رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تمييز عنصري.. القصة الكاملة لسحب الجنسية من أبناء قبيلة «الغفران»

جريدة الدستور

"ادعاءات.. أكاذيب.. زيف.. ظُلم".. هذه هي الاستراتيجية التي تبناها نظام الحمدين في تعامله مع قبيلة الغفران، متخذًا من سلطته أداة لظلم أبناء القبيلة كافة، فلم يقتصر الظُلم على محاكمات نتيجة "ادعاءات" فقط، بل امتد ليشمل سحب الجنسية من أكثر من 6 آلاف من أبناء القبيلة.

فشل النظام القطري في إبداء أسباب واقعية عن سحب الجنسية من أبناء قبيلة الغفران، فخرجت علينا لتخبرنا أن ما حدث من سحب الجنسية جاء نتيجة أن أفراد القبيلة يحملون جنسية مزدوجة، وبحسب العديد من أعضاء قبيلة الغفران، كان إلغاء الجنسية ردًا على مشاركة 21 من أفراد قبيلة الغفران في محاولة الانقلاب التي ارتكبها 121 شخصًا، يمثلون 17 قبيلة قطرية، وما أثبت زيف نظام الحمدين، إطلاق سرح بعض المتهمين عقب عدة سنوات؛ بعدما أُعلنت براءتهم، لكل ظلّ تعقب أكثر من 6 آلاف من أبناء القبيلة هدفًا للنظام القطري.

في عام 2004، أصدرت وزارة الداخلية القطرية قرارًا ينص على تجريد ستة آلاف مواطن من قبيلة الغفران من جنسيتهم، ولم يشمل القرار الأفراد الذين شاركوا في محاولة استرداد الحكم فقط، بل امتد أيضًا ليشمل جميع أفراد القبيلة، بما في ذلك الشيوخ والأرامل والأطفال، رغم استرداد بعضهم الجنسية في عام 2006، بعد ضغط من المنظمات والهيئات الدولية، لا يزال هناك عدد كبير من أعضاء القبيلة دون جنسية ولا يمكنهم العمل بشكل قانوني في قطر.

وازداد القمع الممنهج ضد قبيلة الغفران، ففي سبتمبر 2017، ألغت السلطات القطرية جنسية الشيخ طالب بن لحوم بن شريم المري، و55 آخرين، بمن فيهم أطفال ونساء من عائلته، وكان سبب القرار رفضه اتباع أوامرهم بانتقاد المملكة العربية السعودية، الأمر الذي يشكل انتهاك خطير لأحكام اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، التي تحظر إلغاء الجنسية لأي مواطن بسبب آرائه السياسية، ما جعل الاتحاد العربي لحقوق الإنسان يصف الخطوة القطرية بأنها "ثأر" ضد أفراد القبيلة لاستخدامهم حقوقهم الطبيعية في حرية التعبير والحركة.

لم يقف الأمر عند الشيخ طالب بن لحوم المري، بل ألغى النظام القطري الجنسية لزعيم قبلي رفيع آخر، هو الشيخ شافي ناصر حمود الهاجري، وهو عضو بارز في قبيلة شمل الحواجر، المرتبط بقبيلة قحطان الشهيرة، جنبًا إلى جنب مع الشاعر القطري الشهير محمد المري الذي ينتمي لقبيلة المره.

في عام 2010، تدخل العاهل السعودي الملك عبد الله لإطلاق سراح 21 من أفراد قبيلة الغفران من السجن، وتم إرسال الأمير متعب لتأمين إطلاق سراحهم، حيث قام الأمير متعب بنقل أفراد القبيلة، الذين ما زالوا يرتدون ملابس السجن، إلى جدة، حيث تلقوا ملابس وأحذية جديدة قبل مقابلة الملك، وهو الموقف الذي أثبت ما كان يعانيه أبناء قبيلة المره من تمييز عنصري.