رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فشل في الهجرة.. مسؤولون يكشفون قصة نفوق "القرش بهلول"

صورة من الحدث
صورة من الحدث

أحمد أبوالمحاسن ـ عبد الناصر محمد ـ أريج الجيار ـ سمر محمدين

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، استياء العديد من روادها، عقب تداول صورة، فيها سمكة القرش الحوت التي يلقبها الصيادون بـ"بهلول" محملة على سيارة نقل بطريق السويس، لبيعها بسوق العبور، وهو من النوع المهدد بالانقراض، كما أن القيمة السياحية له كبيرة، فهو يمثل عامل جذب سياحي كبير.

جهاز شئون البيئة، راجع فور رصد الحادث جميع الجهات المعنية ذات الصلة لكشف الملابسات، وأوضح أن نفوق السمكة سببه دخولها في شبكة صيد أسماك ساحلية بالمنطقة المواجهة لقرية الحجاج بمدينة السويس.

وقالت وزارة البيئة، إن حادث نفوق سمكة قرش الحوت بساحل مدينة السويس بالأمس هو حادث غير متعمد نتج عن تواجد السمكة في المناطق الطبيعية لممارسة أنشطة الصيد بسواحل المدينة وهو حادث عرضي يحدث في جميع دول العالم التي تتشابه بيئتها مع البيئات المصرية.

وأكدت أن المنطقة التي نفقت فيها السمكة من الأماكن الضحلة التي لا تتناسب طبيعتها مع متطلبات معيشة هذا النوع من الأسماك، حيث تشير المعلومات والحقائق العلمية إلى أن هذا النوع من الأسماك يقضى معظم فترات معيشته في المياه العميقة، التي تزيد على ألف متر، ولا يتواجد في المياه الضحلة التي يقل العمق فيها عن خمسين مترا إلا لفترات زمنية محدودة جدا، وهو ما يعني أن المنطقة التي نفقت فيها السمكة بشكل خاص، وخليج السويس بشكل عام يعد من الأماكن غير المواتية لمعيشة هذا النوع من الأسماك، وأن تواجده بتلك المنطقة نتج عن خطأ في تحديد مسار هجرته السنوية من جنوب البحر الأحمر إلى الشمال والارتداد مرة أخرى في معظم الأحيان من منطقة جنوب سيناء دون الدخول في خليجي السويس والعقبة.

وأكدت، أن تحليلات نتائج أعمال الرصد الدوري لحوادث نفوق الكائنات الحية ذات الأهمية الخاصة مثل الحيتان والدرافيل والسلاحف البحرية بخليج السويس، تشير إلى أنها في المستوى الأمن، بجانب الوضع في الاعتبار الخاصة للأنشطة الاقتصادية بخليج السويس والذي يعد أحد أهم الممرات الملاحية في العالم وأكثر المناطق البحرية إنتاجا للأسماك وكثافة أنشطة استكشاف واستخراج البترول.

وأشارت "البيئة" إلى أن السياسات والقوانين المصرية الخاصة بحماية البيئة انفردت بين جميع دول العالم بالحظر المطلق لصيد وحيازة جميع أنواع أسماك القرش بما فيها قرش الحوت، وشددت على استمرار التنسيق مع جميع جهات الدولة لنشر الوعي البيئي بين جميع فئات المجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة وتلافي تعريض الكائنات المهددة بالانقراض لأي مخاطر تهدد استدامتها واستقرار البيئات التي تعيش فيها.

من جانبه، قال محمد سالم، رئيس قطاع حماية الطبيعة في تصريحات لـ"الدستور" إن القانون يمنع صيد سمك القرش في مصر، ولكن هذه الواقعة صيد عارض غير مقصود، لأنه يستخدم المعدات المتاحة للصيد بالطرق المعتادة، ويصطاد في أماكن الصيد المسموح بها.

وأوضح "سالم"، لـ"الدستور" أن هناك برامج توعية للصيادين من فترة لأخرى بشأن الصيد المجرَّم، وظواهر نفوق الكائنات الحية لها طبيعة خاصة بسبب أن خليج السويس من أكتر الأماكن المتاح بها نشاط الصيد، وأكثرها إنتاجا للثروة السمكية في مصر، والأنشطة الاقتصادية.

وأردف رئيس قطاع حماية الطبيعة أن وزارة البيئة تقوم برصد هذه الظواهر ومازالت معدلات النفوق في المنطقة الآمنة، وأن قرش الحوت يعيش في أماكن مخصصة.

وفي ذات السياق، قال الدكتور خالد السيد رئيس هيئة تنمية الثروة السمكية بوزارة الزراعة، إنه تم تم وقف المركب والصيادين الذين اصطادوا "قرش الحوت بهلول" وجاري التحقيق معهم، حيث إن صيد القرش ممنوع في مصر ودوليا باعتباره نادر وجوده وقد تم صيده من خليج السويس.

وقال "السيد" في تصريحات لـ "الدستور"، إن القرش الذي تم صيده وزنه 900 كيلو وهذا النوع لا يهاجم الغطاسين وإنما يكون هناك بعض المناوشات ويتغذى على العائمات النباتية والحيوانية فقط، وأن هيئة الثروة السمكية اتخذت إجراء سريع بوقف المركب والتحقيق مع طاقمها.

وأضاف رئيس الهيئة، أنه يوجد 44 نوعا للقرش في البحر الأحمر منها الأنواع المفترسة وأخرى غير مفترسة بينما الهجوم من القروش في مصر محدود.

بدوره أعلن المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد بالسويس، أن سمكة القرش الحوتي المعروفة بـ"بهلول"، والتي قام صيادين بصيدها بمياه خليج السويس، والتي تم فحصها بعد ورود بلاغ من إدارة ميناء الأتكة للصيد بالسويس، تبين أنها من الكائنات المعرضة للانقراض والموجودة بالقائمة الحمراء للاتحاد العالمي لصون الطبيعة ووزنها 900 كيلو.

وقال المعهد في بيانه، اليوم، تم تشكيل فريق بحثي برئاسة الدكتور أمجد محمد شعبان، الباحث بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد بالسويس، وتم فحص السمكة وقد تبين أنها سمكة قرش وبياناتها التفصيلية كالآتي: من نوع قرش الحوت والاسم الشائع Whale shark والاسم العلمي Rhincodon typus وحالة النضج الجنسي صغير السن (Juvenile) والطول 7 أمتار والوزن حوالي 900 كيلو جرام.

وأكد المعهد، أن هذا النوع غير مفترس ولا يمثل أي خطورة على الإنسان فهو يتميز بأسنان دائرية غير حادة، ويتغذى فقط على الهائمات البحرية والقشريات صغيرة الحجم، وذلك عن طريق فلترة مياه البحر، ونتيجة لكبر حجم هذا النوع من الأسماك فإنه غالبا ما يعلق بشباك الصيد المنصوبة بالمياه، لاصطياد أنواع الأسماك الأخرى مما يعوق حركته ويؤدي إلى وفاته، ويعتبر هذا النوع من الكائنات المعرضة للانقراض والموجودة بالقائمة الحمراء للاتحاد العالمي لصون الطبيعة.

من جانبه، نفى بكري أبو الحسن، نقيب الصيادين، أن الصيادين، قاموا بصيد القرش، مؤكدًاأنه أثناء إبحار عدد من الصيادين في خليج السويس وجدوا أن سمكة كبيرة الحجم تترنح في البحر بشكل غير متزن، نتيجة لاصطدامها بـ "فراس" إحدى مراكب الصيد الكبيرة.

أضاف نقيب الصيادين، أنه بسبب عدم قدرة سمكة القرش على الإبحار ومقاومة الأمواج، وترنحها في مياه الخليج بشكل عشوائي، أدى ذلك إلى اشتباك القرش "بهلول" بشباك الصيادين، فقاموا بسحبه حتى وصلوا إلى مياه الشاطئ.

وتابع "أبو الحسن"، أنه تواجد عدد من المسئولين من القطاعات المعنية فور وصول الصيادين بالقرش على الشاطئ، من هيئة الثروة السمكية ومعهد علوم البحار والمصايد، ملفتًا إلى أنه قام مسئولين من معهد علوم البحار، بقطع زعانف وذيل سمكة القرش "بهلول"؛ لإجراء اختبارات ودراسات على نوع السمكة.