رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قداس العيد الثالث بـ«كاتدرائية ميلاد المسيح».. كانت وعدًا وصارت حقيقة

جريدة الدستور

أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن إطلاق قداسها الاحتفالي بعيد الميلاد المجيد 2020، من كاتدرائية ميلاد المسيح، بالعاصمة الإدارية الجديدة.

ويعتبر ذلك هو العيد الثالث الذي تُنظم الكنيسة به قداسها الاحتفالي بكاتدرائية ميلاد المسيح، حيث جاء قداسها الأول عام 2018، وهو القداس الثاني بعد حفل الافتتاح المهيب الذي شهدته العاصمة الإدارية في 2019.

البداية

وحصلت الكنيسة على كاتدرائية ميلاد المسيح بوعد من الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي اعتاد الأقباط على زيارته لهم في الأعياد من باب التهنئة كـ"أب وراعي لكل المصريين"، حسب ما يؤكد في كل مرة يزور بها الكاتدرائية.

وأطلق الرئيس، وعده ببناء أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط أثناء معايدته على الأقباط من قلب القداس الاحتفالي عام 2017، وكانت تلك هي آخر مرة تنظم بها الكنيسة قداس عيد الميلاد المجيد بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالعباسية، لينتقل بعدها القداس إلى كاتدرائية ميلاد المسيح، بينما ظل قداس عيد القيامة كما هو بالعباسية.

مشتملات كاتدرائية ميلاد المسيح

وتعد هذه الكاتدرائية الأكبر حجما وسعة بمنطقة الشرق الأوسط عند اكتمالها، حيث تقع على مساحة 63 ألف متر مكعب ولها سعة لأكثر من 8 آلاف شخص.

وتتكون الكاتدرائية من دورين، وهما: العلوى بمسطح حوالى 8100 متر مربع، مكون من صحن الكاتدرائية ويتسع لحوالى 7500 فرد، وخورس الشمامسة يرتفع 7 درجات عن صحن الكاتدرائية، ومنطقة الهياكل فى الجهة الشرقية، وتحتوى على ثلاثة مذابح ملحق بها استراحات وغرف خدمات تشغل ثلاثة أدوار بجوار الهياكل من الجهة الشرقية.

وتوجد المعمودية فى الجهة الشمالية الغربية من المبنى وغرفة للأطفال فى الجهة المقابلة للمعمودية، وتمت مراعاة وضع 4 مصاعد تخدم كبار السن ومنحدرات وسلالم متعددة لخدمة زوار الكاتدرائية.

وهناك تكييف مركزى للكاتدرائية بأكملها، وتمت مراعاة أن تكون مسارات التكييف داخل دور البدروم بالكاتدرائية حتى لا تؤثر على الشكل المعمارى لها.

أما الدور السفلى فهو بمسطح حوالى 8500 متر مربع، ويحتوي على كنيسة بمسطح 1800 متر مربع تتسع لأكثر من 1200 شخص، وقاعة متعددة الأغراض بمسطح 1500 متر مربع وقاعة متحف لتاريخ الكنيسة القبطية وقاعة اجتماعات.

بالإضافة إلى الخدمات العامة للكاتدرائية من دورات مياه عامة وغرف خدمات ومخازن، وجار الآن إضافة مدخل بحرى لربط الكنيسة مع الميدان الرئيسى المجاور.

الافتتاح

تم افتتاح الكاتدرائية في السادس من يناير 2019، خلال الاحتفال بعيد الميلاد، وخلال زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والبابا تواضروس الثاني.

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح هو رسالة سلام ومحبة للعالم أجمع، مُضيفًا: «اسمحوا لي أن أقول لكم وللبابا ولكل الأشقاء والأهل وكل مصر والعالم، كل عام وأنتم بخير، وأهنئكم بالافتتاح الجزئي للكاتدرائية وهو رسالة كبيرة جدًا من مصر، ليس فقط للمصريين ولا للمنطقة، بل للعالم كله، هي رسالة سلام ومحبة».

وتابع: «بفضل الله نقدم نموذجًا للمحبة والسلام بيننا، وستخرج المحبة والسلام من مصر لتعم العالم، وعندما نعيش الأحداث الحالية تتساءلون معقول أن يسود السلام؟ نعم سيسود، عمر الشر والخراب والتدمير ما يقدر يهزم الخير والمحبة والسلام».

وقال الرئيس: «أنتم أهلنا وأنتم منا وكلنا واحد ولا يستطيع أحد أن يقسمنا أبدًا وهذه الرسالة الثانية، ماحدش هيقدر على مصر طالما متوحدين، من يريد أن يؤذينا يريد التفرقة بيننا، وهذا لن يحدث، كل عام وأنتم بخير وعام سعيد عليكم».

بينما ألقى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، كلمة خلال افتتاح كاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة، أعرب خلالها عن سعادته بالمشاركة مع «الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين الشقيقة، والأخ العزيز البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في افتتاح صرحين كبيرين، بل أكبر صرحين من صروح العبادة في مصر من أقصاها إلى أقصاها»، هما مسجد «الفتاح العليم» وكاتدرائية «ميلاد المسيح».

وأضاف شيخ الأزهر أن هذا «الحدث يعد حدثًا استثنائيًّا وربما لم يحدث من قبل على مدى تاريخ المسيحية والإسلام، حسب ما أعلم، فما أعرف أن مسجدًا وكنيسة بُنيا في وقت واحد وانتهيا في وقت واحد وبقصد تجسيد مشاعر الأخوة والمودة المتبادلة بين المسلمين وإخوتهم المسيحيين- ما أعرف أن حدثًا كهذا حدث قبل أن نشاهد اليوم هذين الصرحين البالغين القدر من حيث العمارة الفنية التي يحق لمصر أن تفخر بها على سائر الأمصار ويحق لعاصمتها الجديدة أن تزهو بها على سائر الأمصار».

من جانبه، قال البابا فرنسيس الأول، بابا الفاتيكان، تعليقًا على افتتاح الكاتدرائية: "أيها الإخوة والأخوات الأحباء، عيد ميلاد سعيد وسنة جديدة سعيدة! بفرح أحييكم جميعًا في هذه المناسبة السعيدة لتدشين كاتدرائيّة الميلاد الجديدة، المبنيّة في العاصمة الإدارية الجديدة، ليمنح ملك السلام لمصر وللشرق الأوسط والعالم بأسره عطيّة السلام والازدهار، أتقدّم بتحيّة خاصة لأخي العزيز للغاية صاحب القداسة البابا تواضرس الثاني وإلى الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة التي عرفت كيف تعطي شهادة حقيقية للإيمان والمحبّة حتى في الأوقات الأكثر صعوبة".