رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إلهام أحمد: قطر تتعامل بنفس نهج «الإخوان» ونطلب حظرًا جويًا بشكل فورى لمنع قصف المدنيين

جريدة الدستور

أردوغان ينفذ خطة تستهدف احتلال مناطق واسعة من سوريا والعراق.. ومصر بيت العرب الكبير


قالت إلهام أحمد، رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، إن موقف مصر من العدوان التركى على سوريا قوى وفاعل، مشددة على أن «مصر هى البيت الكبير للعرب ومواقفها مشرفة دائمًا والتاريخ يثبت ذلك». ورأت «إلهام»، فى حوارها مع «الدستور»، أن قطر تتعامل مع القضية بنفس نهج جماعة الإخوان الإرهابية، إذ تؤيد الاحتلال التركى منشقة بذلك عن الصف العربى، مشيرة إلى أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ينفذ خطة تستهدف احتلال سوريا والعراق. وذكرت أن قرار الولايات المتحدة بفتح المجال الجوى أمام الطائرات التركية سمح بقصف المدنيين، مشيدة بموقفى ألمانيا وفرنسا من العدوان.



■ بداية.. كيف ترين موقف مصر من العدوان التركى؟
- أرى أن الموقف المصرى فى هذا السياق قوى وفاعل بشكل كبير، وهذه هى مصر التى دائمًا ما تنحاز لمحيطها العربى، وتؤيد وحدة الأراضى السورية، لذا فمن الطبيعى أن يكون موقفها إيجابيًا وداعمًا لمقاومة قوات سوريا الديمقراطية للعدوان التركى، وبالتالى داعمًا لكل السوريين المقاومين للاحتلال التركى. وأؤكد أن الدور المصرى القوى ليس أمرًا جديدًا، فسجل مصر التاريخى مشرف تجاه كل القضايا العربية، فهى دائمًا تحرص على الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة. مصر بالنسبة لنا هى البيت الكبير الذى يضم كل العرب، وكانت من أوائل الدول التى رفضت العدوان التركى على الأراضى السورية، ونحن لمسنا ذلك خلال لقائنا وزير الخارجية، سامح شكرى، وتأكيده دعم مصر وحدة سوريا ورفضها الهجوم التركى.
■ ما الذى تستهدفه تركيا من هذا العدوان؟
- العدوان التركى الحالى لا يهدد أمن سوريا وحدها، بل هو تهديد واضح ومباشر للأمن القومى العربى، فالأتراك حاليًا يريدون أن يسيطروا على الشمال السورى بالكامل، مثلما فعلوا فى عفرين والمناطق المجاورة لها، وهذا يأتى فى سياق خطة مدرجة بالميثاق القومى التركى، تشير إلى أن حدود الدولة التركية تضم جزءًا من الأراضى السورية بدءًا من إدلب حتى دير الزور. وحاليًا ينفذون خريطة شمال سوريا، ولكن مستقبلًا سيحاولون الوصول إلى دير الزور ومنها إلى الأراضى العراقية، ومنها إلى كركوك لضم كل هذه المناطق ضمن الحدود التركية، فهم يضعون بالاحتلال حدودًا جديدة لبلادهم.
لذلك فإن دعم المقاومة من قبل حكومات وشعوب الدول العربية ضرورى جدًا، وكذا دعم الدول الأوروبية بالكامل، حتى نضمن إحباط المخطط التركى الذى يهدد وحدة الأراضى السورية، ويستهدف تهجير السكان لإحداث تغيير ديموغرافى فى المنطقة، لذلك من الضرورى أن تظل هذه المنطقة لأصحابها الأصليين، ومن ثم لا بد من أن يتم دعمنا من الدول العربية.
■ إلى أين وصل العدوان تحديدًا؟
- حتى الآن لم تنجح قوات الاحتلال التركية إلا فى السيطرة على بعض القرى، وحاليًا يريدون محاصرة مدينتى رأس العين وتل الأبيض، لأن هذا ما سيسمح لهم بالسيطرة على شمال سوريا بشكل كامل. وعلى الرغم من ذلك، فإن الوضع الحالى صعب جدًا فى ظل عدم وجود غطاء جوى يحمى قوات سوريا الديمقراطية من طائرات العدو، لذلك لا بد من أن يتم التدخل لإيقاف الهجمات التركية، عبر إغلاق المجال الجوى أمام الطيران التركى، وأن يتم الضغط على تركيا سياسيًا لوقف عمليتها الدامية.
وأؤكد أننا سنظل ندافع عن أرضنا حتى الموت، فإما أن ننتصر على هذا العدوان أو نموت فى سبيل وحدة بلادنا، وسنواجه المحتلين بكل الطرق الدبلوماسية والعسكرية.
■ ما تقييمك للموقف الأمريكى تجاه العدوان؟
- الموقف الأمريكى سلبى بالطبع، فقرار الولايات المتحدة بفتح المجال الجوى السورى أمام الطائرات التركية غير صحيح، وسمح بقصف المدنيين، وللأسف لا تتسق تصريحات البيت الأبيض مع أفعاله، وأنا هنا لا أتحدث عن كل المؤسسات الأمريكية، فموقف «الكونجرس» و«البنتاجون» إيجابى وداعم لقضيتنا، ويضغط على البيت الأبيض لتغيير سياساته السلبية.
■ كيف ترين الموقف العربى تجاه الهجوم؟
- الموقف العربى إيجابى جدًا وجاء فى الوقت المناسب، إذ استطاع العرب اتخاذ الموقف الصحيح والداعم للمقاومة والشعب السورى، والرافض للاحتلال التركى، ونتوجه بالشكر للدول العربية التى أعلنت موقفها بشكل صريح وواضح ضد هذا العدوان.
وأطالب الدول العربية بدعمنا ماديًا ومعنويًا وعسكريًا، وبأن يستمر التواصل بشكل دائم بين جميع الأطراف لحماية التراب السورى.
■ ما تقييمك للموقف القطرى من القضية؟
- قطر تتعامل بنفس نهج جماعة الإخوان الإرهابية، فهى تدعم المشروع الدموى للرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وهى بذلك ترتكب خطأ ولا بد من أن تصحح قيادات قطر موقفها وأن تعود للصف العربى، وأؤكد للقطريين أن دعمهم الاحتلال التركى لن يعود عليهم بأى شىء إيجابى.
■ هل هناك تحركات لدعم القضية على الصعيد الدولى؟
- بالطبع، نحن نتواصل مع المجتمع الدولى بشكل عام، ومع الأوروبيين والدول العربية بشكل خاص، كما نتواصل مع الأمريكيين والروس، ونطلب دعم الجميع لإيقاف هذا الهجوم.
وأرى أن الاتحاد الأوروبى يستجيب لنا بشكل كبير، ولكن ننتظر من الدول الأوروبية اتخاذ موقف جدى وعملى من أجل وقف العدوان.
■ ما الدول الأكثر دعمًا للقضية حتى الآن؟
- الكثير من الدول الأوروبية تدعمنا وتتعامل بجدية مع العدوان التركى، مثل فرنسا وألمانيا، اللتين اتخذتا قرارًا بعدم تصدير الأسلحة إلى تركيا، لكن نحن بحاجة إلى أكثر من ذلك، وأقصد التدخل بشكل سريع لإيقاف هذا العدوان الغاشم الذى يستهدف وحدة سوريا، ويجب أن يتم إغلاق المجال الجوى وفرض عقوبات على تركيا.
■ هل من الممكن أن يستفيد تنظيم داعش الإرهابى مما يحدث؟
- بالطبع، فالعدوان التركى يستهدف إعادة إنتاج تنظيم داعش الإرهابى، وما يؤكد ذلك أن هناك عناصر داعشية بدأت فى التسلل إلى الأراضى السورية من العراق، للانضمام للخلايا النائمة والأسر الداعشية المعتقلة لإعادة تنظيم الصفوف، والتفجيرات الأخيرة خير دليل على ذلك، والحقيقة أن الوضع حرج جدًا.
■ ما موقف دول الخليج من القضية؟
- نشكر المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على موقفيهما الداعمين لنا، وهناك تواصل دائم بيننا برعاية أمريكية، وتقدم الدولتان لنا المساعدات، وتؤكدان حرصهما على وحدة الأراضى السورية.