رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حرب ترامب النفسية انتهت بفوز "الانعزالية".. وهز صورة الجمهوريين

جريدة الدستور

أكدت صحيفة "جلوبال آند ميل" الكندية في تقريرها اليوم، أنه منذ 3 سنوات كرئيس للولايات المتحدة، كان دونالد ترامب في حالة حرب مع نفسه، بين كونه يرغب في الانعزالية عن العالم والتدخل في شئون الغير.

وتابعت أن ترامب فاز بالانعزالية بعد قراره سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا والسماح للأتراك بسحق حلفائه الأكراد.

وأضافت أن لدى الأطراف المتحاربة داخل السيد ترامب تاريخ طويل، تعود العزلة إلى تحذير جورج واشنطن من أن الولايات المتحدة يجب أن "تقاوم المؤامرات" من التشابكات الأجنبية، ظهرت التدخلات عندما قاد وودرو ويلسون أمريكا إلى الحرب العالمية الأولى "لجعل العالم آمنًا للديمقراطية"، بينما قاد فرانكلين روزفلت الولايات المتحدة إلى الحرب ضد الإمبراطوريتين اليابانية والنازية، بينما تعهد جون ف كينيدي بأن الأمريكيين "سيدفعون أي ثمن" للدفاع عن الحرية، والتي بلغت ذروتها في حرب فيتنام، واستخدم ريتشارد نيكسون قوة عسكرية هائلة لإجبار الشمال الشيوعي على طاولة السلام.

وتابعت: "كان الرؤساء الآخرون مصممين على إنهاء دور أمريكا كـ(شرطي العالم)، ومع ذلك، فقد تم جذبهم بشكل لا مفر منه إلى ممارسة سلطة الرئاسة الهائلة لتشكيل الشئون الخارجية، فضل جيمي كارتر انسحاب الولايات المتحدة من النزاعات الدولية، ولكن انتهى الأمر إلى التوسط في اتفاقيات كامب ديفيد بين إسرائيل ومصر، وأراد بيل كلينتون التركيز على النهضة الاقتصادية لأمريكا لكنه انتهى بخوض حرب جوية لإنقاذ المسلمين البوسنيين والكروات من الإبادة الجماعية، وكان ينظر إلى جورج دبليو بوش على أنه انعزالي أراد تقليص مشاركة الولايات المتحدة في الناتو، لكن الحادي عشر من سبتمبر أجبره على قضاء ولايته كرئيس حرب".

وكشفت الصحيفة عن سبب فشل رؤساء الولايات المتحدة الانعزاليين فى تحقيق أهدافهم، مؤكدة أن السبب الأول يعود إلى التشابكات الاقتصادية الدولية لأمريكا والجيش المذهل قد يدفعان حتمًا الحلفاء أو المتوسلين للضغط على الولايات المتحدة للتدخل في النزاعات والتحقق من طموحات القوى الصاعدة في تهديد الولايات المتحدة أو حلفائها، والسبب الثاني هو أنه غالبًا ما يتحول الرؤساء المحبطون بسبب المشاحنات التي استمرت سنوات طويلة مع الكونجرس وبالتالي الرغبة في ترجمة برامجهم الانتخابية على أرض الواقع بسرعة أكبر.

وأضافت أن ترامب كان عازما على إعادة القوات الأمريكية من أفغانستان وسوريا، ولكنه وجد نفسه مضغوطا ومجبرا على التدخل، وهو ما انعكس على أدائه وخلق سلسلة من المتاعب مع مستشاريه، وبالتالي هو أوفى بوعده بالقضاء على داعش ولكنه كان مصمما على الانسحاب السريع من سوريا، كما أنه يخطط لإزالة المظلة النووية الأمريكية من كوريا الجنوبية بعد نزع جارتها الشمالية سلاحها النووي.
وأشارت إلى أنه خلال الحرب التي استمرت 3 سنوات داخل ترامب بين الانعزالية والتدخل فاز الانعزالي بمغادرة جون بولتون مستشار الأمن القومي ووزير الدفاع جيمس ماتيس.

وتابعت أنه لا يبدو أن ترامب قد أدرك أن سحب القوة الأمريكية قد يشكل تدخلًا أكبر في شئون الآخرين كما هو الحال في حالة الأكراد، لأنه أضر بحليف مخلص وتركه تحت مقصلة الأعداء.

وأوضحت أن التخلي عن الأكراد هز مؤسسة السياسة الخارجية للجمهوريين، قليل من الناس الذين يعيشون الآن يمكنهم تذكر البيت الأبيض الجمهوري غير المتشدد، ومع ذلك، كانت الانعزالية يومًا ما سمة مميزة للجمهوريين، بما في ذلك السناتور روبرت تافت والرؤساء هربرت هوفر ودوايت أيزنهاور.