رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"قلنسوة وحجاب".. كيف تفاعل مغردون مع مسلمة دافعت عن طفل يهودى

جريدة الدستور

رجل صاحب بشرة سمراء وقف داخل مترو لندن أخذ يرنم بمقاطع من الإنجيل يتهم فيها اليهود بالكذب، عقب مشاهدته أبًا وابنه يرتديان القلنسوة، ولم يُرِد والد الطفل أن ينتبه لما يقوله هذا الرجل، فما كان منه إلا أخذ يحدثه في عدة موضوعات ليشتت انتباهه عنه.

حاول أحد الركاب التدخل لوقف الرجل الأسمر عن تجاوزه، لكنه تعرض للسب والتهديد بالضرب، ثم تدخلت أسماء شويخ، مدافعة عن الأب وابنه وحقهما في الاعتقاد، وشعرت بأنه من واجبها الدفاع عنهما، لأنها تعرضت لاعتداءات مماثلة، هذه الواقعة انتشرت كالنار فى الهشيم عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

وتروى "أسماء" الواقعة قائلة: إنها كانت في زيارتها لإحدى صديقاتها بلندن، صعدت على متن القطار من نفس المحطة التي صعد منها الشخص المعتدي، الذى بدا، منذ البداية، تعامله بغلظة، خاصة عندما صعد طفل برفقة والده، وهيئتهما تدل على أنهما يهوديان.

وتابعت: طلبت من الرجل الأسمر أن يتوقف عمَّا يوجهه للطفل ووالده، فكان رده بانتقاد ملابسها، لترد عليه بجملة: "رأيك احتفظ به لنفسك وهذا مكان للنقل وليس للتعبير عن آراء دينية.. والقرآن يقول: (لكم دينكم ولي دين)".

وتستكمل: المعتدي لم يتراجع عن مهاجمته الطفل ووالده بعد توقف المصور عن تصوير الموقف الذي دار بين ثلاثتهم، ثم توقف القطار ونزلت والأسرة اليهودية، لكن ظل الذهول والصمت سيد الموقف، مشيرة إلى أنها اتخذت هذا الموقف لأنها سبق أن تعرضت لمضايقات بسبب حجابها وانتمائها للديانة المسلمة.

في التقرير التالي، استعنا بأداة "keyhole" المتخصصة في تحليل بيانات منشورات مواقع التواصل الاجتماعي لرصد التفاعل الذي حدث مع "أسماء" بين الإيجابي والتشجيع على الاقتداء بها، وبين السلبي الذي هاجمها بأنها تدافع عن مغتصبي الأراضي الفلسطينية.

وحصرت الأداة أن هناك نحو 70 تغريدة تم إطلاقها فيما يتعلق بهاشتاج #أسماء_شويخ، وقد تم إطلاقها من قبل 64 مستخدمًا، ووصل عدد المتفاعلين مع تلك التغريدات لنحو 4.791.380 شخص، فيما بلغ عدد المرات التي شاهد فيها مستخدمو «تويتر» ما يتعلق بهذا الهاشتاج 13.125.779 شخص، وذلك في الفترة من 21 نوفمبر حتى اليوم.
وتوضح الأداة أن 24 نوفمبر الجاري هو أكثر الأيام التي ظهرت فيها التغريدات حول قصة "شويخ"، بواقع 37 تغريدة، وفى 24 نوفمبر 11 تغريدة، وفى 26 نوفمبر 17 تغريدة، وفى 27 نوفمبر تغريدتان، وفي 28 نوفمبر 3 تغريدات.
وبعد تحليل محتوى التغريدات المنشورة حول الموضوع، خلصت الأداة إلى أن هناك 3% من التغريدات كانت إيجابية، و97% منها محايدة، فلم تظهر تأييدها أو نقدها لفيديو "شويخ".
ومن بين التعليقات المحايدة، غرّد محمد عبدالرحمن: "هل لو أنت فى فلسطين المحتلة فى الضفة الغربية أو القدس المحتلة وتحدث صهيونى يهودى وشتم فلسطينيًا هل ستتحدثين بمثل ما فعلت الإنسانة والبطلة الأخت #أسماء_شويخ؟".
ومن بين التعليقات الإيجابية، غرّد عمر شحرور: " تستحق أسماء كل الاحترام والتقدير.. لأنها إنسانة تدافع عن حق الإنسان أولًا.. وثانيًا لأنها مسلمة تلتزم بأمر دينها بالدفاع عن المظلومين.. وثالثًا: لأنها امرأة.. بألف رجل".
وأظهرت الأداة أيضًا أن هناك 67% من الرجال تفاعلوا مع الهاشتاج، فيما تفاعل 33% من النساء، وأن إجمالى التغريدات الأصلية هى 11، فيما كان عدد إعادة التغريد نحو 62 تغريدة.