رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إرهاب خمس نجوم.. «الجزيرة » تخترق فنادق مصر


سألتنى الزميلة عهدية أحمد، رئيس جمعية الصحفيين البحرينية، بعد أول ليلة قضتها فى فندق كبير على النيل من فئة الخمسة نجوم، هل من المصادفة أن يتم ضبط تليفزيون غرفتى لتصبح أول قناة أشاهدها بمجرد الضغط على زر التشغيل هى قناة الجزيرة القطرية؟
سؤال الزميلة، وهى صحفية مخضرمة تعمل فى المهنة منذ ثلاثين عامًا، كانت له أسباب عديدة، فقد اكتشفنا من خلال المناقشة أن تحديد موعد اجتماع لجنة الحريات باتحاد الصحفيين العرب الذى جاءت الزميلة لحضوره بالقاهرة، يوم الجمعة ٢٧ سبتمبر ربما لم يكن بالمصادفة، فهو اليوم نفسه الذى روّجت له قنوات الإرهاب، وعلى رأسها الجزيرة وقنوات الجماعة الإرهابية فى تركيا للتظاهر، وقال لى عدد من الزملاء إن رئيس اللجنة، الأردنى عبدالوهاب زغيلات، لم يقبل بأن تعقد اللجنة اجتماعها فى الفندق، وأصر على عقده فى مقر الاتحاد بشارع طلعت حرب، بالقرب من ميدان التحرير، وكان من بين البنود المطروحة على جدول الاجتماع قضية حبس الصحفيين فى مصر «!!»، وبسبب الغياب «الذكى» للدكتور ضياء رشوان، نقيب الصحفيين، عن الاجتماع تأخر إصدار اللجنة بيانها إلى يوم الأحد بدلًا من الجمعة، فضاعت فرصة من فرص التشهير بمصر، يبدو أنه كان هناك من ينتظرها.
كل هذه الملابسات جعلت سؤال الزميلة البحرينية يبدو أكثر أهمية بالنسبة لى، فهى لم تعتقد أن يتم ضبط التليفزيون لها، وربما لزملائها، بالصدفة، لتكون الجزيرة أول قناة يشاهدونها، فور دخولهم إلى الغرف، وقالت لى إنها صُدمت، لأنها رأت ١٩ دقيقة من التحريض المستمر ضد مصر فى هذه الليلة، متسائلة: كيف تسمح وزارة السياحة المصرية بعرض هذه القناة وشبيهاتها على السياح فى الفنادق الكبرى؟ وإذا كان الصحفيون قادرين على تحصين عقولهم من هذه السموم، فماذا سيكون الحال لو أن عائلات عربية بسيطة تعرضت للموقف نفسه واعتقدت أنها جاءت إلى مصر وهناك حرائق ومظاهرات مزعومة ستنطلق خلال ساعات؟ ألم يكن من المحتمل أن تصاب بالخوف ويرحل بعضها؟!.
سؤال الزميلة، التى تعتبر مصر بلدها الثانى، ذكرنى بموقف مشابه مررت به مع عائلتى، عندما قضينا فى منتصف سبتمبر ليلتين، فى أحد الفنادق الكبرى فى الإسكندرية، فقد صُدمنا عندما رأينا كمية القنوات الإخوانية والسلفية على رأس قائمة تليفزيون الغرفة، خاصة القنوات التى تُبث من العراق وتونس واليمن، حتى قناة الأطفال فى مقدمة القائمة، كانت قناة إخوانية أردنية هى «طيور الجنة»، التى منعت طفلتى من رؤيتها عقب فض اعتصام رابعة العدوية، حيث كانت طوال الوقت تذيع أغنية بعنوان «أم الدنيا حزينة» وفى الخلفية مشاهد الفض.
يومها تساءلت، مَنْ الذى حدد أن تكون هذه القنوات على رأس القائمة؟ وهل كان الأمر فى غرفتى مجرد مصادفة.. أم أنه كان كذلك بالنسبة لباقى الغرف أيضًا، خاصة أننى رأيت العديد من الإخوة الخليجيين فى الفندق؟.
الموقفان جعلانى أتساءل، هل تحدد إدارات الفندق قوائم القنوات التليفزيونية التى تعرض لنزلائها، أم تترك الأمر لعمال وفنيين ربما يديرونه حسب أهوائهم وميولهم السياسية والفكرية، أو وفقًا لإرادة «آخرين لا نعرفهم» يتحركون وراء الستار بصورة غير متوقعة، تؤدى فى النهاية لنتائج سلبية لصناعة السياحة؟
قد يتهمنى البعض بالمبالغة ولكنى أعرف، وغيرى كثيرون، أن المتطرفين والإرهابيين أغبياء، ولكن من يقفون وراءهم ليسوا كذلك، وهم يخططون لهم بخبث شديد، ليقوموا بخطوات ليست فى الحسبان.
فقد احتجنا سنوات حتى نفهم أن الانتخابات الأكثر أهمية للإخوان والسلفيين ليست انتخابات مجلس الشعب، بل الانتخابات النقابية والطلابية، ولم ندرك هذه الحقيقة إلا بعد أن كانوا قد سيطروا بالفعل على نقابات كبرى.
لهذا كله أوجه سؤالى وسؤال زميلتى إلى المسئولين فى وزارة السياحة، وإلى شرطة السياحة، التى أثق أنها ستتحرك أولًا، هل لديكم أدنى فكرة عن القنوات التليفزيونية التى تعرض فى فنادقنا الكبرى، أو حتى الصغرى، ليشاهدها السائحون فور وصولهم إلى مصر؟ وهل من الطبيعى أن يعرض بلد لسياحه قنوات تحرض على تخريبه وإحراقه وتذيع طوال الوقت تقارير كاذبة ومغرضة عن أحوال هذا البلد؟ وهل من الطبيعى أن تنفق الدولة مئات الملايين لجذب السياح وإنعاش صناعة السياحة باعتبارها أهم مصادر دخلنا القومى، ثم نسمح بمن يهدم كل هذا فور وصول السياح إلى غرفهم.
أيها السادة ساكنو المكاتب الأنيقة فى وزارة السياحة، أفيقوا يرحمكم الله.