رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسرار كتب فضح الإخوان «2»

مصطفى بكري: المعزول اصطنع مشكلة على كرسيه فى «الاتحادية».. وقال: «عايز واحد جديد»

مصطفى بكري
مصطفى بكري

أتيح للكاتب الصحفى مصطفى بكرى خلال فترة صعود «الإخوان» لسدة الحكم فى مصر الاطلاع على العديد من الأسرار، التى سرد بعضًا منها فى لقاءاته الصحفية والإعلامية، لكن يبدو أن ذلك لم يكن كافيًا لسد نهمه، فقرر إخراجها، مضيفًا إليها العديد من الحكايات، فى كتابه الصادر حديثًا بعنوان «حكايات ونوادر الإخوان فى زمن الحكم والسلطان».
لكن لماذا عاود «بكرى» الحديث عن الجماعة بعد مرور ٧ سنوات من دخولها كهف الماضى؟ يجيب: «سبق أن تناولت فى مقالاتى وكتاباتى ولقاءاتى التليفزيونية العديد من الأسرار الخاصة بكواليس القصر الرئاسى، خلال فترة حكم الجماعة لمصر، لكنى فى هذا الكتاب تعمدت إظهار النوادر والطرائف، التى حدثت، بهدف تعرية تلك العقلية التى صعدت لحكم مصر».
وأضاف: «أقدم فى الكتاب تحليلًا ورؤية اجتماعية للفترة، التى حكم فيها أحفاد حسن البنا البلاد، كمحاولة لمواجهة عاصفة الأعذار التى يسوقها أعضاء الجماعة ويروجون لها، بأنهم غُدر بهم أثناء فترة وجودهم على رأس هرم السلطة فى مصر، ومحاولتهم تأكيد أن قرار إزاحتهم من الاتحادية جاء مشفوعًا بانقلاب منعهم من استكمال مشروعهم الذى وعدوا الملايين به».
وتابع: «الحقيقة تقول إن الأوضاع الاجتماعية والممارسات السياسية التى تبنوها خلال وجودهم كانت كل مقدماتها تنذر بأن النتائج ستكون ما حدث معهم، فهؤلاء الذين صدعوا رءوسنا طيلة ٨٠ عامًا بامتلاكهم مشروعًا قادرًا على تغيير وجه الحياة فى بر المحروسة، أخفقوا بجدارة فى الالتزام بتعليمات البروتوكول، والدليل على ذلك أن رئيسهم محمد مرسى فشل فى صياغة جملة واحدة تليق بمقام وقيمة رئيس الجمهورية».
واستكمل: «كلماتى تأتى للتأكيد على مجموعة من الثوابت التى حاولوا الانقضاض على أساساتها، مثل عدم إيمانهم بفكرة الدولة الوطنية، ثم انقلابهم على الإعلان الدستورى، بالإضافة إلى محاولتهم تجميع السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية فى أيدى مندوب مكتب الإرشاد الجالس فى الاتحادية».
وبين أن الفصول، التى تضمنها الكتاب، تبدأ فى فتح أبوابها من عند اللحظة التى أعلنت فيها نتيجة الانتخابات الرئاسية بشكل رسمى، موضحًا أن هناك فصلًا بعنوان «حد يفوقنى»، يرصد اللحظة التى علم فيها «مرسى» بخبر نجاحه، وكانت إيذانا بجلوسه على كرسى الحكم فى مصر.
وأشار إلى أنه يوجد فصل آخر معنون باسم «اوعى وشك»، يحكى عن اللحظات الأولى التى دخل فيها القصر الجمهورى، وكيف اصطنع مشكلة حول كرسى مكتبه طيلة ١٢ يومًا بعدما رفض الجلوس عليه، باعتبار أن «مبارك» سبق أن اتخذه مقعدًا له، طالبًا كرسيًا جديدًا.
وشدد على أن تلك الشهادات التى يقدمها الكتاب ليست مفردات من وحى خياله، لكنها حقائق استمع لتفاصيلها من كل الذين عملوا وتعاملوا مع «مرسى»، إبان فترة حكمه، سواء بداية من حرسه الخاص، وصولا إلى من كانوا يتعاملون معه ويقدمون له الطعام.
وقال «بكرى»: «من هنا أؤكد أن الجماعة أصُيبت فور وصولها لعرش مصر بحالة من النهم، فتح شهيتها على تناول الطعام، وانتهى باقتنائها السيارات الخاصة بمؤسسة الرئاسة، فالمرشد امتلك سيارة، وكذلك الحال مع أبنائه».
ورأى أن البعض حين يتصفح الكتاب قد يردد بأنه تنقصه الوثائق التى تدعم وتقوى ما تم ذكره، لكن هذا الكلام مردود عليه بأن الجانب الاجتماعى الذى يقدمه ليس بحاجة إلى أوراق ثبوتية، بينما حين يتعرض للأمور السياسية فهذا يتطلب نوعًا من الوثائق التى تؤكد ما يكتبه.
وأوضح: «حين أتحدث عن واقعة ذهاب مرسى لميدان التحرير وكلامه بأنه لا يرتدى قميصًا واقيًا، قدمت شهادة من اللواء نجيب عبدالسلام، قائد الحرس الجمهورى آنذاك، الذى أكد أنه ارتدى بالفعل قميصًا واقيًا تم استيراده من ألمانيا».
وواصل: «أزعم أننى أملك الكثير من الكلمات التى يمكن بها ملء صفحات الكتاب، لكن بالطبع ليس كل ما يعرف يُكتب، فالسجال الذى دار بينه والمجلس العسكرى رفضت المرور عليه، وفضلت عدم ذكره لما فيه من حساسية، بالرغم من أن هذه المواقف تؤكد الدور المشرف للمؤسسة العسكرية فى حماية الوطن من براثن أبناء المرشد».
واختتم: «كتابى هذا يأتى استكمالًا لمجموعة من المؤلفات رصدت من خلالها جميع الأمور المتعلقة بالجوانب السياسية والاجتماعية، التى عاصرتها مصر إبان وجودهم، وبالتالى لم أعد بحاجة للكتابة عنهم مرة أخرى، فهم صفحة وطويت، لأن من يحمل السلاح ويمارس العنف ضد المصريين غير مسموح له بالعودة مرة أخرى لملعب السياسة أو مسرح الحياة فى مصر».