رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البوم ينعق.. حول العُرس


احتفلت مصر بالأمس، بالعيد الأربعين لانتصار قواتها المسلحة فى معركة أكتوبر 73، التى أعادت الكرامة المصرية واستردت الأرض، التى اغتصبها العدو الصهيونى فى غفلة من الزمن، كما لم تحتفل به فى تاريخها من قبل.. هذا الاحتفال الذى تجاوز البروتوكولات، وخرجت الجماهير المصرية فى فورة شعبية تستعيد الذكريات الرائعة لهذا الانتصار الذى شرّف مصر والعرب، ووضع القامة المصرية فوق الهامة العالمية، يوم راحت كل الأكاديميات العسكرية حول العالم تدرس كيفية هذا الانتصار الذى لم تصنعه أسلحة بقدر ما حققته إرادة جندى مصرى، وهب روحه للوطن، فأعاد له الوطن الحياة من جديد.

ومصر تحتفل بعيد الانتصار العظيم، بدت الفئة الباغية، كعواجيز الفرح، يريدون أن «يضربوا كرسياً فى الكلوب»، لتطفئ نوره، ولكن الله متم نوره ولو كره الكافرون، الذين حاولوا بالأمس الوصول إلى ميدان التحرير، من المنافذ الثلاثة، عبر شارعى رمسيس والقصر العينى وكوبرى قصر النيل.. وكما حمت القوات المسلحة والشرطة المصرية جموع الشعب التى خرجت تعبر عن إرادتها فى التحرر من ربقة الإخوان، فى 30 يونيو و3 يوليو، وقفت تحمى احتفالها الرائع بذكرى النصر العظيم، وتذود عن مكتسباتها، التى تريد هذه الفئة الباغية أن تردها إلى الخلف، وتجعلها نسياً منسيا. يقولون، ليس من رأى كمن سمع، وهذا ما حدث بالأمس، يوم أن وجدنا شارع رمسيس وقد احتلته هذه الفئة التى لم تر نفسها من أبناء هذا الوطن، بل هم فصيل من نبت غير طين الأرض التى نبتنا منها، فنحن أبناء لهذا الوطن، وكانوا هم شيئاً آخر غير أن يكونوا مصريين، إذ من المستحيل ألا يشعر المصرى بالفخار لذكرى العيد العظيم للانتصار الأعظم فى التاريخ.. لقد كان الأمس فرقاناً حقيقياً، لكن على طريقتنا وليست طريقتهم، فرقاناً بين المصرى المعتز بجيشه، السعيد بذكرى انتصاره فى معركة الكرامة، وبين غير المصرى الذى بات يرى فى جيشه عدواً لدوداً، لا ينفك يصمه بكل نقيصة!.

بالأمس حاصرونا فى مبنى الجمهورية بشارع رمسيس، وتربصوا بكل ما فيه ومن فيه.. ألقوا عليه الحجارة، وحاولوا اقتحامه لولا بسالة رجال أمن المؤسسة الشرفاء وبعض الخلصاء من العاملين فيها، الذين صنعوا بأجسادهم حائطاً بشرياً ضد هجوم التتار الجدد، وقد أصاب المبنى ما أصابه، بعد أن حولوا محطة البنزين جواره إلى ركام وحطام، بغير جريرة أو ذنب، إلا تلك الروح الشيطانية التى تتلبس هؤلاء الذين ضلت عقولهم وذهبت تصرفاتهم كل مذهب، فيما عدا الانتصار لهذا الوطن الذى نحيا به وفيه، والحفاظ على مكتسباته وممتلكاته.

رأيت بالأمس شباباً مُضللاً، غير متسلح بدين يحضه على مكارم الأخلاق، ومن سمع البذاءات اللفظية والحركات الجنسية التى كانوا يوجهونها إلى رجال الأمن، لأدرك أنه لا دين يحكم تصرفات هؤلاء إطلاقاً، لكنها العقول التى غيبها سدنة الإخوان وكُهانُها، فألقت بأصحابها فى أتون النار، إذ كم يساوى الفرد مقارنة بالوطن، مهما عظُم هذا الفرد أو سفُل؟.. إن الصائحين بـ«مرسى» لا يعلمون أن جماعته قد باعته، وما يرددونه ما هى إلا أسماء سموها هم وآباؤهم، ما أنزل الله بها من سلطان، إلا تكأة لسرقة الأوطان.. ولكن الوطن باقٍ ما بقى الدهر، وإن الله غالب على أمره، وما ينتظر مصر، بأبنائها وحضنها العربى كبير، وسوف تنبئك الأيام ما كنت جاهلاً.. وكما قال الفريق أول عبد الفتاح السيسى: «إن مصر لا تنسى من وقف معها، كما لا تنسى من وقف ضدها».