رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف يهدد «كورونا» قطاع السياحة العالمي؟

كورونا
كورونا

تعد الصين واحدة من أكثر الدول التي تمثل مصدرًا هامًا للسياحة الدولية، إذ ينفق السياح الصينيون أموالًا طائلة خارج البلاد، ولكن بعدما اجتاح فيروس "كورونا" معظم دول العالم، تم فرض حظر السفر وإلغاء الرحلات الجوية، الأمر الذي من شأنه أن يدمر اقتصاديات دول كثيرة؛ بسبب الحد من الإنفاق السياحي الصيني في الخارج.

ترصد "الدستور" في التقرير التالي مدى تأثر قطاع السياحة الدولي؛ بسبب انتشار فيروس كورونا، في عدد من الدول على مستوى العالم.

العاصمة الصينية بكين أوقفت رحلات السفر إلى خارج البلاد بعد توغل كورونا، الأمر الذي سينعكس سلبًا على النشاط السياحي في دول كل من آسيا وأوروبا.

أظهرت إحصائيات منظمة السياحة العالمية عن العام 2019 أن منطقتى جنوب شرق آسيا وجنوب آسيا حققتا نسبة نمو بلغت 8% وكانت الثانى جغرافيا بعد منطقة الشرق الأوسط، ولكن بدأت تداعيات الأمر تتأذم لاسيما بعد توقعات بتأثر السياحة في دول منطقة جنوب شرق آسيا، ومنها اندونيسيا والهند وفيتنام وتايلاند نتيجة تفشي "كورونا"،

وفقًا للبيانات الصادرة عن منتدى التعاون الصينى العربى للسياحة عام 2019، أن عدد الزوار المتبادلين بين الصين والدول العربية ارتفع بمتوسط 16.5% سنويًا خلال السنوات الخمس الماضية، فيما قدر عدد الزوار الصينيين إلى الدول العربية بنحو مليون و456.8 ألف زائر صينى عام 2018.

لن تستمر تلك الانتعاشة طويلًا وبدأت تداعيات الأمر تزداد سوءًا بعدما رفضت السلطات الإندونيسية، دخول 41 سائحًا سبق وأن زاروا الصين من قبل، بينهم زائرون من المغرب وروسيا والبرازيل وبريطانيا ونيوزيلندا، وصرحت السلطات الإندونيسية إن تلك الخطوة جاءت احترازًا من أن يكون هؤلاء السياح حاملين لفيروس كورونا، المنتشر فى عدد من المدن الصينية والذى تجاوز عدد المصابين به 34 ألف شخص فى الصين.

أما دولة فيتنام فتوقعت بأن يفقد قطاع السياحة فى البلاد إيرادات تُقدر بـ 7.7 مليار دولار خلال الثلاثة أشهر المقبلة بسبب "كورونا"، وذلك تزامنًا مع توقف إصدار التأشيرات الذين تواجدوا فى الصين مؤخرًا، ومن المتوقع أن يفقد قطاع السياحة الفيتنامي من 5.9 إلى 7.7 مليار دولار خلال الأشهر الثلاث المقبلة من أرباح السياحة فى البلاد، نظرًا لتوقف سياحة الصينيين، بحسب إذاعة صوت فيتنام الرسمية.

كشفت السلطات في فيتنام عن إصابة 12 شخص بالفيروس القاتل بالبلاد، فيما أكدن أنها ستوقف إصدار تأشيرات للزوار الأجانب الذين تواجدوا فى الصين خلال الأسبوعين الماضيين، بيد أن مثلت السياحة الصينية ثلث السياح فى فيتنام خلال العام الماضى، والذي بلغ عددهم 18 مليون زائر.

على مدار سنوات عدة تصدرت باريس أبرز الوجهات السياحية التي كان يقصدها الصينيون، فقد بلغ عدد الزوار الصينيين في فرنسا نحو 2.2 سائح كل عام، بينما كان عددهم في عام 2009 لا يتجاوز 715 ألف سائح.

في فرنسا، يُقدر عدد الصينيين المقيمين في فرنسا بمئات الآلاف، حيث يمثل السياح الصينيون 2.5% من إجمالي عدد السياح في فرنسا، و7% من إيرادات السياحة، أي ما يعادل نحو 4 مليارات يورو في السنة تقريبًا.

بلغت حجم نفقات السياح الصينيين حوالي 265 مليون يورو في باريس ومحيطها، وذلك على البضائع التي لا يتم استهلاكها محليًا، كحقائب اليد والعطور والهدايا التذكارية في عام 2018.

أوضح اتحاد النقل الجوي الدولي "IATA"أن إلغاء الآلاف من الرحلات الجوية سيؤثر على قطاع السياحة العالمي، مثلما حدث من قبل وتأثر كل من السفر التجاري والترفيهي خلال انتشار فيروس "السارس" خلال عام 2003، ولكنه عاد إلى مستويات ما قبل الأزمة في غضون تسعة أشهر، إذ كانت الصين في المركز السابع من حيث الإنفاق السياحي الدولي عام 2003، مقارنةً بالمركز الأول خلال عام 2019.

في ظل الجهود التي تبذلها الصين للتغلب على الأزمة، تم وقف سفينتين بحريتين بسبب "كورونا"، السفينة الأولى تتواجد على السواحل اليابانية لتوقيع اجراءات خضوع3700 شخص على متنها للحجر الصحي، وكشفت النتائج الأخيرة إصابة 10 أشخاص منهم بفيروس كورونا، أما السفينة الثانية فتم حجزها في مقاطعة هونغ كونغ لخضوع 1800 شخص على متنها للحجر الصحي أيضًا.

في هذا الصدد أكد الدكتور سعيد البطوطى، مستشار منظمة السياحة العالمية، أن أزمة تأثر قطاع السياحة الدولي من الممكن أن يتفاقم في ظل عدم ايجاد حل وعلاج جذري لهذا الفيروس خلال الأيام القادمة وستتفاقم الأزمة؛ مرجعًا أسبابه أن هناك وجهات سياحية على مستوى العالم مثل الصين وتايوان وهونج كونج، قد أغلقت المنافذ السياحية للدخول أو الخروج منها.

وأضاف " البطوطى" أن المناطق الأكثر تأثرًا بالأزمة تقع في جنوب وشرق آسيا والدول المطلة على المحيط الهادي؛ بسبب التراجع الملحوظ لحركة السياحية بها، أما باقى الدول السياحية المقصودة فهي أيضًا متأثرة بانتشار الفيروس؛ بسبب الإجراءات الاحترازية والترقب، ما أدى إلى عزوف شريحة كبيرة من السياح إلى السفر أو تأجيل الفكرة إلى أجل غير مسمى.

فيما كشف مستشار منظمة السياحة العالمية أن هناك خسائر طالت قطاع السياحة العالمي وصلت إلى 920 مليون دولار، جراء إلغاء حجوزات السفر التابعة إلى شركات السياحة والطيران فضلًا عن وقف حركة السفن السياحية لتجنب دخول منطقة فيروس "كورونا" في شرق آسيا، وحتى الآن تم إلغاء قرابة مليون و750 ألف حجز على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن السياحة تراجعت بشكل عام بنسبة 5،8%، خلال يناير 2020 مقارنة بشهر يناير من العام الماضي.

السياح الصينيين يمثلون أكثر من 10 في المائة من قطاع السياحة العالمية، وفقًا لتصريحات مؤسس معهد أبحاث السياحة الخارجية في الصين، الذي يساعد شركات السياحة الدولية في التعامل مع العملاء الصينيين.

فيما أنفق الصينيون 277 مليار دولار في قطاع السياحة عام 2018، بحسب الإحصائيات الرسمية لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.