رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المحافظات تواجه انبعاثات النفايات الطبية الخطرة

محارق آمنة
محارق آمنة

علي عواد ـ إسلام نبيل ـ سارة الورداني ـ محمد علي مهدي

على قدم وساق، تعمل الدولة على التخلص الآمن من النفايات الطبية الخطرة بما يضمن الحفاظ على البيئة وصحة وسلامة المواطنين. ويعمل المحافظون على تنفيذ رؤية الدولة، في المحافظات، من خلال الجولات والتشديدات على ضرورة تطوير المحارق، والاستجابة لشكاوى المواطنين لمواجهة الانبعاثات الضارة التي تنتج عنها.
على بعد أمتار قليلة من الوحدات السكنية بمدينة الغردقة تقع محرقة النفايات الطبية، التي تستقبل المخلفات الطبية الضارة ويتم التخلص منها هناك، والتي تقع داخل مستشفى حميات الغردقة، وسط استياء من الأهالي وهروب السكان من المنطقة المتاخمة للمحرقة خوفًا من الضرر الذي تسببه أدخنة المخلفات الطبية.

وأكد عدد من الأهالي المحيطين بالمحرقة أنه أثناء الحرق تغطي انبعاثات الدخان معظم المنطقة، لافتين إلى أن الكثير منهم هجر المنطقة وباع مسكنه بها خوفًا من الأضرار التي تنتج عنها.

يقول إبراهيم يوسف، أحد سكان المنطقة المجاورة لـ"الدستور"، إن كثير من السكان تقدموا بشكوى لنقل المحرقة خارج المنطقة ولكن لم يتم النظر إليها منذ أعوام كثيرة سابقة، مشيرًا إلى أن المحرقة تخرج عنها انبعاثات ضارة تحتوي عليها الأدخنة التي تفرزها أثناء التخلص من المخلفات الطبية.

من جانبها أكدت الدكتورة هديل يحيى، مدير إدارة النفايات الطبية بالمديرية، أن تقارير جهاز شؤون البيئة يُجري متابعة مستمرة لقياس الانبعاثات والوقوف على مدى تأثير الانبعاثات، مشيرًة إلى أن آخر تقرير أثبت أنه المحرقة لا تتعدى حدود المسموح به، والأدخنة لا تتخطى ما أقره قانون 4 لسنة 1994 والمعدل برقم 9 لسنة 2009 ولا يؤثر بالسلب على البيئة المحيطة.

كما توجد محارق النفايات بمستشفى الخارجة العام، ومستشفى الداخلة العام ومستشفى الفرافرة المركزي، وبلاط المركزي، وباريس المركزي، وجميعهم مؤمنين تماما من تسرب أي مواد أو روائح أو غازات قد تؤثر على صحة المواطنين.

وأضاف محروس أن إدارة البيئة والصحة ومركز الداخلة يمرون على محارق النفايات الخطرة أسبوعيا لمتابعتها في حال وجود أي شكوى من طاقم الأطباء أو التمريض الموجود، أو وجود أي خلل قد يؤدي انتشار أمراض.

وأوضح وكيل وزارة الصحة على ضرورة فصل النفايات الطبية عن النفايات العضوية، وعمل مدفن صحي خارج الكتلة السكنية بكل مستشفى حتى لا تتصاعد الأدخنة وتتسبب في حالات اختناقات، وأن أعمال حرق النفايات تتم بشكل علمي، وأن فصل بعض النفايات العضوية لا يتم باعتبار أنها تحمل فيروسات ويجب التخلص منها بشكل آمن، ولا يجب إلقاؤها في القمامة أو في مدافن صحية باعتبارها نفايات خطرة.

وشدد على حرق النفايات أولا بأول حتى لا تطول الفترة الزمنية التخزين، مؤكدا على نظافة وتطوير المحرقة باستمرار دائم.

وفي قنا، أعلنت الأجهزة التنفيذية في محافظة قنا، خلال الفترة الماضية، إنشاء محطة وسيطة لجمع القمامة وذلك في مركز أبوتشت شمالي المحافظة، لتخدم 3 مراكز مختلفة بالمحافظة، وهم "أبوتشت وفرشوط ونجع حمادي".



ورصدت "الدستور" محطة جمع القمامة بمركز أبوتشت شمالي محافظة قنا، والتي تبعد عن المدينة نفسها ما يقرب من 4 كيلومتر، وسط عمل على مدار الساعة للعمال والموظفين بداخلها.

يقول المهندس خالد عويس، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة أبوتشت، في حديثه لـ"الدستور" إن المحطة الوسيطة لجمع القمامة بالمركز، مقامة على ما يقرب من مساحة 4 آلاف متر، لافتا إلى أنه تخدم جميع قرى ونجوع المدينة، فضلًا عن المدن المجاورة لمركز أبوتشت.

ويضيف رئيس مركز أبوتشت، إن العمل في محطة الجمع، يسير على قدم وساق، حيث المحطة مفتوحة لسيارات جمع القمامة التابعة للوحدة المحلية، 24 ساعة متواصلة، فضلًا عن استقبال لسيارات قمامة النفايات المختلفة، منوها إلى أن هنالك 3 ورديات من العمال والموظفين داخل المحطة يقومون بتدوير وتنظيم ساعات العمل فيما بينهما.

وأوضح عويس في سياق تصريحاته، أن سيارات منظومة النظافة الجديدة التي دعمت بها المحافظة، تجمع القمامة من الشوارع والأماكن المختلفة، ثم يتم توريدها إلى المحطة مباشرة، قائلا: "العمل يجري على قدم وساق من أجل دعم المنظومة الجديدة للنظافة" وذلك وفق تعليمات وزير التنمية المحلية ومحافظ قنا.

أما اللواء أشرف غريب الداودي، محافظ قنا، أكد حرص المحافظة على الارتقاء بمنظومة النظافة من خلال إيجاد حلول غير تقليدية للحفاظ على البيئة والاستفادة من المخلفات وتحويلها من مشكلة تعاني منها الدولة إلى قطاع جاذب للاستثمار يوفر العديد من فرص العمل للشباب.
وأشار محافظ قنا في تصريحاته، إلى ضرورة التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص خاصة في القرى والنجوع للمساعدة في عملية جمع القمامة مما يساهم بشكل فعال في رفع مستوى النظافة والحفاظ على صحة المواطنين.

وكشف المحافظ، أن المحافظة سوف تدعم عدة مدن ومراكز بمحافظة قنا، خلال الفترة المقبلة، بإنشاء محطات وسيطة أخرى لجمع القمامة، لافتًا إلى أن المحافظة عملت خلال الفترة الماضية على إنشاء العديد من المحطات الجديدة التي سوف يتم تسلمها خلال الشهور المقبلة، لافتا إلى أنه تم تخصيص مبلغ 100 مليون جنيه من خلال البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة لتنفيذ مشروعات المرحلة الثالثة من المنظومة وهي إنشاء مصنع جديد لتدوير المخلفات بمدينة قوص و4 مدافن محكومة بمدن (نجع حمادي _ دشنا _ قوص _ نقادة) وإقامة 6 محطات نقل وسيطة بمدن (أبوتشت _ فرشوط _ نجع حمادي _ الوقف_ قنا شرق _ دندرة) بالإضافة إلى تطوير مصنعي تدوير المخلفات بمدينتي قنا ونجع حمادي، وذلك لاستيعاب كميات المخلفات المتولدة بكافة القرى والمدن، حيث يبلغ حجم المخلفات المتولدة بالمحافظة 1342 طن يوميا بإجمالي ما يقرب من 400 الف طن سنويا.

وأضاف محافظ قنا أنه سيتم عقد دورات تدريبية وورش عمل لرفع كفاءة العاملين بالمنظومة وبعض متعهدي جمع القمامة للتدريب على الإدارة المتكاملة لمنظومة المخلفات الصلبة من جمع ونقل وتدوير ومعالجة وتخلص نهائي آمن من المخلفات، كما وجه القائمين على المنظومة بضرورة العمل على رفع الوعي لدى المواطنين عن أهمية المنظومة واحتياجاتها وواجباتهم نحو انجاحها من أجل تحقيق أكبر استفادة من تلك المخلفات وتحويلها من مشكلة تعاني منها الدولة إلى قطاع جاذب للاستثمار يوفر العديد من فرص العمل للشباب.

أعلنت مديرية صحة الشرقية، بإشراف الدكتور هشام شوقي مسعود، وكيل وزارة الصحة بالشرقية، أنه سيتم البدء خلال أيام، في الأعمال الخاصة بمجمع المحارق بالخطارة، للتخلص من النفايات الخطرة بطرق آمنة.

جاء ذلك خلال اجتماع وكيل الوزارة بوفد من مهندسين الإدارة الهندسية، بوزارة الصحة والسكان، ومهندسين من هيئة الإنتاج الحربي والذي تم إسناد الأعمال لها، وبحضور مسئولة وحدة التخلص الآمن من النفايات الطبية الخطرة، ومدير إدارة التموين الطبي، ومدير الإدارة الهندسية بالمديرية.

حيث تم مناقشة خطة العمل والمراحل المختلفة في نقل المحارق بالمحافظة إلي المجمع بمنطقة الخطارة، وذلك في إطار الخطة التي تسير عليها المديرية، للتخلص من النفايات الخطرة بطرق آمنة.