رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عن أيدٍ صغيرةٍ بيضاء

جريدة الدستور


تحتسى كلَّ صباحٍ
خيباتها..
تقرأ الجريدةَ
تبحث عن نعىّ ما
تركه لها عاشقٌ
كعربون حزن.
عن أيدٍ صَغِيرَةٍ
بيضاءَ
تمسحُ عن وجهها الغبارَ
ما تبقَّى من فتات الليلِ
من أرصفة النهار.
لا عصافيرَ تتقافزُ فوق الحافة
لا شىءَ
كلُّ ما بها
قابلٌ للخسارة
إلا أنت..
كم مرّةً عشقتُ الحزنَ
لأنه يشبه عينيك
كم مرة قلتُ
أحبُّكَ
فتشعُّ أهدابى
كلما قلتُ
أُحبكِ
كلما التصقتُ بكَ
كنتُ أرطِّبُ بها
برودةَ الأيام
باسطةً ذراعىّ
لعلَّكَ تأتى.
أثقلنى حبُّكَ
حتى صرتُ لا أعرفنى
تسللتْ إلى ملامحى
تجاعيدُ غيابكَ
كنتُ بقُبلة
أعرف ضحكاتكَ جيدًا
كيف تتسلَّقُ عِرقكَ النافر
على جبينكَ
ويداك تتعرقان قليلًا
رغبةُ فى أن تُخفيها.
أصدِّق أيَّ شيءٍ
تقوله لى
كأن تقولَ: صوتُ الله
يظللنا
لأغمضَ جفنى أخيرًا
عن كلِّ الكلام
أعطنى يدكَ
حتى أهزَّ أغصانَ قلبى
أنا لم أكن
سوى أنثى
تلتقطُ الحُبَّ
تصرخُ
تبكى
ولا تنسى
أن تتكوَّرَ
أكثرَ حين يقضمها
ظلُّك!
بينى وبينكَ
عمرٌ من الحبّ
بينى وبينك أشياءُ كثيرةٌ
أطفالٌ لم ننجبهم
فَراشٌ لم يحلِّق بنا
عطرٌ لم أضعه إلا لك
همساتُ أعيننا
أغنياتٌ نحبُّها
رقصةٌ تجمعنا
ثوبٌ لم
أرتديه إلا لك
قلمُ شفاهِ لم أجرِّبه
إلا أمامك..
ثمة أشياءُ كثيرةٌ
أفعلها لك
أفعلها دائمًا بحبّ
أن أحبَّ ثورةَ غيرتك
أن أحبَّ بركانَ غضبك
أن أشتهى قُبلتكَ
أَن أحبَّ فوضى شَعركَ الفضى
قلبى لم يعد يسعنى
كم حلما سأرتِّبهُ فى ظلِّكَ
كم عمرًا سيكفى فى حبِّك.
حبيبى
كأنك نهايةُ المطر
نهايةُ الأرض
نهايةُ الجنون
ماذا لو تنبتنى من بذورك؟
بكَ..
يمكننى أن أتحدَّثّ مع الله
عن تشكيل آخر للروح
للزمن.
أريد أن أنتهى فيك!