رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البيان الختامي للمؤتمر الدولي «الإمام الماتريدي» في أوزبكستان

نظير عياد
نظير عياد

ألقى الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، اليوم الأربعاء، البيان الختامي للمؤتمر الدولي «أبو منصور الماتريدي والتعاليم الماتريدية: التاريخ والحاضر»، الذي عقد في مدينة سمرقند في الفترة من 3 إلى 5 مارس 2020.

وجاء نص البيان كما يلي:
انعقد المؤتمر الدولي «أبو منصور الماتريدي والتعاليم الماتريدية: التاريخ والحاضر» بمدينة سمرقند في الفترة من 3 إلى 5 مارس 2020. وقد شارك فيه كوكبة من العلماء والمفكرين الذين جاءوا من الأزهر الشريف والعلماء ورجال الدين من ماليزيا وتركيا وباكستان والجزائر وبريطانيا والبوسنة والهرسك وكازاخستان وقيرغستان وغيرها من الدول.

وانصب الاهتمام خلال جلسات المؤتمر على تلك المرحلة الجديدة التي خاضتها أوزبكستان في السنوات الأخيرة وما اتخذت من إجراءات تهدف إلى تسليط الضوء على التراث العلمي الحضاري لعلماء ما وراء النهر. تضمن الحديث تلك الإنجازات العينية التي حققت في الفترة الأخيرة والتي شملت إنشاءَ مراكزَ لبحوثٍ علمية وتأسيسِ مركز الحضارة الإسلامية بهدف دراسة الموروثِ العلمي ونشر القيم والمبادئ الإسلامية النبيلة بين النشء والشباب. وأشاد المشاركون بما تم إنجازه وأبدوا سعادتهم بتأسيس مركزين لدراسة التراث العلمي لكلٍ من الإمام البخاري والإمام الترمذي.

كما أشادَ الخبراء الدوليون بتلك الإجراءات التي تجري في مجال تطوير نشاط مؤسسات التعليم الديني في أوزبكستان بما في ذلك تأسيس أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية في طشقند ومدرسة مير عرب العليا ومدرسة التصوف لدى مركز بهاء الدين النقشبندي في بخارى ومدرسة علم الحديث في مجموعة الإمام البخاري التذكارية ومدرسة علم الكلام لدى مركز الإمام الماتريدي في سمرقند ومدرسة الفقه الإسلامي بمركز برهان الدين المرغيناني العلمي في فرغانةَ ومدرسة علم العقائد لدى مركز أبي المُعين النسفي في قاشقادريا.

وألقيت المحاضرات حول دور تراث الماتريدي في مكافحة التيارات المتطرفة. بالإضافة إلى تعزيز التعاون الدولي إزاء العواقب التي تترتب على الإرهاب والتطرف وإعداد الردود على الأفكار المدمرة اعتمادا على التراث العلمي للعلماء مثل أبي المعين النسفي وإيصالها للجميع ونتج عن جلسات المؤتمر النقاشية وفاعلياته مجموعة من التوصيات أهمها:

- إنشاءُ المجمعٍ التذكاري للإمام الماتريدي وفقا لتقاليد العمارة الوطنية في ساحة ضريحه بسمرقند، وذلك اعترافًا بجهوده في العلوم الإسلامية وليكونَ قدوةً للأجيال. 

- القيام بجمع وحفظ نسخ إلكترونية من مؤلفات الإمام الماتريدي وعلماء المدرسة الماتريدية التي تُحفظ في مكتبات أجنبية وإيصالها للأجيال القادمة وذلك بشكل تدريجي ومستمر.

- إعداد كتب توضيحية لمؤلفات الإمام الماتريدي ونشرها، وسلسلة من الكتيبات والدراسات العلمية المُكرّسة لحياته وأعماله وتراثه المعنوي وذلك تقديرا لدور العالم في تنمية القيم الروحية.

- إعداد شروح لكتب "التوحيد" و"تأويلات أهل السنة " و"تبصرة الأدلة" بهدف تعريف الجمهور بنهج وأفكار التعاليم الماتريدية إزاء مسائل العقل والفكر والعلم.

- القيام بالبحوث الأنطولوجية في ضوء العقيدة الماتريدية القائمةِ على مفهوم "الإسلام - دين الإنسانية والتنوير".

- تحقيقُ المخطوطات القديمة لمؤلفات أبي منصور الماتريدي وأبي المعين النسفي وممثلي عقيدة الماتريدية الآخرين وترجُمتُها إلى اللغة الأوزبكية.

- العمل على الاهتمام بنشر كتب الإمام الماتريدي وكتب علماء الماتريدية من بعده وتقريب الوصول إليه من طلاب العلم والأساتذة.

- تنظيم مسابقة بين باحثي تراث الإمام الماتريدي في الأزهر الشريف واختيار الفائزين فيها ودعوتهم (استضافتهم) إلى أوزبكستان لمدة أسبوع أو أسبوعين لإقامة دورات مكرسة لدراسة التعاليم الماتريدية يشارك فيها الباحثون المحليون وزيارة الأماكن الخاصة بالإمام الماتريدي.

- إنشاء موقع إلكتروني للإمام الماتريدي يحوي نبذة عنه وتضم جميع مؤلفاته ومؤلفات تلاميذه باللغات العربية والأوزبكية والإنجليزية وغيرها من اللغات.

- إنشاء سلسلة من برامج الأطفال (الرسوم المتحركة) تتضمن قصصًا تحكي حياة الإمام الماتريدي وأفكار العقيدة الماتريدية بأسلوب ميسر، وينبغي أن يكون ذلك تحت إشراف لجنة علمية متخصصة.

- ضرورة إقامة ملتقى علمي بشكل دوري يكشف عن إسهامات الماتريدي والماتريدية في الحضارة الإنسانية.

- البحث عن جوانب قبول الآخر في تراث الماتريدية والعمل على إخراجه.

- التوصية بضرورة تدريس نظرية المعرفة التي تكون النموذج الموفى للمسلم.

- ضرورة تدريس العقائد الماتريدية بعد تبسيطها لطلاب المدارس لمواجهة التطرف في العالم.

- البحث عن الجديد في التراث الماتريدي وخصوصا مع ظهور رسالة للإمام الماتريدي تلخصه لكتابه المعروف بكتاب التوحيد.

وأخيرا، إن تنفيذ المهام المذكورة أعلاه بشكل يليق بقيمة هذا التراث وصاحبه يقتضي توسيع التعاون الدولي بين العلماء الباحثين في تراث الماتريدي العلمي، الأمر الذي يتطلب إقامة الندوات العلمية والعملية بشكل مثمر تحت عنوان "التعاليم الماتريدية والحاضر" بما فيها عقد المؤتمرات والندوات عبر الإنترنت.