رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير: تركيا السجن الأكبر للصحافيين حول العالم

صورة تعبيريه
صورة تعبيريه

نشر الكاتب الصحفي وخبير الضمان الاجتماعي الشهير علي تزال، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، نبأ إلقاء القبض عليه من قبل قوات مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن إسطنبول، وقال في تغريدته: «يجري القبض عليّ الآن، لا أعرف سبب ذلك».

وعقب انتشار الخبر كالنار في الهشيم، سارعت السلطات التركية، بإطلاق سراحه مرة أخرى، بعد ساعات من إلقاء القبض عليه، في إطار تحقيقات الداعمين لحركة الخدمة التي تتولاها نيابة إسطنبول، وذلك على الرغم من اشتهار الرجل بأفكاره اليسارية الليبرالية.

وقال تورغوت أوغلو، الكاتب والمعارض التركي، إن واقعة اعتقال الصحفي علي تزال ليست الأولى من نوعها في تركيا، وإنما تتوالى عمليات اعتقال الصحافيين والكتاب واحدًا تلو الآخر؛ إذا أكدت لجنة حماية الصحافيين «CPJ» في تقريرها لعام 2019 أن تركيا تحتل المركز الثاني عالميًا في قائمة الدول الأكثر اعتقالًا للصحافيين، بعد الصين المتربعة على المركز الأول؛ بيد أن تركيا تكون قد شاركت الصين مركزها الأول باعتقال الكاتب الصحافي علي تزال.

وأشار إلى أن التقرير الذي أعدته اللجنة التي تتخذ من ولاية نيويورك الأمريكية مركزًا لها، وصف تركيا والصين بأنهما «السجن الأكبر للصحافيين حول العالم»، مشيرًا إلى أن تركيا تتبوأ الصدارة على مستوى العالم في هذا الشأن، وذلك ليس لسنة واحدة، وإنما لثلاث سنوات متتالية.

وأوضح تقرير لجنة حماية الصحافيين، أن الحكومة التركية أصدرت قرارات بغلق أكثر من 100 قناة إخبارية، وفصلت العديد من الصحافيين، وقالت في تقريرها: «أما الصحافيون الذين لم يدخلوا السجن في تركيا حتى الآن، فهم إما قيد المحاكمة في الوقت الحالي أو لجأوا إلى محاكم التمييز والاستئناف للطعن على القرارات الصادرة ضدهم، بينما صدرت أحكام غيابية في حق الكثير ممن يقيمون خارج البلاد، مع وضعهم على قوائم ترقب الوصول لاعتقالهم فور الوصول إلى تركيا».

كما أوضحت اللجنة أن الأنشطة والفعاليات الأساسية للعاملين الصحافيين يعتبرها الجهاز القضائي في تركيا، دليل إدانة، مؤكدة أن الصحافيين الذين تجري محاكمتهم لا يخضعون للمحاكمة بشكل عادل.

وأضاف أن العبث بالصحافة لم يكن بعيدًا عن رئيس الجمهورية ورئيس حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان، إذ إنه أدرك قبل مسرحية الانقلاب المزيف، الذي كان هو نفسه بطله الوهمي، أنه لن يتمكن من الوصول إلى هدفه من خلال زيادة القمع والضغط، ولجأ أردوغان إلى إحداث تغييرات في نظام البلاد من خلال المؤامرة التي حاكها بالاتفاق مع الدولة العميقة ضد القوات المسلحة التركية.

وختم أن أردوغان الذي يدير البلاد بنظام الإسلام السياسي، حول تركيا إلى سجن مفتوح؛ حتى إن كافة النجاحات التي حققها منذ أن جاء إلى سدة الحكم في عام 2003 وحتى عام 2011، ذهبت مع الريح، ويبدو أنه استردها مرة أخرى.

أما حزب العدالة والتنمية الحاكم، والذي بات يسيطر عليه الخوف من شبح خسارة الاستحقاقات الانتخابية القادمة، فيريد مواصلة إمبراطوريته للتخويف والترهيب من خلال اعتقال ما تبقى من الصحافيين المعارضين الذين باتوا يعدون على الأصابع.