عودة المحتال.. تفاصيل رفع ذئب «وول ستريت» الحقيقى دعوى على رضا عزيز
رفع جوردان بلفورت، المعروف بـ«ذئب وول ستريت»، دعوى في المحكمة العليا في لوس أنجلوس ضد شركة ريد جرانيت بيكتشرز ورئيسها التنفيذي، رضا عزيز، للحصول على تعويضات بقيمة 300 مليون دولار، قائلًا إنه ليس لديه أدنى فكرة عن أنهم مولوا الفيلم الذي قام بإخراجه مارتن سكورسيزي، بملايين الدولارات التي سُرقت من الحكومة الماليزية، وأن الشركة كذبت عليه بشأن مصادر التمويل لدى بيعه حقوق القصة المستوحاة من مذكراته.
بلفورت قال، خلال دعوى قضائية رفعها الخميس، إنه ضحية لأعظم عملية احتيال ارتكبها منتجو الفيلم، ويواجه "عزيز" حاليًا اتهامات بالفساد في ماليزيا بسبب اختلاس 248 مليون دولار من صندوق تنمية تديره الدولة، والذي أقيل فيها نجيب عبدالرزاق، من منصبه كرئيس للوزراء في أعقاب سرقة حوالي 4.5 مليار دولار من الصندوق، ويعد عزيز، صهر رئيس الوزراء الماليزي السابق وأحد منتجي هوليوود، ضمن المتهمين في قضايا الفساد.
وحسب صحيفة الإندبندنت البريطانية، قامت شركة عزيز بشراء حقوق مذكرات بلفورت الذي نشرها على جزءين، الأول ذئب وول ستريت "The Wolf of Wall Street" في 2007، والجزء الثاني من الكتاب اصطياد ذئب وول ستريت "Catching the Wolf of Wall Street" في 2009، واللذين بعد ذلك قام المخرج العالمي مارتن سكورسيزي بتحويلهما إلى فيلم أمريكي شهير صدر في 25 ديسمبر 2013 في الولايات المتحدة، وفي يناير 2014 في الشرق الأوسط، والذي قام بتمثيل دور بلفورت النجم ليوناردو دي كابريو، وتم ترشيحه لخمس جوائز أوسكار، وما زال فيلم سكورسيزي الأكثر نجاحًا في شباك التذاكر العالمي.
ويدّعي بيلفورت، الذي قضى 22 شهرًا في السجن بعد احتياله على بعض رجال الأعمال في أوائل التسعينيات، أن فضيحة عزيز وشركته التي مولت الفيلم قد شوهت حقوق قصته، وحسب الدعوى فإن شركة ريد جرانيت بيكتشرز ورئيسها، رضا عزيز، لم تعد قادرة على الاستفادة الكاملة من هذه الحقوق.
وفقًا لدعوى بلفورت، فإنه تعرض للاحتيال من قبل عزيز، وصدق أن أموال شركة الإنتاج الخاصة به من مصادر مشروعة، وأنه أخفى عليه هذه الأعمال الإجرامية ومصادر التمويل المنبثقة من عمليات اختلاس في ماليزيا.
ورفعت وزارة العدل الأمريكية دعوى مصادرة مدنية في عام 2016 لاسترداد بعض عائدات "The Wolf of Wall Street"، التي بلغ مجموعها 392 مليون دولار في جميع أنحاء العالم، وفي مارس 2018، وافقت شركة عزيز "ريد جرانيت بيكتشرز" على دفع 60 مليون دولار لتسوية دعوى المصادرة المدنية.
وقال ماثيو شوارتز، محامي ريد جرانيت، الخميس، إن دعوى بيلفورت ليست لها أي فرصة، مضيفا، في بيان، أن "دعوى جوردان بلفورت ليست أكثر من محاولة يائسة وساخرة للغاية للاحتيال على اتفاق مع الشركة المنتجة، جعله للمرة الأولى يحصل على الشهرة والمال بوسيلة مشروعة بعد خروجه من السجن".
يذكر أن بلفورت، في عام 1999، أقر بأنه مذنب في جرائم الاحتيال والجرائم ذات الصلة في التلاعب في سوق الأسهم، حيث وصف بأنه أشهر محتال في عالم البورصة الأمريكية، وتم الحكم عليه بالسجن أربعة أعوام قضى منها اثنان وعشرين شهرًا فقط، وبعد خروجه من السجن قام بكتابة مذكراته، وأصبح مدرب تنمية بشرية لامعًا.
وفي عام 2017، قالت الحكومة الأمريكية إن بلفورت لم يسدد سوى 12.8 مليون دولار من أصل 110 ملايين دولار حصل عليها بالنصب على المستثمرين، وقد سعت الحكومة الأمريكية إلى جمع أموال إضافية من بلفورت في السنوات التي تلت عرض الفيلم.
ووفقًا لمجلة هوليوود ريبورتر، فإن الإجراء القانوني لبلفورت ينبع مباشرة من الفضيحة المالية التي تحيط بريد جرانيت، وهي شركة الإنتاج التي وضعت ميزانية الفيلم البالغة 100 مليون دولار، لكنها ارتبطت لاحقًا باختلاس بملايين الدولارات تم خلالها سحب مبالغ ضخمة من 1MDB، صندوق الدولة الماليزية، وأن رضا عزيز، المؤسس المشارك للشركة وصهر رئيس الوزراء الماليزي السابق نجيب عبدالرزاق، قيد الاعتقال في ماليزيا حاليًا بتهمة غسل الأموال.
