رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عادل الميري: "خيوط أقمشة الذات" سيرة ذاتية من وجهة نظر ثقافية

عادل الميري
عادل الميري

صدر حديثا عن منشورات إبييدي للنشر والتوزيع، كتاب "خيوط أقمشة الذات" للكاتب عادل أسعد الميري.

وعن الكتاب يقول "الميري": عندما يتخطّى الإنسان مرحلة العمل اليومي الدؤوب، ويجد نفسه أمام وقت فراغ لا تملؤه القراءة والكتابة، يكون أكثر ما يشغل الذهن هو صور الطفولة والمراهقة، هذا الكتاب هو رواية سيرة ذاتية للطفولة والمراهقة من وجهة نظر ثقافية، ومعنى الثقافة هنا هو العناصر التي تدخّلت في تشكيل الوعي، منذ ما قبل المولد عبر ناقلات الصفات الوراثية، من الآباء والأجداد، إلى الوعي بلحظة المولد، إلى الوعي بلحظة بداية الاهتمام بالحياة، بداية تكوين الأفكار الأولى، التي ستصبح لاحقا اهتمامات رئيسية في الحياة.

ويتابع في تصريح خاص لـ"الدستور": فبعد استعراض سريع لأصول الراوي التي ينبع أغلبها من صعيد مصر، يحدّثنا عن جدّه لأبيه الذي عمل مترجما في الجيش البريطاني في الحرب العالمية الأولى، وعن جدّه لأمه الذي طاف جميع عواصم الأقاليم المصرية، كجرّاح في مستشفياتها الأميرية، وعن والده الذي كان يذاكر تحت أعمدة النور في الشوارع، لعدم قدرة الجدّ على دفع فاتورة الكهرباء، ثم يحدّثنا عن طالب الكلية الحربية التي دخلها سنة 1936، ليجد نفسه في نفس الدفعة مع جمال عبد الناصر وأنور السادات.

يحكي لنا الراوي كيف وقع في غرام (فرنسا)، وعن أهم درس في الكرامة الانسانية تعلّمه خلال اثني عشر عاما من التعليم العام، وعن التلاميذ الجزائريين الذين جاؤوا لمدة عامين دراسيين الى طنطا، وعن مصطفى المكّاوي قصير القامة وكيف أصبح (مستر يونيفرس) أي بطل العالم في كمال الأجسام.

ثم يتنقّل بنا الراوي بين بطلاته السينمائيات، ولماذا يفضّل ماجدة على الأخريات، ولماذا كان لفيلمها (الحقيقة العارية) الدور في توجيه المؤلف الى العمل في مهنة الارشاد السياحي، ولماذا يبكي بالدموع الغزيرة كلما شاهد فيلم (غرام في الكرنك)، ولماذا كان من الواجب تدريس فيلم (بين الحياة والموت) في كليات الطب والشرطة.

ثم يأتي فصل يحدّثنا فيه المؤلف عن تأثير سلسلة الألف كتاب الأولى، ومجلّدات مجلّة المقتطف، ومجلّة رسالة اليونسكو، ومجلّة تراث الانسانية. ثم تأثير كل هؤلاء في حياته الذهنية: أنيس منصور، سلامة موسى، توفيق الحكيم، حسين فوزي، زكي نجيب محمود، عبّاس العقاد، برتراند راسل، برنارد شو، جويا، ليوناردو دافنشي، سكوت فيتزجيرالد، لويس عوض، الطيّب صالح، جمال حمدان، وكافكا.

وفي الفصل قبل الأخير من هذا الكتاب، يحكي لنا الراوي حكايات قصيرة مثيرة، أولا عن الرحلة الى أوروبا في العشرينات، عندما لم يكن الشاب المصري في حاجة الى باسبور، لأن بطاقته الشخصية المكتوبة بياناتها باللغة الفرنسية، كانت تكفي وحدها لتسمح له بدخول كل الدول الأوروبية دون فيزا سياحية، ولم يكن المصري في حاجة الى تحويل عملات أجنبية لأن الجنيه المصري، كان قابلا للتحويل الى فرنكات فرنسية وجنيهات استرلينية في كل بنوك أوروبا.

وثانيا عن الرحلة الى أوروبا في السبعينات، عندما كان ثمن التذكرة بين القاهرة ولندن ذهابا وعودة بثمانين جنيها، وكان يمكنك وأنت في إنجلترا أن تحصل على فيزا سياحية لكل الدول الأوروبية الأخرى، وتتنقّل بينها كيفما شئت بالقطار، أما الفصل الأخير فهو مجموعة من الخيالات والخزعبلات التي تنتمي بالأحرى الى عالم الهلوسة.