رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كلاكيت تالت مرة».. أسرار الساعات الأخيرة قبل انتخابات «الكنيست»

الساعات الأخيرة قبل
الساعات الأخيرة قبل انتخابات «الكنيست»

تحبس إسرائيل أنفاسها مع انطلاق انتخابات الكنيست الثالثة خلال أقل من عام واحد، الإثنين ٢ مارس وسط صراع حاد بين المعسكرين الرئيسيين، «الليكود»، بقيادة بنيامين نتنياهو، و«أزرق - أبيض» برئاسة بينى جانتس، اللذين يحاول كل منهما كسر حالة الجمود التى هيمنت على المشهد السياسى طيلة الأشهر الماضية، وحالت دون نجاح أى منهما فى تشكيل حكومة. ولجأت الأحزاب المتنافسة، فى ظل عدم وجود مؤشرات على حدوث تغيير حاسم فى موقف الناخبين، إلى عدد من المناورات الانتخابية المثيرة للجدل، مع تبادل الاتهامات بالفساد والتورط فى إصدار وعود للناخبين، من أجل كسب مزيد من الأصوات.
«الدستور» تستعرض أهم الملفات التى تهيمن على الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، ومناورات القوائم الحزبية المتنافسة من أجل كسب الأصوات والتأثير على مواقف الناخبين المترددين.

نتنياهو يسعى لضمان ولاء الأحزاب اليمينية ومغازلة المستوطنين بحى جديد فى القدس

كثف «نتنياهو»، رئيس الوزراء الإسرائيلى المنتهية ولايته زعيم حزب «الليكود»، من تحركاته من أجل حشد أصوات الناخبين. وشهدت الأسابيع الماضية جولات خارجية لـ«نتنياهو» زار خلالها العاصمة الأمريكية واشنطن، لحضور مؤتمر إعلان خطة السلام الأمريكية، والعاصمة الروسية موسكو، للقاء الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، وليشهد إطلاق سراح السجينة الإسرائيلية نوعاما يسسخار، التى كانت محتجزة فى السجون الروسية.
كما طار إلى أوغندا للقاء رئيس مجلس السيادة السودانى، عبدالفتاح البرهان، الأمر الذى اعتبره أنصاره نجاحًا كبيرًا فى السياسات الخارجية.
وعلى الساحة الداخلية، كثف من تحركاته فى الأيام الأخيرة، لضمان كسب الأصوات، ونسق مع آرييه أدرعى، وزير الداخلية الحالى رئيس حزب «شاس» الدينى المتطرف، من أجل إعداد وثيقة تحالف مع أحزاب اليمين والأحزاب الدينية المتشددة «الحريديم»، لضمان عدم تحالف أى منها مع قائمة «أزرق - أبيض» المنافسة، من أجل تشكيل الحكومة المقبلة.
كما كثف من ضغوطه على إيتمار بن غفير، زعيم حزب «القوة اليهودية» المتطرف، لإقناعه بالانسحاب وعدم خوض الانتخابات الإسرائيلية، لعدم تفتيت أصوات معسكر اليمين، خاصة بعدما أشارت استطلاعات الرأى الأخيرة إلى أنه لن يتجاوز نسبة الحسم المطلوبة لدخول الكنيست. وفى سياق المناورات الانتخابية، دعا «نتنياهو» خصمه «جانتس» إلى مناظرة تليفزيونية، وقال: «أدعو جانتس إلى مناظرة تليفزيونية أمام الجمهور، وسنتحدث عن الأمور التى أنجزناها والتى نعتزم إنجازها خلال الفترة المقبلة». وقوبل العرض بتصريح من «جانتس» قال فيه إن مناظرة «نتنياهو» الحقيقية يجب أن تكون فى مواجهة شهود الادعاء أمام المحكمة أثناء النظر فى قضايا الفساد الموجهة إليه.
وعلق «نتنياهو» على ذلك بقوله: «جانتس يخاف وهو يعرف السبب، وإسرائيل بحاجة إلى قائد قوى وليس جبانًا، وإسرائيل بحاجة إلى حكومة يمين قوية وليس إلى حكومة تعتمد على القائمة العربية المشتركة، وإذا كان جانتس يخاف من مواجهة مع رئيس الحكومة، فكيف سيواجه التحديات الكبرى أمام دولة إسرائيل؟».
ومن أجل كسب أصوات المستوطنين، أمر «نتنياهو» وزارة الإسكان بإقامة حى كبير لليهود شمال شرق القدس، فى المنطقة التى تعيش فيها حوالى ١٥ عائلة فلسطينية، وقال إنه يخطط لبناء حى سياحى فى المنطقة، حسب خطة السلام الأمريكية، يقام على أراضى المطار القديم.

صحف عبرية: ضربة لـ«جانتس» قبل المعركة بقضية فساد شركة «البعد الخامس»

كشفت صحف عبرية، قبل أيام، عن اتجاه المستشار القضائى للحكومة الإسرائيلية، أفيحاى مندلبليت، لفتح تحقيق فى قضية احتيال كبيرة قد تطال بينى جانتس، فى توقيت خطير من المرجح أن يلقى بظلاله على نتائج الانتخابات.
وذكرت تقارير أن القضية تتعلق بشركة «البعد الخامس» الأمنية، التى تولى رئاسة مجلس إدارتها «جانتس» فى وقت سابق، غير أنه لا يوجد ما يثبت تورط رئيس ائتلاف «أزرق - أبيض» فى قضية الفساد المتعلقة بالشركة حتى الآن. ومن المرجح أن يفتح المستشار القضائى تحقيقًا فى سعى الشرطة الإسرائيلية لعقد صفقة مع الشركة من دون مناقصة علنية، بقيمة ٤ ملايين شيكل، من أجل إجراء تجربة فى مجال الذكاء الاصطناعى، لكنها لم تتم. ومن المتوقع أن يجرى فتح تحقيق جنائى فى القضية بعد الانتخابات، ولكن تداول الأنباء بشأن قضية الفساد قد يؤثر على موقف «جانتس». من جهته رد «جانتس» على الأنباء المتداولة بنفى تورطه فى أى مخالفة للقانون، وتأكيد ثقته الكبيرة فى أجهزة تطبيق القانون، وترحيبه بالتحقيق معه، مشيرًا إلى وقوف خصمه «نتنياهو» وراء تضخيم المسألة والزج باسمه فى القضية.
فى المقابل، دعا «الليكود» إلى بدء التحقيق فى أقرب وقت ممكن، مشيرًا إلى أن توعية الناخبين بأبعاد القضية حق أصيل لهم قبل إجراء الانتخابات. ونقلت صحف عبرية عن مصادر فى مكتب المستشار القانونى للحكومة الإسرائيلية أنه طلب من القائم بأعمال المدعى العام، دان إلداد، فحص القضية واتخاذ قرار بفتح تحقيق جنائى بشأنها أو غلقها. وظهرت أنباء قضية فساد الشركة بعد أن انتقد مراقب الدولة الإسرائيلية السابق، يوسف شابيرا، سعى الشرطة للتعاقد مع الشركة من دون طرح أى عطاء.
وأشار «شابيرا» إلى أن ذلك تم استنادًا إلى معطيات مغلوطة قدمتها «البعد الخامس» بخصوص تجربتها فى السوق ومشروعات سابقة، وأنها تعهدت بتزويد الشرطة بخدمات فى مقابل ٥٠ مليون شيكل، لكن تم وقف المشروع بعد المرحلة الأولى التى خُصص لها ٤ ملايين شيكل إثر إغلاق الشركة، بسبب صعوبات مالية.

«الليكود» و«أزرق- أبيض» يتصارعان على «عرب 48»

يدرس «الليكود» حاليًا إقامة مؤتمر انتخابى لـ«نتنياهو» فى بلدة عربية، فيما أجرى زعيم الحزب مقابلة مع قناة «هلا» التليفزيونية، التى تبث للعرب فى إسرائيل. ونشر «الليكود» ملصقًا يحمل صورة عضوة الكنيست العربية عايدة توما- سليمان من «القائمة العربية المشتركة»، وكُتب عليه باللغة العربية: «٤٥ امرأة عربية قتلت، فى الوقت الذى كانت به عايدة رئيسة لجنة مكانة المرأة فى الكنيست.. فقط الليكود يكافح الجريمة فى الوسط العربى». وبحسب المراقبين، فإن «الليكود» يحاول كسب المزيد من أصوات العرب اليائسين من أحزابهم، مع توقع أن تصوت فئة من العرب لـ«الليكود»، وهو ما دفع «نتنياهو» إلى مغازلة عرب ٤٨ فى حملته الانتخابية، مستغلًا التخبط فى مواقف تحالف «أزرق- أبيض» تجاه العرب، فالتحالف الذى يرأسه «جانتس» غيّر موقفه بشأن الشراكة مع القائمة العربية المشتركة أكثر من مرة خلال الأسابيع الماضية. وبحسب مقال الكاتب ميراف بطيط، فى صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن «نتنياهو» يأمل فى أن يأخذ ٣ مقاعد من العرب. وهناك من وصف خطوات «نتنياهو» نحو العرب بأنها محاولة لتهدئة الناخبين، بعد نشر فكرة تبادل الأراضى والسكان فى خطة السلام الأمريكية. ودشّن «جانتس» صفحات إلكترونية له باللغة العربية، على مواقع التواصل الاجتماعى، مكثّفا نشاط حملته الانتخابية فى البلدات العربية.


خطة السلام ومزايا الأحزاب الدينية تسيطران على اهتمامات الناخبين

احتلت خطة السلام الأمريكية حيزًا كبيرًا من اهتمامات الجمهور الإسرائيلى قبل الانتخابات المقبلة، لترث قضية الخلاف حول أهلية رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، للحكم بعد تورطه فى قضايا فساد، التى هيمنت على الانتخابات الماضية. وكشفت استطلاعات للرأى عن أن خطة السلام الأمريكية أصبحت تمثل نقطة خلاف جوهرية بين أجندات الأحزاب الإسرائيلية، فى ظل تباين مواقف الأحزاب اليمينية واليسارية إلى جانب الأحزاب الدينية.
وبينما تؤيد أحزاب اليمين، ممثلة فى «الليكود» و«اليمين» و«إسرائيل بيتنا»، والأحزاب الدينية «شاس» و«التوراة اليهودية» فرض السيادة الإسرائيلية مباشرة على الضفة الغربية والأغوار، يرى تحالف اليسار ممثلا فى «العمل» و«الجسر» و«ميرتس» أن تطبيق خطة السلام الأمريكية يجب أن يكون بالتفاهم مع الفلسطينيين والقوى الإقليمية. وتتركز الخلافات بين اليمين واليسار فى مسألة ضم مستوطنات الضفة، ففى الوقت الذى يضغط فيه المستوطنون وحلفاؤهم فى اليمين على «نتنياهو» لتنفيذ الضم مقابل الأصوات، فإن التحالفات اليسارية ترى أن ذلك سيدفن حل الدولتين إلى غير رجعة، فى المقابل، يحاول أن يستقل «أزرق- أبيض» بمواقفه عن الجانبين، لكسب أصوات من الطرفين والابتعاد عن الاستقطاب. وإلى جانب ذلك، مثلت القضايا الدينية عنصرًا أساسيًا من اهتمامات الجمهور فى الانتخابات الحالية، خاصة أن الأحزاب العلمانية، ومن بينها «إسرائيل بيتنا»، تطالب بتغيير فى نمط التعامل مع الأحزاب الدينية المتحالفة مع «نتنياهو».
وأكد «إسرائيل بيتنا» بشكل واضح أنه لن يشارك فى حكومة لا تحدث تحولًا فى نمط التعاطى مع الأحزاب الدينية المتشددة «الحريديم»، ولا تفرض القانون الذى ينظم تجنيد طلاب المدارس الدينية، ويغير طابع النظام التعليمى فى هذه المدارس لتأهيل طلابها للانخراط فى سوق العمل، إلى جانب حرمان «الحريديم» من الكثير من المزايا المالية، وتقليص الدعم لمؤسساتها الدينية والتعليمية والاجتماعية. وكشفت استطلاعات للرأى حول الموضوعات التى يهتم بها الناخبون والأحزاب أن الموضوعات الأمنية السياسية تأتى فى المرتبة الأولى من حيث الاهتمامات بنسبة ٢٤٪، تلتها الأمور الاقتصادية بنسبة ٢١٪، فيما تأتى الصحة فى مكان بارز بنسبة ٣١٪، مع تراجع قضايا التعليم والمواصلات والبيئة.