رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من مطهر للحلاقة إلى مواجهة كورونا.. حكاية كولونيا «555»

كولونيا 555
كولونيا 555

مرت على المصريين، العديد من أنواع العطور المختلفة، ولكنها ظلت مميزة بلونها الأصفر وزجاجتها وعلامتها، التي حفرت في عقولهم، لذلك أصبحت ذات طابع خاص في نفوس المصريين، إنه عطر "كولونيا 555".

ففي سط حالات الذعر المنتشرة بين المواطنين في جميع أنحاء العالم، نتيجة لانتشار فيروس كورونا بشكل سريع، وهو الأمر الذي جعل المواطنين يحاولون حماية أنفسهم باستخدام المطهرات وأدوات التعقيم، ووسط بحث العالم عن مطهرات للوقاية من كورونا، لجأ المصريون إلى استخدام "كولونيا 555"، كونها عطر بالليمون من أجل البحث عن وقاية لهم من كورونا في التعقيم والتطهير بهذا العطر الليموني.


وأشتد الزحام في الصيدليات ومحلات المنظفات على كولونيا 555؛ وأعربت مرام إسماعيل؛ دكتور في إحدى صيدليات مدينة حلوان؛ عن دهشتها من إقبال المواطنين على شرائها، مضيفة في تصريحات لـ"الدستور" أن الإقبال تزايد عليها لانها تحتوي علي ليمون والذي يساعد على قتل الفيروسات والبكتريا.

ومن جانبه؛ قال أحمد عبد الرازق؛ صاحب محل منظفات إنه فور وصول كولونيا 555 إلى محله انتهى من بيعها؛ مبينا أن هذا الأمر لم يحدث معه من قبل، وأنه فور الانتهاء من بيع من كولونيا 555؛ مع تزايد بحث المواطنين عنها؛ أخبرهم أنه طلب كميات أخرى من المصنع من أجل توفير احتياجات المواطنين.

وبدأت قصة "كولونيا 555"، على يد حمزة الشبراويشي، الذي ولد في قرية (شبراويش) ولم يكن لديه شيئا سوى موهبته الفريدة في صنع "أسنسات" العطور، وفي البداية استقر في منطقة الحسين وافتتح محلا صغيرا لبيع العطور التي يصنعها بيديه.

وعرف صانع "كولونيا 555" النجاح سريعا وافتتح فرعا في الموسكي ثم وسط البلد، ثم قرر أن يتحول معمله الصغير إلى مصنع، فاشترى قطعة أرض صغيرة في دار السلام وكلما توافر لديه بعض المال كان يشتري قطعة مجاورة لتوسعة المصنع.

وأعتاد "الشبراويشي" زرع الليمون الذي يستخدمه في تصنيع الكولونيا، وكان الملك فاروق يقدم سنويا جائزة لأفضل حديقة منزل، وكان منزله في المعادي بقطعة أرض حوالي فدان تفوز بالجائزة كل عام، وفي عيد الأم كان يقيم نافورة في أرض المعارض بالجزيرة تضخ الكولونيا طوال اليوم.

وأصبحت منتجات "الشبراويشي" جزءا هاما وثابتا فى حياة المصريين ومنها: الكولونيا وبودرة التلك ومستحضرات التجميل، ونتيجة لخدماته ومنتجه الضروري، نال عطر "كولونيا 555" إعجاب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والذي كان يستبعد اسمه عن قرارات التأميم، كونه كان يمثل مصر بصناعة وطنية.

وذاع صيت "كولونيا 555"، حتى أصبح الشبراويشي يصدرها إلى العديد من الدول العربية، والتي كانت أهمهما لبنان، والتي أقام بها مصنعا صغيرا لتصنيع العطور كبداية جديدة له خارج مصر.