسلبت عقولنا هو عدم تفريقنا بين العام والخاص؛ فمثلا الأغنية الوطنية تعاملنا معها وكأنها أغنية عاطفية وكذلك الحال فى بقية الأمور، أما السنة الثانية فقد شهدت مظاهرات الطلبة بعد صدور أحكام الطيران؛ وقد اشتركت فى جميع تلك المظاهرات التى عادة ما كانت تحدث خلالها اشتباكات شديدة.
وعلى الرغم من هذا الغمام، الذى كان ظاهرا إبان فترة ما بعد النكسة، فإننا كأبناء لهذه الفترة لم نفقد الثقة ظاهرًا أو باطنًا فى شخص الزعيم «عبدالناصر»، وما زلت إلى الآن أراها أهم وأفضل حقبة فى تاريخ مصر المعاصر، فقد تحققت على يدى هذا الرجل ثلاثية الكرامة وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية، وهو ما لم يحققه أحد من قبله.
حتى الذين يأخذون عليه غياب الديمقراطية فى عصره، أقول إنه لا ديمقراطية فى وجود الجوع، والذين يتشدقون بفكرة غياب الحريات العامة فهذا الكلام مردود عليه بأن الحرية العامة تبدأ من احترام الحريات الخاصة، التى نمتلك ميراثًا من عدم تقديرها بما يليق أو احترامها بما يكفى.
هذا الاعتقاد والرأى الذى أؤمن به تجاه الزعيم الراحل وعصره سببه الوعى الذى تكون بداخلى عبر مرجعيات معرفية مختلفة ومتنوعة، وهو ما عصمنى من فخ الوقوع فى ضبابية الرؤية لما يدور حولى مثلما حدث لكثيرين غيرى، فأنا وأمثالى لم تغب عنا حقيقة الصراع الدائر فى مصر، وهو عبارة عن صراع بين قوى أجنبية استعمارية تحاول هزيمة القوى الداخلية التى تستند إليها الدولة المصرية، ففى كل اللحظات التى يخرج فيها المارد المصرى من القمقم تبدأ على الفور تلك الكيانات التى تكمن جذورها وتعود للحملات الصليبية فى صياغة مشاريع تُلجم وتحد من هذا الانتشار الذى تريده مصر لنفسها، والأمثلة على ذلك كثيرة أهمها دولة إسرائيل، التى أعتقد أن أحد الأهداف الرئيسية لنشأتها هو استنزاف مصر طيلة الوقت، وهو ما حدث ويحدث على الأرض.
وأعود إلى نقطة الوعى فأقول إننا بحاجة إليه دائمًا وأبدًا، لكنه يحتاج إلى عوامل محفزة لتكوينه، أهمها القراءة؛ وأنا بشكل شخصى مدينة لها بالكثير، على الرغم من أنها أحدثت لى مشاكل عدة فى بعض أطوار حياتى، فمثلا فى مرحلة المراهقة لم أدخل فى علاقة مع شاب أو صديق مثل بنات جيلى؛ فقد كنت أحتقر معظم من حولى لأنهم لم يكونوا من محبى القراءة، وذات مرة فى مؤتمر الرواية قلت إن الزعيم الجزائرى أحمد بن بلة هو الشخص الوحيد الذى عشقته فى شبابى، باعتباره زعيمًا ثوريًا مثلما يجب أن يكون.
القضية الفلسطينية سر انضمامى لكتائب المقاومة فى بيروت
3
لا تفخر سلوى بكر بشىء فى رحلتها الممتدة عبر الزمن مثلما تزهو بالفترة التى قضتها فى بيروت فى أحضان المقاومة، تحمل السلاح بيد وتحمل القلم باليد الأخرى.. لكن ما الدافع الذى يجعل فتاة تتخذ هذا القرار شبه الانتحارى، خاصة أنها وقتها كانت فى مرحلة ربيع الشباب من عمرها؟
تُجيب: ذلك كان حلمًا كبيرًا آنذاك بالذهاب إلى هناك، ولم يكن حلمى أنا وحدى، بل كان حلم معظم بنات المنطقة العربية، فعندما ذهبت إلى بيروت قابلت شابات من الجزائر وسوريا ومن جميع أنحاء الوطن العربى، والسبب فى خطوتنا الجريئة تلك كانت القضية الفلسطينية، فقد كانت قضية عربية بامتياز وقتها، عشنا كوابيسها وكواليسها كجيل لحظة بلحظة، ونحن لم نكن نفرق بين الحلم العام والخاص، ولأننا كنا نأمل فى حياة أفضل كالتى صورها صلاح جاهين بقوله «تماثيل رخام على الترعة وأوبرا»، أقدمنا على تلك المغامرة.
هذه الفترة أعطتنى أكثر مما أخذت منى؛ فوقتها كانت بيروت بوتقة صغيرة يوجد بها كل التيارات الثورية فى العالم، لكن الأهم أنها كانت منطقة محررة على كل المستويات، سواء على المستوى الشخصى أو العام، وهذا كله منحنى مزيجًا من الخبرات الإنسانية المتنوعة، بالإضافة إلى المساهمة فى خلق وعى سياسى حقيقى لشخصى، يتمثل فى التخلص من جرعات الأوهام والقيم الإنسانية المتخلفة مثل اعتبار المرأة مفعولًا به وليست فاعلًا، وزاد عندى اليقين بأن نظامى السادات ومبارك هما بالفعل أسوأ الأنظمة التى مرت على حكم مصر، فقد قتلا الحلم والأمل والشغف فى نفوس أجيال كثيرة.

عملى مفتشة تموين أتاح أمامى رؤية المجتمع من القاع... ومشاهد البؤس ألهمتنى خيالًا فى الكتابة
الحياة المعقمة التى عاشتها سلوى بكر فى بيت أبيها مثلما تصفها دائمًا وعملها مفتشة تموين، أمران كانا كفيلين بوأد حلمها فى التحول نحو الكتابة وامتهان العمل الأدبى، لكنها فى لمحة نجحت فى أن تتمرد على ظروفها وعلى وقائعها، لتكون المحصلة فى النهاية العشرات من القصص والروايات.. فكيف حدث هذا؟
تقول: الحياة المنغلقة التى عشتها فى بيتنا ولدت لدىّ شعورًا بالاستغناء الدائم، فأنا لم يداهمنى مطلقًا الشعور بالغيرة من أحد، ولذلك عندما بدأت فى الكتابة كان لدى شعور بالاستقلالية بقلمى، فرغم أننى كنت معجبة بكتابات كثيرين، غير أننى لم أذهب لتقليد أحد منهم، وكذلك عملى كمفتشة تموين أفادنى كثيرًا، فقد ساعدنى على الاحتكاك بعوالم أوسع وأرحب، أتاحت أمامى رؤية المجتمع بصورة أوضح من القاع، حيث شاهدت صورًا أخرى من البؤس ألهمتنى خيالًا آخر فى الكتابة.
والكتابة بالنسبة لى هى نوع من الهواية ونغمة مليئة بالمتعة، فعندما أكتب لا يعنينى لمن أكتب، لا أضع فى بالى النخبة ولا يشغلنى العامة ولا أفكر فى القارئ؛ لأننى دائما أخاطب قارئًا مجهولًا لا أعرفه، بجانب أننى دائمًا أكتب لأننى أريد أن أستمتع بالكلمة، وتلك حالة تلازمنى طيلة حياتى، وعندما بدأت فى الكتابة لأول مرة لم أخطط أبدًا لإصدار القصص، ولولا الصدفة لما حدث ذلك أبدًا، وهنا يتجلى دور الكاتب الصديق شعبان يوسف فى تلك الحادثة الغريبة. فى وقت ما كان «شعبان» بصحبة رفعت سلام يستعدان لإصدار مجلة «كتابات»، وبينما كنا جلوسًا سألنى: تعرفى حد بيكتب قصص؟ فأجبته: أنا؛ فطلب منى الاطلاع عليها، وحين قرأها أعجب بها، فمنحها ليحيى الطاهر عبدالله، فطلب لقائى، فالتقيته وبدأ أول سطور حكاية الأديبة سلوى بكر. ودائمًا أرى أن الجانب الإنسانى فى الكتابة هو الذى يجعل القارئ من أى جنس أو اتجاه مقبلًا على القراءة، وقد اختبرت نصوصًا كتبتها فى ذلك، وحدث أننا كنا فى أحد المؤتمرات بمدينة «باليرمو» فى إيطاليا، حينها تعرفت على أحد الأشخاص يدعى «ألدو» يعمل هناك مترجمًا، ومنحته إحدى رواياتى الصغيرة، وكان عنوانها «أرانب» وجدته يُرسل لى بعد شهرين خطابًا يشكرنى فيه، وهو يقول: شعرت بأن البطل يعبر عن مشاكلى. وأيضًا عندما تمت ترجمة «العربة الذهبية لا تصعد إلى السماء» إلى اللغة الألمانية تكرر نفس الموضوع من جانب إحدى القارئات الألمان.
الكاتب يجب أن يكتب للجميع وعن الجميع، وليس هناك قانون يقول بأن صاحب أى قلم عليه أن يكتب هذا ولا يحق له أن يكتب ذاك؛ فمثلًا أعمالى عبارة عن تنويعات تجمع بين القصص القصيرة والرواية التاريخية مثلما حدث فى «البشمورى»، ففضاء الكتابة واسع وبلا ضفاف ومشروع لأى كاتب الكتابة عن المرأة والإنسان والمسرح، فأنا أحاول طرح أسئلة التاريخ من خلال التأريخ؛ لكن يبقى القاسم المشترك الأدنى فى كل كتاباتى هو الحديث دائمًا عن المهمشين والمستبعدين؛ فأنا أسعى إلى النظر فى العلاقة بين المتون والهوامش الاجتماعية بحكم التأمل الإنسانى.

الثقافة المصرية تشهد ميلادًا لجيل جديد من الكتَّاب أمثال منى الشيمى وضحى عاصى
بعد انتهائها من الإجابة السابقة، وبينما هى تلتقط أنفاسها حدثتها مبينًا: لم يتبقِ كلام فى هذا اللقاء الطويل إلا أن نخوض ولو قليلًا فى الشأن الثقافى فسألتها: هل الثقافة فى مصر والوطن العربى تعيش أزمة حقيقية؟
قالت: لا يوجد شىء اسمه أزمة؛ الثقافة حاضرة فى الحياة وستبقى موجودة، لكن ما نحتاج أن نشغل أنفسنا به هو فكرة الجدوى الثقافية؛ بمعنى أننى عندما أقوم بإصدار رواية لا يجوز أن يكون ذلك هو الغاية، لكنه يجب أن يكون ذلك هدفًا نحو إحداث تغيير إيجابى فى المجتمع، وليس شرطًا أن يتم ذلك بشكل عاجل لكنه من الجائز أن يتحقق على المدى البعيد.
فهناك مقولة رائجة تقول إن الكتاب الجيد هو العمل الذى حين تقرأه تصبح على نحو مغاير لما كنت عليه قبل قراءته؛ وفى كل الأحوال وغالب الأحيان يجب أن يكون سؤال الجدوى الثقافية حاضرًا وبارزًا، لأنه بدونه تصبح الثقافة مجرد ديكور يُزين ويُجمل شكل الأنظمة الحاكمة لا أكثر من ذلك ولا أقل من هذا. لكن هناك نقطة فاصلة فى موضوع الجدوى الثقافية يتمثل فى حاجتنا إلى مثقف حقيقى قادر على إنتاج أفكار تُعين المجتمع على التطور والتقدم إلى الإمام، والمثال على ذلك ما فعله الشيخ على عبدالرازق فى كتابه «الإسلام وأصول الحكم»، عندما أطلق دعوة مبكرة دعا فيها لفصل الدين عن المجتمع والفضاء العام لكى يتقدم الوطن، فهو هنا يطرح فكرة بالغة الأهمية، لو انتبه الجميع لها لتغيرت أمور وأشياء كثيرة، وهكذا دومًا المثقف يجب أن يكون صاحب رؤية مختلفة تدفع البلاد إلى الأمام. ولذلك دائمًا ما أقول وأؤكد أن الثقافة الحقيقية تدفع الدولة إلى الأمام، والدليل على ذلك تجربة الراحل العظيم ثروت عكاشة، الذى نجح فى صياغة مشروع ثقافى متوافق مع رؤية النظام الذى ينتمى إليه، فالمشروع الناصرى كان يهدف إلى بناء إنسان له رؤية جديدة وفكر مختلف يتناسب مع شعارات تلك المرحلة المتمثلة فى المساواة والانفتاح الإنسانى، وهو ما تحقق باستخدام أدوات الثقافة المختلفة، فحفلات الأوبرا ودور السينما والمسارح كانت متاحة أمام جميع فئات المجتمع دون استثناء. لكن هذا الوضع اختلف كثيرًا فيما بعد؛ فمثلًا خلال فترة الوزير فاروق حسنى كان هدفه هو أن تكون الثقافة فى خدمة السياحة ولا أمر غير ذلك، وتقلص كثيرًا دور قصور الثقافة، بينما الآن الوزيرة إيناس عبدالدايم ليست إلا سيدة تقوم بوظيفة ثقافية وإن كانت تسعى لإنجاز شىء ما، وخلال الفترات الماضية تم استبعاد المثقفين من إدارة العمل الثقافى وإسنادها لموظفين فى وضع معكوس، فالثقافة تُدار بمثقفين وليس بموظفين.
وختاما؛ أقول إن الثقافة المصرية الآن تشهد ميلادًا لجيل جديد من الكتَّاب أمثال منى الشيمى وضحى عاصى وغيرهما؛ لكن ما أعتقد فيه بصورة كبيرة وجود العشرات بل المئات ممن ينتظرون أن تمنح لهم الفرصة وأن تسنح أمامهم فرضية التعبير عن أنفسهم، لكن هذا لن يحدث طالما بقيت الأمور على وضعها الحالى، التغيير يجب أن يبدأ من على أرفف مكتبات قصور الثقافة المنتشرة بالأقاليم، التى تبدل حالها تمامًا خلال السنوات الماضية، فبعد أن كانت تحتوى على مؤلفات العظماء من المفكرين تغير حالها وصارت كتب المشايخ وعلماء الدين محتلة المشهد فى ردة قاسية.
عُينت مفتشة تموين