رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قطر تنفق 24 مليون دولار منذ المقاطعة لتحسين صورتها

تميم
تميم

كشفت صحيفة "أراب ويكلي" عن جهود قطر لمحاولة تحسين صورتها في الولايات المتحدة، بعد مرور أكثر من عامين على المقاطعة العربية، من خلال إنفاق ملايين الدولارات على جماعات الضغط الأمريكية.

وذكر التقرير أن الدوحة أنفقت ما لا يقل عن 24 مليون دولار فى حملات العلاقات العامة وجماعات الضغط الأمريكية منذ عام 2017.

وذهبت ميزانيات العلاقات العامة والضغط في قطر إلى منع إصدار تشريع بشأن الجماعات الإرهابية التي تمولها وكذلك تجنب التدابير التي تهاجم قناة "الجزيرة" التي تمولها الدولة في الدوحة.

وأوضح التقرير، أن الدوحة عملت على إعادة تشكيل صورتها وأحيانًا ما أقنعت المشرعين بتخفيف القوانين والقرارات الأساسية إزاءها، إلا أن من المفارقات المثيرة أيضًا، علاقتها الوثيقة مع إيران التي تعد العدو الأول للولايات المتحدة.

وقال التقرير، إنه في الآونة الأخيرة، عملت "الجزيرة" على حماية نفسها من الادعاءات الواردة بأنها تتصرف نيابة عن الدولة القطرية، الأمر الذي يتطلب منها التسجيل كوكيل أجنبي لدى وزارة العدل الأمريكية، بالإضافة إلى الكشف عن المعلومات المالية والعلاقات مع المسئولين الأمريكيين.

ويضغط المشرعون الأمريكيون المحافظون من أجل تسجيل "الجزيرة" كوكيل أجنبي في البلاد، إذ أن السياسة التحريرية للقناة تعكس أجندة الدوحة الخارجية وتقوض السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

وأشار التقرير، إلى أن "الجزيرة" تخشى فقدان مكانتها كجهاز إعلامي مستقل، ما دفعها لإنفاق ما يزيد على نصف مليون دولار في ثلاثة أشهر للرد على التهم الموجهة إليها.

ودفعت شركة المحاماة DLA Piper، وهي شركة الشئون العامة الأمريكية، مبلغ 540 ألف دولار في الربع الثالث من العام الجاري للضغط على الكونجرس، بزيادة 500 ألف دولار عن الربع السابق.

ووفقًا لما ذكرته "أراب ويكلي"، لا تقتصر حملة الضغط في قطر على هذه الأمور فقط، وإنما بذلت الدولة جهودًا كبيرة للتأثير على المؤسسات الأكاديمية والبحثية البارزة التى تأمل أن تؤسس مناخًا إعلاميًا أكثر تفضيلًا بالنسبة إليها.

ولفتت الصحيفة، إلى أن قطر توفر تمويلًا كبيرًا لمجموعة الأزمات الدولية، وهي منظمة غير حكومية تحظى باهتمام كبير وتقدم تقارير عن النزاعات والأزمات في جميع أنحاء العالم، كما أن مؤسسة قطر التي تمولها الدولة جزئيًا تمتلك فرع الدوحة بمعهد "بروكنجز" الأمريكى.

وتعمل هذه الروابط على إمداد المدافعين عن الدوحة بمستوى من المصداقية وتساعد قطر على نشر رسالتها من خلال المنافذ الأكاديمية والإعلامية الشهيرة، كما سعت مؤسسة قطر الدولية للتأثير على مناهج الجامعات الأمريكية في الشرق الأوسط من خلال مساهمات مالية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من كل ذلك، فإن حملة العلاقات العامة في قطر لم تفعل الكثير لإحداث تغيير جذري في الصورة السائدة في الدولة، موضحة أن القضية ليست فقط دعم الدوحة المستمر للجماعات الإرهابية المعينة والروابط المتطرفة ولكن فشلها في فهم الحقيقة الأساسية للعلاقات العامة الحديثة، ومفادها أنه يمكن للصناعة تجميل الإيجابيات ولكنها لا تمحو سلبياتها بالكامل.

وتناول تقرير الصحيفة، زيارات الوفود اليهودية إلى الدوحة، منوهة إلى أنه في عام 2017، استأجرت قطر "نيك موزين"، كبير المستشارين السابقين للسيناتور الجمهوري "تيد كروز"، للمساعدة في إقامة علاقات مع قادة المنظمات المؤيدة لإسرائيل وواضعي السياسات المقيمين في واشنطن، والذين ورد أن بعضهم حصل على تبرعات.

ووفقًا لتقارير وسائل الإعلام، تعرضت المنظمة الصهيونية الأمريكية تعرضت لهجمات إعلامية يهودية عديدة بسبب ارتباطها بقطر، فيما حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، علنًا الشخصيات اليهودية على عدم القيام بذلك التعامل مع الدوحة.

واختتمت الصحيفة تقريرها، مؤكدة أن قطر يجب عليها أن تتعايش مع حقيقة أن العلاقات العامة الجيدة ليست بديلًا عن السياسة السليمة.