رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شيخ الطريقة الفيضية: "مرسي" حاول استمالتنا.. ولا نسعى للحكم

جريدة الدستور

- لا نسعى للحكم... والتصوف زهد وتجارة مع الله والوقوف مع الوطن ضد الخونة والمأجورين أمر واجب

- الصوفية تواجه التطرف بالمحبة والروحانيات.. وهناك الكثير من المؤلفات الصوفية التي تحارب الإرهاب

- مؤتمر الصوفية العام كان بمثابة تفويض جديد للجيش والرئيس للقضاء على الإرهاب

- نقف فى نفق واحد مع الدولة وجيشها ورئيسها.. وحياتنا فداءً لمصر


أكد الدكتور محمود أبو الفيض شيخ الطريقة الفيضية المستشار القانونى للطرق الصوفية، فى حواره لـ"الدستور" على أهمية الدور المحورى الذى تلعبه الطرق الصوفية فى مصر، خاصة بعد سقوط نظام الإخوان المسلمين، ومشاركة جموع الصوفية في الثورة على الإخوان فى 30 يونيو، ثم الوقوف مع الرئيس السيسى ودعمه في الانتخابات الرئاسية، ومبايعته للمرة الثانية كرئيس لمصر.

وكشف أبو الفيض كواليس اللقاء الذى دار بين محمد مرسى وشيوخ الطرق الصوفية، عندما كان مرشحًا لرئاسة الجمهورية.

- ما هو الدور الحالي للطريقة الفيضية في مصر؟

الطريقة الفيضية هى طريقة صوفية من ضمن الطرق الصوفية المسجلة والمنتشرة فى جمهورية مصر العربية، وهى تقوم بدور محوري من أجل نشر الفكر الصوفي، وهي طريقة علمية فبجانب اهتمامها بالذكر فهي تهتم بالعلم، ولديها منهج إصلاحى يهتم بإصلاح الطرق الصوفية، والطريقة الفيضية تحاول دائما تنقية التصوف مما علق به من أفكار غريبة وسطحية والتصدى للجماعات التى تدعى أنها لها علاقة بالتصوف وهذا غير صحيح، ونحاول من خلال المؤتمرات والندوات الخاصة بالطريقة أن نقول للناس إن التصوف رسالة عالمية، بمعنى أنه ليس مقتصر على جماعة أو فصيل معين بل إن التصوف يجب أن يعرفه كل الناس، والتصوف برىء مما يدعيه البعض من خزعبلات وبدع يتم إلصاقها فى التصوف.


- كيف واجهت الصوفية بشكل عام والفيضية بشكل خاص الفكر المتطرف ؟

فى الواقع، نحن واجهنا الفكر المتطرف بالعديد من الوسائل والإمكانيات، وأهم هذه الوسائل الكتيبات والمؤلفات والمقالات التى تحذر وتفند الأفكار الخاصة بهذه الفكر المتشدد، إضافة إلى الندوات والمؤتمرات والملتقيات التى تنظم بشكل مستمر، وتحذر من أفكار هذه الجماعات الضالة، كما أن فكر الطرق الصوفية نفسه، فكر دينى وسطى، يرفض الأفكار المنحرفة والمتشددة التي تعتنقها الجماعات السلفية والإخوانية، كما أننا نشارك فى الكثير من المؤتمرات والملتقيات الأخرى ونحذر فيها أيضا من الفكر المتطرف، بالنسبة لمواجهة التطرف لدينا منهج كبير نستخدمه دائما في التحذير من هذه الفئة الباغية التي تريد إحداث الفرقة بين المسلمين.


- كيف تأسست الطريقة الفيضية ومتى سجلت بشكل رسمى؟

والطريقة الفيضية الشاذلية، وهي طريقة قديمة وأشهرت عام 1949، وهناك لائحة تنظم التصوف ويوجد قانون رقم 118، يختص بعمل الطرق الصوفية، ولكن كان مسموحًا للطرق الصوفية قديما، بممارسة النشاط دون الحصول على إشهار، أو تصريح رسمى، والطريقة أسست على يد سيدى محمود أبو الفيض، وأول من جعل هناك مجلة تتحدث باسم التصوف الإسلامى، وكان شيخنا له باع طويل فى نشر الفكر الصوفى، سواء في المجلة أو كتبه أو مؤلفاته، وهو الذي نشر الطريقة الفيضية فى جميع انحاء مصر، والشيخ ابو الفيض أسس اكثر من مجلة عام 1919، وأنا جئت بعد والدى وتقلدت أمور الطريقة، وتوليت الطريقة الفيضية بعد وفاة سيدي أبو الفيض.


- كيف ترى التوريث داخل الطرق الصوفية وهل مسموح بتقلد أتباع الطريقة المشيخة؟

التوريث أمر متعارف عليه، داخل الطرق الصوفية، وذلك لأن ابن الشيخ أو وريثه يكون امتداد للشيخ الصوفى ويحافظ على تماسك الطريقة، ولذلك ليس هناك أى مشكلة أن يتقلد ابن الشيخ مقاليد الأمور داخل الطريقة، خاصة إذا كان ابن الشيخ عالم دين ومن خريجى الأزهر الشريف، فهذا يرجح كفته أكثر من أى أحد آخر، وفى حالة عدم وجود وريث للشيخ يجتمع كبار الطريقة لاختيار أحد العلماء الموجودين فى الطريقة ليكون هو شيخ الطريقة، وفى حالة عدم وجود ابن للشيخ يتم مبايعة شقيقه أو أحد أقاربه.

- لماذا ساندت الطرق الصوفية الرئيس السيسي وبايعته لفترة رئاسية ثانية؟

حقيقة البعض يتصور أن الطرق الصوفية سلبية، بمعنى أنها تؤيد دائما الدولة ولاتعارضها وهذا منذ زمن بعيد، والموضوع ليس بهذا الشكل والاعتقاد، بل أن الطرق الصوفية تؤيد استقرار البلاد، فدعم السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، جاء بعد مشاورات وجلسات ولقاءات عديدة، ووجدنا أنه الأفضل خلال هذه الفترة، حيث أنه لايوجد أحد غيره قادر على تولى مقاليد أمور البلاد، والفترة الحالية فترة صعبة جدًا، خاصة أن هناك مشكلات مع العديد من الدول، على رأسها تركيا وقطر، وأيضًا دولة أثيوبيا التى تحاول منع المياه عن مصر، عبر بناء سد النهضة، بالإضافة لجماعة الإخوان الإرهابية التى تحاول إسقاط الدولة وتسعى لذلك بكل قوة وتبجح عبر إطلاق الأكاذيب، والسيسي ضحى بنفسه وأولاده من أجل مصر، فكان لزاما على الطرق الصوفية، تأييده ومبايعته، والطرق الصوفية لها جانب وطنى وهذا الجانب الوطنى يحتم عليها الوقوف مع الدولة في كل أوقاتها، وقفت الصوفية مع عبد الناصر والسادات ومبارك، وعندما وصل الاخوان للسلطة وقف الصوفية ضد الإخوان، وخرجوا عن بكرة ابيهم فى 30 يونيو رافضين حكم الجماعة، لأنها كانت تريد أن تحكم بنظام القطيع، كما أن الطرق الصوفية، إذا نظرنا قديما نجدها دافعت عن الوطن ووقفت فى الصفوف الأولى خلال الحروب المختلفة، فقديما جاهد الشيخ الصوفي عبدالرحيم القنائى وأبوالحسن الشاذلى ضد التتار والمغول والصلبيين، وفى العصر الحديث نجد أهل التصوف وقفوا ضد الإنجليز والفرنسيين، ونريد التأكيد على أن الحركة الصوفية مشهورة بالجهاد ضد الأعداء، وهذا يعلمه القاصى والدانى، وفى الوقت الحالى الصوفية تجاهد ضد الإخوان والجماعات المتشددة التى تحاول إسقاط مصر.


- ماهى كواليس اللقاء الذى جمع بين شيوخ الطرق الصوفية ومحمد مرسى قبل توليه السلطة؟
فى الواقع، محمد مرسى قبل تولية السلطة، أول فصيل أو تيار طلب الجلوس معه، كانت الطرق الصوفية، وذلك لأن الإخوان كانوا يعلمون قوتنا فى الشارع المصرى، فلم يكونوا يريدون الصدام مع المتصوفة، ونحن وقتها فتحنا أبواب المشيخة الصوفية على مصراعيها، لكل المرشحين، وليس محمد مرسى فقط، فوقتها جاء الفريق أحمد شفيق وحمدين صباحى وغيرهما، ولكن بالنسبة لمحمد مرسى كان الأمر غريبًا بعض الشىء، لأن هناك اختلاف فكري وأيديولوجي بين الصوفية والإخوان، فكيف قبل الإخوان أن يأتوا إلى أبواب المتصوفة المبتدعة من وجهة نظرهم ليطلبوا تأييدهم فى الإنتخابات الرئاسية؟! ولكن هذا هو حال الإخوان فهم مستعدون أن يضعوا أيديهم فى يد الشيطان من أجل مصلحتهم الخاصة، ونحن جلسنا مع مرسى بعدما جلسنا مع باقى المرشحين، وعندما جلسنا معه، وجدناه يشكر فى اهل التصوف ويحاول استمالة الشيوخ وقال لنا: "الصوفية هم شيوخنا وسادتنا" ونحن نحبهم فى الله، ودعمهم ومساندتهم لنا أمر أكيد وواجب، ونحن طبعا لم نهتم بما قاله محمد مرسى حيث أننا وقتها كنا عقدنا النية على دعم الفريق أحمد شفيق، وذلك لأن الفريق معروف عنه تصوفه، ووالده فعلا كان رجل صوفى ومريد فى أحد الطرق الصوفية.


- هل تطمح الصوفية أن تكون بديلًا لتيار الإسلام السياسي خاصة بعد سقوط جماعة الإخوان الإرهابية؟

فى الواقع، الطرق الصوفية، ترفض بشكل قاطع أن تكون بديلا لأحد، وخاصة جماعة الإخوان الإرهابية، فنحن أهل وسطية، من الممكن أن يكون منا وزير أو سفير أو غير ذلك من المناصب، لكن نحن كفصيل دينى، لانسعى للحكم أو السلطة، لأن الصوفية أهل زهد ومحبة وروحانيات، وبعد عن السياسة وهمومها، إضافة إلى أن التجربة السياسية أثبتت فشل التيارات الدينية فى العمل بالسياسة، ولذلك يجب على أهل الدين أن يحترموا أنفسهم، فهناك أمور أولى أن يقوموا بها، كنشر الدين وتوعية الناس بالفكر الإسلامي الصحيح، وشيوخنا قالوا: "السياسة نجاسة والبعد عنها غنيمة"، ونحن لن نقع فى الخطأ الكبير الذى وقع فيه الإخوان، حيث أنهم كانوا يريدون الوصول للسطلة عبر الدين ولذلك أذلهم الله، وقسم ظهورهم.


- ما الهدف من المؤتمر الصوفي العام الذى نظمته الطرق الصوفية بمدينة نصر؟

الهدف من المؤتمر الصوفي العام، دعم الدولة المصرية وتأييدها، والوقوف خلف القيادة السياسية والجيش المصرى، فى الحرب على الإرهاب، خاصة بعد قيام جماعة الإخوان الإرهابية، بإطلاق الدعوات التخريبية المطالبة بنزول الناس للشوارع، والمطالبة بسقوط النظام ورحيل الرئيس، فهذا المؤتمر كان بمثابة التفويض الجديد للرئيس والجيش لمحاربة التطرف والإرهاب، فالطرق الصوفية، تعلم جيدًا أن هذه الجماعة لا تريد الخير لمصر، وتريد تسليم البلاد للقوى الخارجية التي تنتظر بكل فرح وسعادة سقوط مصر وجيشها، فأهل الشر لايحبون الخير لبلادنا، ونحن نعلم جيدًا ما جنته بلادنا من الثورات التى حدثت، فالخراب كان هو الحصيلة الوحيدة من كل ذلك.