رغم أزمة الحكومة .. الأمن أولاً: تفاصيل الميزانية الجديدة للجيش الإسرائيلي

الإنجاز الاستراتيجي لإسرائيل الأكبر خلال العام الأخير، هو أنه لم تقع حرب خلالها، رغم توتر خمس جبهات كان من شأنها أن تؤدي إلى اندلاع حرب لا ترغب إسرائيل فيها، وهي جبهات سوريا ولبنان والعراق وغزة والضفة الغربية.
السياسة الاستراتيجية التي اتبعتها إسرائيل خلال العام المنصرم، كانت أشبه بالمشي على حافة منحدر يمكن أن يتسبب باندلاع حرب، كما حدث في هجومها ضد منشأة تطوير صواريخ دقيقة لحزب الله في الضاحية الجنوبية ببيروت.
التوتر لم ينته بعد، ففي غزة تحاول إسرائيل الحفاظ على الهدوء عن طريق إدخال الأموال القطرية للقطاع لكن يمكن للاشتعال أن يحدث في أي وقت، وفي الجبهة الشمالية والتي تمثل الخطر الأكبر تم انتهاك سياسة الغموض، حيث أعلن نتنياهو بشكل واضح عن العمليات الإسرائيلية في سوريا، وألمح للعمليات في العراق أيضاً، وربط المراقبون أن سر جرأة نتنياهو كان لإحراز أهداف سياسية تخدم حملته الانتخابية، وإحساسه بأن واشنطن تدعم هذه الخطوات، رغم أن ترامب غير متوقع ولا يمكن الاعتماد عليه.
رجحت تقديرات استخباراتية عسكرية أنه من المتوقع نتاج لهذا عمليات انتقام من إيران، وهو ما دفع رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي إلى عقد اجتماعاً مع وزير المال الإسرائيلي موشيه كحلون عرض خلاله التهديدات الوشيكة التي تواجهها إسرائيل، وأكد أنها تتطلب زيادة كبيرة في ميزانية الدفاع الإسرائيلية.
وبالفعل صادق المجلس الوزاري المصغر الإسرائيلي على أن يبدأ الجيش الإسرائيلي بتنفيذ "مشروع أمني حساس" تصل تكلفته الشاملة إلى نحو 320 مليون شيكل.
وجاء أنه صودق في هذه المرحلة على ميزانية "المرحلة أ" من المشروع، لتدرس لاحقا تخصيص الميزانيات لباقي المراحل، على أن يتم التصديق علي الميزانية قريباً.
وكانت اللجنة المالية قد صادقت في أغسطس الماضي على "زيادة طارئة" بقيمة 355 مليون شيكل للتسلح بمنظومة دفاعية ضد الصواريخ.
بالتزامن مع ذلك، تتواصل المباحثات بين قيادة الجيش ووزارة المالية بشأن الخطة المتعددة السنوات. وخلافا لخطط سابقة كان يصل أمدها إلى 5 سنوات، فإن الجيش يطلب المصادقة في هذه المرة على خطة لمدة 10 سنوات.
ويطالب جهاز الأمن بزيادة الميزانية بـ40 مليار شيكل للسنوات العشر القريبة، أو 4 مليار شيكل سنوياً، بينما تشترط وزارة المالية هذه الزيادة بالتزام الجيش بخطوات تنجيع حقيقية، ووقف مشاريع مكلفة، وتقصير مدة الخدمة الإلزامية للذكور، واستبدال نموذج الخدمة الدائمة بعقود شخصية لضباط صغار يعنى بهم الجيش يحصلون فيها على رواتب عالية، مقابل التنازل عن التقاعد من جيل 43 حتى 67 عاما.
كما أعلنت قيادة الجيش الإسرائيلي ضم الوحدة المسؤولة عن تشغيل منظومة "مقلاع داود" إلى قيادة قوات المدفعية، وأشارت إلى أن هذه الوحدة ستستخدم صاروخاً خاصاً يصيب الأهداف عن بعد وبدقة.
وكان "نتنياهو" قد أعلن أنه بصدد الدفع قدماً بخطة دفاعية ضد صواريخ "كروز" بتكلفة مليارات الشيكلات، وذلك بعد الهجوم الإيراني على منشآت النفط السعودية.