عندما كان شارع عماد الدين قبلة الفن في القاهرة

كنا طلبة بالأسكندرية في الثانوية أو الجامعة وكانت أمتع رحلة لنا٬ هي الرحلة إلي القاهرة وزيارة الهرم ومسرح الريحاني وشارع عماد الدين٬ والذي كان مضيئا إضاءة جذابة للزوار وصاخبا بالحركة والبهجة٬ وبه من المقاهي والمطاعم والكافتيريات أماكن إكتسبت أسماؤها شهرة كبيرة ومنها الكورسال وسان جيمس ومقهي سفنكس وغيرها٬ وكان شارع عماد الدين مركزا لإشعاع هذا النشاط وكان مقصدا للجمهور والمتنزه الثقافي للقاهرة. يواصل الكاتب المسرحي "ألفريد فرج" حديثه عن شارع عماد الدين الذي تحول من أكبر وأشهر تجمع للمسارح ودور السينما الكبري٬ إلي بيع الماكينات الزراعية والصناعية٬ كما تحول شارع الفجالة من مركز إشعاع ثقافي حضاري إلي شارع الأدوات الصحية!

وفي مجلده المصور عن التطور العمراني لمدينة القاهرة يقدم لنا مؤلفه "فتحي حافظ الحديدي" ثبت تاريخي بدور المسارح والسينما في شارع الفن وهي من الشمال إلي الجنوب أي من طرفه بشارع رمسيس إلي طرفه الأخر بشارع ٢٦ يوليو: في مايو ١٩١٢ إفتتحت دارسينما بيجال الموجودة الآن في رقم ٢٥ شارع عماد الدين وكانت في بدايتها آنذاك تعرض أفلاما أجنبية. وفي مطلع١٩١٩ أفتتح مسرح ماجيستك وكان تمثل فرقة عليه علي الكسار٬ وقد بلغ من قوة هذا المسرح أنه كان يصدر مجلة شهرية مصورة أسمها "التياترو" وفي أواخر ١٩٣٨ أستأجرته الراقصة بديعة مصابني وسمته بأسمها.ثم أستأجرته الراقصة ببا عز الدين وسمته بأسمها حتي تركته في أوائل ١٩٢٤ إلا أنه تحول في ١٩٤٧إلي سينما ماجيستك وعام ١٩٦٠ ضمت إليه سينما ليدو الحالية.

مسرح الإجيبسيانة وقد أنشئ مكان مقهي وقد أفتتحه نجيب الريحاني ١٩١٧وفي عام١٩٢٢ تحول إلي السينما الوطني وفي ١٩٢٣ أعيد بناؤه باسم مسرح برنتانيا٬ وعليه غني مطرب الأجيال محمد عبد الوهاب٬ وفي ١٩٢٥ تحول إلي سينما كابيتول٬ وفي ١٩٥٣ أعيد بناؤها في نفس مكانها باسم سينما ليدو

وفي ١٩٩٨ أحترقت وأغلقت لمدة أكثر من١٠ سنوات٬ ثم أصلحت.وفي ١٩١٢أنشأت مدام مارسيل كازينو دي باري ثم أستأجره نجيب الريحاني حيث مثلت عليه فرقته٬ وفي ١٩٢٦تحول إلي سينما تريمف وفي مارس ١٩٣٨أستأجرتها شركة مصر للتمثيل والسينما وقامت بعمل تعديلات وتجديدات حتي أصبحت من أحدث دور السينما ذاك الوقت وزارها الملك فاروق مايو١٩٤٥لمشاهدة فيلم"سلامة"لأم كلثوم٬ وفي أواخر١٩٥٦أغلقت لمدة عام وفي أواخر١٩٥٨أفتتحت مرة ثانية باسم سينما ريتس٬ وفي أواخر١٩٦٥ توقفت عن العرض حتي الآن.

مسرح سميراميس وقد عملت عليه فرقة أمين صدقي ١٩٢٦ثم أستأجره حافظ نجيب١٩٢٧.مسرح أوبرا ملك وكان شرق شارع الخور وهو الموازي لشارع عماد الدين من الجهة الشرقية٬وقد أفتتحته صاحبته المذكورة عام١٩٤٢.

مسرح عباس وكان يقع عند الناصية الجنوبية الغربية لتقاطع عماد الدين مع نجيب الريحاني٬ أنشئ في عصر الخديوي عباي حلمي الثاني ١٩٠٦ثم جري هدمه وإعادة بنائه وأفتتح١٩٠٩وفي ١٩١٧أستأجرته شركة جوزي فيلم وحولته إلي سينما كوزموجراف٬ وفي ١٩٣٣أعيد أفتتاحها باسم سينما كوزمو٬ وفي نوفمبر ١٩٤٨حدث إنفجار بالقرب منها أحدث بها تلفيات كبيرة ومن ثم هدم ثم بنيت عمارة كبيرة باسم مبني "يونيكو". مسرح رمسيس في حارة علي الكسار الحالية وكان سينما راديو ثم حوله يوسف وهبي إلي مسرح رمسيس المعروف والذي إفتتحه ١٩٢٣وقد إستمرت فرقته تعمل عليه حتي ١٩٣٥.

مسرح ريتس أومسرح نجيب الريحاني حاليا وكان صالة اسمها صالة "راديوم" وكانت شريط من الأرض بحذاء حارة علي الكسار الحالية٬ وتمتد ما بين عماد الدين حتي تلاصق مسرح رمسيس٬ وقد أستأجرها نجيب الريحاني من مالكها المسيو عاداه٬ وبدأ في أغسطس١٩٢٦في بنائها مسرحا وبدأ التمثيل عليه١٩٢٦وبعد أن ترك يوسف وهبي مسرح رمسيس المجاور له ضم إلي مسرح ريتز لنجيب الريحاني.

مقهي رمسيس أو مقهي الفن عند الناصية الأخري من حارة علي الكسارالحالية مع عماد الدين وكان ملء السمع والبصر في العقود الأولي من القرن العشرين وكانت مساحته كبيرة٬ يرتاده الأدباء والفنانيين والكومبارس٬ منهم: محمد تيمور والدكتور حسين فوزي وزكي طليمات ومن الفنانيين عزيز عيد٬ روز اليوسف وفاطمة رشدي وأمينة رزق وزينب صدقي أحمد علام دولت أبيض ومن الكتاب الصحفيين محمد التابعي فكري أباظة ومحمد عبد المجيد حلمي صاحب مجلة المسرح ومحمد علي حماد٬ كما كان يجلس عليه من شباب أسرة مجلة أبوللو منهم: طه حسين٬ توفيق الحكيم٬ أحمد زكي أبو شادي٬ وأحمد رامي وقد أصبح حاليا محلات لشركة بافاريا لطفايات الحريق.

سينما ماجيك ماتوسيان أنشأت١٩١٩وفي أواخر١٩٢٣تغير اسمها إلي سينما جومون وفي ١٩٥١أعيد إفتتاحها باسم سينما فيمينيا وفي ١٩٦٠تغير اسمها إلي سينما كابيتول ثم أصبحت حاليا سينما كريم
عند ناصية شارع سليمان الحلبي كانت توجد سينما تحولت إلي مسرح الهمبرا ثم تغير اسمها إلي سينما لوكس ثم تغير إلي سينما كوزموس الحالية. أنشئ بجوار السينما السابقة ١٩١٣سينما فيوليه وفي١٩١٧ تغيرت لسينما بيكاديللي٬ يجاورها سينما الكورسال الصيفية ثم تغيرت للمسرح الكوميدي٬ ثم أجريت عمليات تجديد وأفتتح باسم مسرح محمد فريد وحدث أن إحترق١٩٨٢وفي ٢٠١٠ بني مكانه دار سينما رينسانس الحالية.

مسرح الكورسال القديم وكان في الجانب الغربي من عماد الدين أنشأه المسيو دلباني١٩١٣وكان أكبر مسرح بالقاهرة٬وقد مثل عليه نجيب الريحاني وغنت عليه أم كلثوم٬ وقد هدم وبني مكانه عمارة رقم١٠شارع الألفي أسفلها شركة "عدس" في نفس مكان المسرح تغير أسمه في 2010 إلى النيل ستوك.

سينما كليبر وكانت عند الناصية الغربية لشارع فؤاد وفي١٩٥٦حدث إنهيار في مبناها فتركت خربة عدة سنوات ثم بني مكانها فندق كايرو خان الموجود حاليا. سينما ريجينت كانت عند الناصية الشرقية لشارع فؤاد وقد هدمت وحل محلها حاليا عمارة أسفلها ممر تجاري وعند ناصيتها محل الطرابيشي الذي ضم لشركة صيدناوي٬ والسينماتان الأخيرتان ضمن شارع محمد فريد الحالي عماد الدين سابقا وهذا ما جعل شارع عماد الدين يسمي منذ نشأته هنا بشارع الفن.