رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تقدم مصر بها.. مشاريع تجارة إلكترونية منفذ حيوي لكسب الرزق

جريدة الدستور

لم يعد الإنترنت وسيلة للتصفح أو المعلومات فقط، بل بات أحد أهم الأبواب التي يطرقها الشباب عقب التخرج وإنهاء المرحلة التعليمية، بعد رحلة بحث مضنية عن عمل لم يجدوه في المؤسسات، ولكن وجدوه على الشبكة العنكبوتية.

فيؤسس هؤلاء الشباب مشاريع ضخمة لا تخرج عن الإنترنت، ويصبح لهم تجارة خاصة مستغلين المجموعات والصفحات التي يتيحها موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، كذلك المدونات فيما يعرف بالتجارة الإلكترونية.

ومؤخرًا، أحرزت مصر نجاحًا ضخمًا في تلك التجارة، حيث شهدت تطورًا كبيرًا في حجم التجارة الإلكترونية، حتى أصبحت تشكل عنصرًا مهمًا من عناصر الاقتصاد، واتساقًا مع ذلك أعلن مؤشر مركز التجارة الإلكترونية عن تقدم مصر بنحو ١١ مركزًا في المؤشر الخاص بالتجارة الإلكترونية.

وأوضح مركز معلومات الوزراء، أن المؤشر يقيس جاهزية الدول حول العالم اقتصاديًا، للاستفادة من التسوق عبر الإنترنت من خلال 4 مؤشرات فرعية، ويغطى المؤشر 152 دولة عبر العالم، حيث تحتل هولندا المركز الأول فيها، يليها سويسرا ثم سنغافورة. وصعدت مصر إلى المركز ١٠٢ بدلًا من المركز ١١٣ من بين ١٥٢ دولة أخرى.

وهناك في ملف التجارة الإلكترونية عبر الإنترنت، قصص وحكايات عديدة لشباب استغلوا تلك الشبكة العنكبوتية أفضل استغلال، من أجل إقامة مشروعات عليها لا تتخطى تلك الشبكة فقط، «الدستور» استعرضت بعضًا منها.

إيمان محمود، 26 عامًا، إحدى صحابات مشاريع التجارة الإلكترونية على الإنترنت، والذي بدأت فيه في سن صغير حين كانت طالبة تدرس في الجامعة الأمريكية، ولازالت مستمرة فيه حتى الآن بعد تخرجها.

تقول: "بحب من زمان شغل الهاند ميد والتريكو، اتعلمته وأنا في ثانوي بالمدرسة، وكنت ملتزمة بحصص التدبير المنزلي اللي كان من ضمنها شغل الهاند ميد والتريكو، فتحول الموضوع معايا من مجرد هواية لشغل في الجامعة".

تضيف: "بدأت تجارة وبيع أونلاين لاين من أول يوم دخلت فيه الجامعة، عملت جروب اسمه مس بيوتي، وصفحة خاصة بيا وبدأت أعرض كل المشغولات والمنتجات بتاعتي، وسنة على التانية بقى ليا زبون وناس تعرفني كتير".

توضح أنها ترغب في افتتاح محل خاص بها لكن ضيق اليد يدفعها وكثيرون إلى صفحات الإنترنت والفيس بوك، لكونها أسهل وأرخص وأكثر سرعة في الوصول إلى الشباب والفتيات، مبينة أن تجارتها تضخمت مع مرور السنوات على الإنترنت ويتفاعل معها كثيرون.

أكثر من 17 مليون مصري يقومون بالشراء من على الإنترنت، بحسب الشعبة العامة للاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا باتحاد الغرف التجارية، في آخر إحصاء لها صدر خلال عام 2018 الماضي.

الإحصاء قال إن حجم التجارة الإلكترونية في مصر وصل لـ5 مليارات دولار سنويًا، ومن المتوقع زيادتها من 20 لـ30%، وتمثل في مصر 2% من حجم التجارة الإلكترونية في العالم، ووصلت التجارة الإلكترونية لـ3% من حجم التجارة المصرية.

فيما تدرجت التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط على النحو التالي، كانت في عام 2015 3.8 مليار جنيهًا، وفي 2016 بلغت 4.6 مليار جنيهًا، وفي 2017 وصلت إلى 6.7 مليار جنيهًا.

إسراء أسامة، 24 عامًا، واحدة ممن استغلت موهبتها للعمل في مجال الإنترنت، البداية كانت مع تخرجها في كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، بعدما اكتشفت موهبتها الفذة في الرسم خلال مرحلة الثانوية العامة، وشهد لها الجميع بذلك.

تقول: "كنت في المرحلة الثانوية بعرف أرسم كويس خصوصًا الأشخاص، والجميع كان بيشهد ليا بالرسم الحلو، فاستغلت ده ودعمته بدخولي كلية الفنون الجميلة، عشان لازم جنب الموهبة يكون فيه دراسة".

توضح أنها بحثت عن عمل في أكثر من مجال بهذه الموهبة إلا إنها لم تجد، فقررت اللجوء إلى الإنترنت: "بدأت أعرض نماذج من البورتيهات اللي رسمتها لأصحابي وعملت جروب اللي عايز يرسم صورته بالفحم أو الألوان الطبيعية مقابل مبالغ مالية على الإنترنت".

تضيف: "الإنترنت سهل عملية العرض والبيع بدون أي تكاليف إضافية، لولاه كنت هضطر أفتح مرسم أو معرض ومكنتش هقدر أدفع تكاليفه من إيجار وكهرباء وأدوات ومعدات، بجانب إني بكسب من الإنترنت فلوس الشحن".

ومؤخرًا دخلت التجارة الإلكترونية حيز مناقشات البرلمان المصري، من خلال منظومة تشريعات اقتصادية مقدمة من الحكومة، تشمل مشروع قانون للضرائب، يتضمن تعديل قانون الضريبة على الدخل، لضم التجارة الإلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

منار سمير، 35 عامًا، ربة منزل، تختلف قصتها عن سابقتها من الفتيات، حيث تخرجت في كلية التجارة، إلا إنها آثرت أن تكون ربة منزل وترعى أطفالها، بعدما تزوجت ورزقها الله بثلاثة أطفال.

عقب دخولهم المدرسة، والتحاق البعض منهم بالجامعات شعرت بفراغ ضخم، فقررت تدشين مشروع خاص بها، بجلب بعض التمور والعمل على بيعها بمبالغ أعلى رمزية حتى يتحقق لها مكسب ربح بسيط.

تقول: "بدأت اشتري تمور بالجملة وأبيعها على الإنترنت، من خلال الجروبات والصفحات، وعملت أوبن داي فيه عروض وخصومات، وكبر المشروع وبقى يشتغل معايا ناس في التسويق والماركتينج".